سياسة عربية

أيمن نور عن ترشح رئيس حزب "الغد": إنها مهزلة تاريخية

أيمن نور شدّد على أن موسى مصطفى يلعب أدوارا مختلفة لها علاقة بنظام مبارك البائد - أرشيفية
أكد المرشح الرئاسي السابق وزعيم حزب غد الثورة، أيمن نور، أن ترشح رئيس حزب "الغد"، موسى مصطفى موسى، للانتخابات الرئاسية في مصر المزمع إجراؤها في آذار/ مارس المقبل يثبت أننا أمام مهزلة تاريخية وغير متصورة في الحياة السياسية المصرية، التي يتم سحقها تماما تحت حكم رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي.

وقال – في تصريحات خاصة لـ"عربي21"-: "المأساة والمهزلة التي نشهدها حاليا رغم مرارتها وقسوتها، إلا أنها مؤشر إيجابي على أن النخبة المصرية أدركت زيف ما تسمى بالانتخابات الرئاسية تماما، حيث تركت دور الكومبارس لشخص لا ينتمي لهذه النخبة لا من قريب أو بعيد، لأنه بكل المقاييس شخص متطفل عليها وعلى الحياة السياسية، ولم تكن له أدنى علاقة بأي عمل سياسي في أي وقت من الأوقات".

وكشف "نور" أن علاقة "موسى" بالعمل السياسي بدأت من خلال "رسالة نصية على الهواتف المحمولة sms، والتي كنّا نرسلها وقت تأسيس حزب الغد عام 2004"، مضيفا: "عندما خاص حزب الغد معركة الانتخابات الرئاسية عام 2005 هرب موسى من تلك المعركة مدّعيا سفره خارج مصر، ولم يظهر في الحزب مطلقا حينها، إلا أننا فوجئنا به عقب انتهاء الانتخابات على شاشة التلفزيون المصري الحكومي يدعي أن الانتخابات كانت نزيهة وشفافة".

وأضاف: "كما فوجئنا ببعض اللافتات التي كانت تحمل اسمه في بعض المناطق لإعلان تأييده ومبايعته لمبارك، وبناء على ذلك تم فصله من الحزب بسبب عدم التزامه الحزبي، لكن كان المخطط أكبر من هذا بكثير، حيث قام موسى وشخص آخر (لم يسمه) بانقلاب على الحزب برعاية الأجهزة الأمنية، مقدما أوراقا مزورة، لكن بالطبع تم الاعتداد بها. حدث هذا بينما كنت أنا في المعتقل وقتها".

وأشار إلى أن "موسى" وآخرين قادوا عملية أمنية بحتة لحرق مقر حزب الغد بمنطقة طلعت حرب في محافظة القاهرة أثناء وجود بعض أعضاء الحزب وأسرتي بداخله عام 2008، وتدخلت العناية الإلهية لإنقاذهم بعدما احترق المقر، وكان هذا دليل واضح على بداية بلطجية الدولة وعملاء أجهزة الأمن ضد الحياة السياسية المصرية والفاعلين بها".

                      


وأوضح زعيم حزب غد الثورة أنه عقب اندلاع ثورة يناير كان "موسى" أحد الأسماء التي ترددت في أسماء المتورطين في ارتكاب معركة الجمل، بالإضافة إلى ساعده الأيمن رجب هلال حميدة، والذي ثبتت براءته في مرحلة لاحقة.

وشدّد على أن "موسى" يلعب "أدوارا مختلفة لها علاقة بنظام مبارك البائد، فشقيقه علي موسى كان عضوا بأمانة السياسيات بالحزب الوطني المنحل، وكان الصديق الصدوق لجمال مبارك، ووالدته هي ألفت موسى صديقة سوزان مبارك، وهو أحد الأذرع التي لعبت دورا في انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013".

وذكر أنه خلال الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 2010، والتي تم التلاعب بها وتزويرها بشكل فج، تم إنجاحه في إحدى دوائر محافظة الجيزة، وفوجىء جميع الأهالي بحصوله على 250 ألف صوت، خاصة أنه لم يعلق لافتة انتخابية واحدة في تلك الدائرة التي لم يدخلها يوما ما، لذلك كانت القردة في محافظة الجيزة تدرك أنه فاز بالتزوير المفضوح".

واستطرد المرشح الرئاسي الأسبق، قائلا: "لم يكن مستبعدا أن يتم استدعاء موسى مصطفى موسى- الذي كان يقود حملة "مؤيدون" لدعم السيسي حتى أيام قليلة جدا- للقيام بدور الكحول أو المحلل لانتخابات 2018 بعد أن فشلت كل المحاولات في إيجاد محلل آخر، خاصة بعدما تراجع رئيس حزب الوفد السيد البدوي".

وطرح "نور" مجموعة من التساؤلات التي تخص ترشح "موسى"، قائلا: "كيف سيترشح بالمخالفة لنص المادة 1 فقرة 3 في قانون الانتخابات الرئاسية، والتي تشترط أن يكون المرشح حاصلا على مؤهل عال، بينما آخر مؤهل دراسي له كان معهد صناعي في دولة الجزائر، وهو ليس مؤهلا عاليا بطبيعة الحال؟".

كما تساءل: "كيف حصل هذا الشخص على تأييد 26 نائبا في البرلمان- كما يدعي- فلو قمنا بجمع التوكيلات التي حصل عليها السيسي (548) وتوكيلات السيد البدوي (26) بعد استبعاد نواب تجمع 25 – 30 الذين يبلغ عددهم 16 شخصا، لأنهم لم يقدموا أي توكيلات لأي مرشح، فسيكون المتبقي 6 نواب فقط، فكيف حصل إذن على 26 توكيلا من النواب، خاصة أن الدستور يشترط أن النائب الذي يوقع استمارة تأييد لا يجوز له أن يغير توقيعه ولا يجوز التوقيع لأكثر من مرشح؟".

وتساءل أيضا: "كيف استطاع موسى جمع 47 ألف توكيل انتخابي في 10 أيام فقط، بينما كانت أقواله في نيابة أمن الدولة في القضية الخاصة بتوكيلات حزب الغد عام 2005 أنه لم يستطع الحصول على توكيل واحد، حتى من أسرته أو أقاربه أو جيرانه خلال فترة 6 أشهر كاملة، بحسب الأقوال التي قالها بنفسه، فكيف له الحصول على كل هذه التوكيلات في فترة قياسية، وقبل ذلك كيف حدث ذلك بينما لم يكن اسمه مسجلا بالشهر العقاري من بين أسماء المرشحين؟.. يبدو أنه أصبح مرشحا خارقا بقدرات خرافية".

وواصل "نور" تساؤلاته: "كما أن موسى تجاوز موعد الكشف الطبي الذي انتهى أمس الأحد، إلا أن ما يدعيه بأنه ذهب للكشف الطبي الساعة 12 ظهرا أمر غير منطقي تماما، لأنه مصاب ببعض الأمراض المزمنة مثل السكر والقلب، وسبق له إجراء أكثر من جراحة في القلب وقام بتركيب دعامات، وهذا يقتضي فحوصا طبية كثيرة ودقيقة وتأخذ الكثير من الوقت كي تظهر نتائجها، فكيف قاموا بإجراء كل هذه الفحوص والتحاليل ومعرفة نتائجها خلال ساعة واحدة؟".

وأردف: "يبدو أن الذي يدير الغرفة السوداء في مصر، وهو عباس كامل مدير مكب السيسي، قد فرغ جرابه، ولم يتمكن من الوصول لأي مرشح تنطبق عليه المواصفات القانونية والسياسية التي تجعل منه حتى مرشحا صوريا مقبولا، وهذا يشعرني بقدر من الرضا، ومؤشر واضح وكاشف عن إفلاس النظام الذي يأتي من قاع المهملات بأشخاص دون المستوى".

ورأى أن هناك تقاربا وتشابها كبيرا بين "السيسي" و"موسى"، فالأول سرق وطنا، وانقض على رئيسه المنتخب، وسجنه، والثاني سرق حزبا، وانقض على مقعد رئيسه المنتخب، وسجنه، والسيسي خرج علينا من رحم المخابرات الحربية، وموسى خرج علينا من رحم مباحث أمن الدولة التي كان يشرف ويتباهى أنه تربطه علاقات وثيقة بها ولا يتحرك إلا بإذنها، والاثنان من ذوي التعليم المتدني.

وأشار "نور" إلى أن حزب غد الثورة الذي يتزعمه يدعو إلى أن تكون أيام الانتخابات الرئاسية الثلاثة أياما لعصيان مدني وإضراب عام دون أن يتواجد الناس لا في اللجان الانتخابية أو عملهم أو في الشوارع، لافتا إلى أن الشعب سيقدم على هذه الخطوة حتى لو لم يدع لها أحد، وأن العالم كله سيشهد أنها ليست انتخابات مطلقا.

وأكد "نور" أن هناك تنسيقا واتصالات واجتماعات بين مختلف القوى الوطنية في الداخل والخارج من أجل بلورة موقف موحد بشأن انتخابات الرئاسية، لافتا إلى ما يحدث يساهم كثيرا في إعادة اللحمة بين القوى الوطنية على اختلاف أطيافهم، مضيفا: "لدينا فرصة ذهبية بعد انتخابات 2018 لتوحيد كافة أطياف الحركة الوطنية المصرية".