سياسة عربية

صحف غربية: الاعتداء على جنينة أمر عادي في دولة السيسي

مصر هشام جنينة فيسبوك

اهتمت وسائل الإعلام الغربية بمتابعة حادث الاعتداء على المستشار هشام جنينة الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات في القاهرة، أمس السبت، وقالت إنه محاولة اعتداء معتادة من قبل النظام على معارضيه السياسيين.

وكان جنينة قد تعرض لاعتداء بالأسلحة البيضاء من أربعة أشخاص في منطقة التجمع الخامس بالقاهرة، وأصدرت النيابة العامة قرارا، الأحد، بإخلاء سبيله واحتجاز ثلاثة من المتهمين بالاعتداء عليه بعد أن استمعت لأقوال جنينة في مكان احتجازه بإحدى المستشفيات.

 

اقرأ أيضا: هذا ما قاله جنينة أمام المحكمة حول حادثة الاعتداء عليه

وأكد جنينة في أقواله إن أربعة أشخاص كانوا يعرفونه وجاءوا إلى محيط منزله وراقبوه واعتدوا عليه بالضرب بأسلحة بيضاء وعصي بقصد قتله، نافيا أن يكون الحادث بسبب تصادم سيارته مع سيارة المتهمين كما زعمت وسائل إعلام مؤيدة للنظام.

وكانت وزارة الداخلية قد أثبتت في محضر الشرطة، أن الواقعة عبارة عن مشاجرة سببها حادث تصادم بين سيارة جنينة وسيارة المتهمين في الطريق العام قرب مقر سكنه، وأن الطرفين تبادلا الضرب وأحدثوا ببعضهما البعض إصابات جسدية.

اعتداء سياسي
وفي هذا السياق، قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن الاعتداء الذي تعرض له هشام جنينة يحمل بين طياته دوافع سياسية، مشيرة إلى أن قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي أقال جنينة من رئاسة الجهاز المركزي للمحاسبات عام 2016 بعد اتهامه بنشر تقارير تبالغ في تقدير الفساد الحكومي.

ولفتت الوكالة إلى أن جنينة أحد الأعمدة الرئيسية في حملة رئيس أركان القوات المسلحة السابق الفريق سامي عنان، وتم اختياره نائبا لعنان الذي أعلن الشهر الجاري اعتزامه الترشح في انتخابات الرئاسة المقبلة قبل أن يتم اعتقاله من جانب الجيش بعد اتهامه بارتكاب مخالفات للقوانين العسكرية، وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات استبعاده من الانتخابات الرئاسية.

 

اقرأ أيضا: مصر إدانات حقوقية للاعتداء على المستشار جنينة

ونقلت عن محاميه، علي طه، تأكيده أن الشرطة قلبت الوضع واحتجزت موكله في المستشفى باعتباره متهم بالاعتداء على أربعة رجال، رغم أنه تعرض لمحاولة خطف واغتيال بالقرب من منزله ونقل للمستشفى لتلقي العلاج.

وأكدت وكالة الأنباء أن السيسي يتجه إلى فوز مضمون بفترة رئاسية ثانية بعد أن منع جميع منافسيه المحتملين الأقوياء من خوض المعركة أمامه.
 
أمر شائع
من جهتها، قالت شبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية إن إصابة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق كانت "محاولة اختطاف فاشلة".

واعتبرت الشبكة أن الاعتداء على جنينة هو أمر شائع في مصر، حيث يتعرض النشطاء السياسيين والمعارضين لاعتداءات مشابهة من بلطجية يتعاملون مع الشرطة.

ونقلت عن محامي جنينة قوله إن ثلاثة مسلحين أوقفوا جنينة وحاولوا إرغامه على الدخول لسيارتهم لكن المارة تمكنوا من إنقاذه والقبض على المهاجمين الثلاثة فيما فر سائق السيارة قبل وصول الشرطة.

وأضافت الصحيفة أن جنينة البالغ من العمر 63 عاما كان من كبار مساعدي رئيس أركان الجيش السابق المرشح المستبعد من الانتخابات الرئاسية سامي عنان الذي ألقي القبض عليه الثلاثاء الماضي وتم اتهامه بالتزوير والتحريض ضد الجيش واختفى قسريا  منذ اعتقاله.

ولفتت إلى أن جنينة كان في طريقه لجلسة استماع أمام المحكمة لاستئنافه ضد قرار عبد الفتاح السيسي بإقالته من منصبه كرئيس للجهاز المركزي للمحاسبات.

وأشارت إلى أن وسائل الإعلام الموالية للنظام تربط بين جنينة وجماعة الإخوان، خاصة بعد أن قال عام 2016 إن 600 مليار جنيه ضاعت على مصر بسبب الفساد في 2015 وحده".

محاولة قتل
أما هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" فقالت في تقرير لها يوم السبت إن هشام جنينة تعرض لمحاولة قتل أثناء سعيه، عن طريق القضاء، لإلغاء قرار قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بإقالته من رئاسة الجهاز المركزي للمحاسبات.

وأضافت "بي بي سي" أن جنينة أصيب بإصابات بالغة خلال اعتداء عنيف أمام منزله، لكن الشرطة تصر على أن الواقعة ليس فيها أي شبهة جنائية أو سياسية.

ولفتت إلى العداء الواضح بين النظام وبين جنينة منذ عام 2016 حينما أثار الجدل بسبب تقاريره حول الفساد الحكومي وعقب ذلك عُزل من منصبه بعد تعديل السيسي للقانون الذي كان يمنح رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات حصانة ضد العزل، مؤكدة أن قرار السيسي بإقالة جنينة من رئاسة الجهاز المركزي للمحاسبات أثار الشكوك حول نوايا النظام بشأن مكافحة الفساد.

وقالت إن جنينة يرى أن تظاهرات 30 حزيران / يونيو 2013 التي مهدت لانقلاب الجيش على الرئيس مرسي كانت "ثورة شعبية" رافضا وصفها بالانقلاب، لكنه، مع ذلك، يرى أن جماعة الإخوان المسلمين جزء من المجتمع ويرفض اعتبارها "جماعة إرهابية"، وهو ما يغضب أنصار النظام.

خطر على السيسي
أما إذاعة "مونت كارلو" الدولية فقالت إن المستشار هشام جنينة، أحد أبرز أعضاء حملة المرشح السابق سامي عنان الانتخابية، "تعرض لهجوم خارج منزله من مهاجمين مجهولين كانوا يحاولون قتله".

وأشارت الإذاعة إلى أن جنينة كان ضمن حملة رئيس أركان الجيش المصري الأسبق الذي اعتبر الكثيرين خوضه انتخابات الرئاسة أمام عبد الفتاح السيسي خطرا على فرص إعادة انتخاب قائد الانقلاب في الاقتراع المقرر في آذار/ مارس آذار المقبل.

ولفتت إلى أنه أثار حنق النظام وأصدر السيسي قرارا في 2016 بإعفائه من رئاسته للجهاز المركزي للمحاسبات عقابا له على كشفه قيمة الخسائر الباهظة التي تتكبدها مصر بسبب انتشار الفساد الحكومي.

 

اقرأ أيضا: ما هي دلالات الاعتداء على هشام جنينة.. وعلاقته بالانتخابات؟