سياسة عربية

اليونسيف: 68 بالمائة من أطفال بوادي المغرب فقراء

رصدت أن حرمان الأطفال الأقل من 4 سنوات، يكمن أساسا في التغذية غير الصحية- أرشيفية

كشفت دراسة جديدة لمنظمة الأمم المتحدة لحمية الطفولة (يونيسيف) أن 4 من أصل 10 أطفال مغاربة يعيشون في وضعية فقر "متعدد الأبعاد"، وهو المعيار الذي تركز من خلاله المنظمة على ثلاثة مجالات هي الصحة، والتعليم، ومستوى المعيشة.


الدراسة التي نشرت بعض مقتطفاتها جريدة "ليكونوميست" الناطقة بالفرنسية، وترجمتها "عربي21"، سجلت أن الفقر "متعدد الأبعاد" طاغ بشكل كبير في القرى والبوادي، ومع ذلك فهو ظاهر بشكل واضح في المدن المغربية.


ومضت اليومية الناطقة بالفرنسية تقول، إن نسبة الأطفال الذين تحقق فيهم مؤشران على الأقل من مؤشرات "الفقر متعدد الأبعاد"، بلغت 68.7 بالمائة في العالم القروي، مقابل 17.1 في الوسط الحضري.


وشددت الجريدة على أن هذه النسبة تفضح انعدام العدالة المجالية بين الوسطين، على مستوى البنية التحتية والمؤهلات الاقتصادية.


وأجريت الدراسة في إطار التعاون بين المرصد الوطني للتنمية البشرية، ووزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، بدعم من برنامج "يونسيف" لتتبع أهداف التنمية المستدامة، والقضاء على الفقر بجميع أشكاله وفي جميع أنحاء العالم.


والتبرير الذي تقدمه المنظمة الأممية، هو أن حرمان الطفل من هذه المؤشرات يؤثر سلبا على سلامته وتلبية رغباته وعلى مبدأ تكافؤ الفرص مع أبناء جيله. 


وركزت الدراسة على ثلاث فئات من هؤلاء الأطفال؛ فئة أولى تقل أعمارها عن 4 سنوات؛ فئة ثانية من الأطفال أعمارها بين 5 و14 سنة؛ ثم فئة ثالثة أعمارها بين 15 و17 سنة.


وذهبت الدراسة إلى أن الفقر متعدد الأبعاد منتشر وسط الفئة الأولى أي الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 4 سنوات بنسبة 45.8 في المائة، وبلغت نسبته في الفئة الثالثة (15ـ17سنة)، الذين هم في مرحلة المراهقة وبصدد الانتقال إلى الشباب بنسبة 42.4 في المائة.


وشددت الدراسة على أن هذه قاسية أكثر على الأطفال من الفئتين معا في العالم القروي، حيث يعاني 4 من كل 5 أطفال من الحرمان.


وسجلت أن الفئة الثانية من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين (5 ـ 14) يعانون بنسبة أقل من سابقين، وبلغت النسبة 35.6 بالمائة.


ورصدت أن حرمان الأطفال الأقل من 4 سنوات، يكمن أساسا في التغذية غير الصحية، في حين يتجلى الحرمان بالنسبة للفئة الثالثة في صعوبة الولوج إلى التعليم ما يؤدي إلى الهدر المدرسي.


وخلصت الدراسة إلى أن الأطفال الصغار أقل من 4 سنوات، والمراهقين، هم الأكثر حاجة للتدخل وإقرار استثمارات نوعية، عاجلة ودقيقة.


وتعتمد منظمة تعريفا للفقر المتعدد الأبعاد، على ثلاثة مرتكزات، الصحة والتعليم، ومستوى المعيشة، و12 مؤشرا، ففي التعليم مثلا مؤشران هما؛ الانتظام في الدراسة، وسنوات الدراسة. وتتمثل مؤشرات الصحة في التغذية، ووفيات الأطفال، والحمل المبكر. أما مؤشرات مستوى المعيشة؛ فتشمل توفير الماء الصالح للشرب بشكل آمن ودائم، وتوفير الكهرباء، والبنية التحتية.


وتعتبر اليونيسيف أن الطفل الذي يوجد في حالة فقر وحرمان، حين لا يتمكن من إشباع إحدى حاجاته من واحد أو اثنين من المرتكزات التي تدخل في تشكيل الفقر متعدد الأبعاد.