سياسة عربية

تقرير: التحالف يدعم قوات تعمل بالوكالة واليمن اختفى كدولة

اتهم التقرير الأممي التحالف الذي تقوده الرياض بدعم قوات تعمل بالوكالة لأهداف خاصة بها- جيتي

كشف تقرير أممي عن تفاصيل خطيرة عن واقع الحكومة اليمنية الشرعية ودور التحالف العربي الذي تقوده السعودية الداعم لها في إضعافها وتآكلها سلطاتها في جنوب البلاد.


وقال التقرير الذي أعده فريق الخبراء المعني باليمن والمؤرخ في 26 من كانون الثاني/ يناير الماضي إن "اليمن كدولة تكاد أن تكون قد ولت عن الوجود بعد قرابة ثلاث سنوات من النزاع".


وأضاف التقرير الذي وصل "عربي21" نسخة منه، أنه بدلاً من دولة واحدة، هناك دويلات متحاربة، وليس لدى أي من هذه الكيانات من الدعم السياسي أو القوة العسكرية ما يمكنه من إعادة توحيد البلد أو تحقيق نصر في ميدان القتال.


واتهم التقرير الأممي التحالف الذي تقوده الرياض بدعم قوات تعمل بالوكالة لأهداف خاصة بها.


ولفت إلى أن حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، أضُعفت، جراء انشقاق عدد من المحافظين وانضمامهم لما يسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، الذي يدعو إلى "إنشاء جنوب يمني مستقل".


كما أكد أن هناك تحديا آخر تواجهه الحكومة وهو وجود قوات تعمل بالوكالة، تسلحها وتمولها الدول الأعضاء في التحالف الذي تقوده السعودية، وتسعى إلى تحقيق أهداف خاصة بها في الميدان.

 

اقرأ أيضا: ربع مرضى الفشل الكلوي باليمن يتوفون سنويا منذ الحرب


في إشارة منه إلى قوات ما تسمى بـ"الحزام الأمني" في مدينة عدن ومحيطها، و"النخبة الشبوانية" في مدينة شبوة (جنوب شرق) وقوات "النخبة الحضرمية" في مدينة المكلا (شرقا)، والتي دربتها وسلحتها دولة الإمارات المشاركة ضمن التحالف العربي.


وفي الشمال، أوضح التقرير أن "الحوثيين في الشمال يعملون من أجل تشديد قبضتهم على صنعاء، وجزء كبير من المناطق المرتفعة، بعد معركة شوارع استمرت خمسة أيام، وانتهت بمقتل حليفهم السابق، علي عبد الله صالح، في الرابع من ديسمبر/ كانون الأول الماضي".


وأشار إلى أن أنصار صالح تم سحقهم من قبل الحوثيين واستمالوا قسم آخر منهم.


ووفقا للتقرير الذي رفعه الفريق الأممي إلى مجلس الأمن فإن ما يزيد ديناميات المعركة تعقيدا وجود جماعات إرهابية كتنظيم القاعدة في جزيرة العرب وتنظيم الدولة الإسلامية وكلاهما يوجهان ضربات بصورة روتينية ضد أهداف حكومية وحوثية وأخرى تابعة للتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية.


وذكر التقرير أن انهيار تحالف الحوثيين وصالح، مثّل فرصة أمام التحالف الذي تقوده السعودية والقوات الحكومية اليمنية لاستعادة "أراض"، لكنه قال إنه من غير المحتمل أن تستمر هذه الفرصة السانحة فترة طويلة، أو أن تكون كافية بحد ذاتها لإنهاء الحرب.

 

اقرأ أيضا: ميدل إيست آي: الرياض تهمل مئات تقارير الوفيات المدنية باليمن


كما وثق الفريق وفقا للتقرير، مخلفات قذائف ومعدات عسكرية متصلة بها، وطائرات عسكرية مسيرة من دون طيار، ذات أصل إيراني، جلبت إلى اليمن بعد صدور قرار الحظر المحدد الأهداف المفروض على الأسلحة.


وخلص الفريق الأممي في تقريره إلى أن إيران لم تمتثل للفقرة الـ14 من القرار (2216) الصادر في العام 2015، كونها أخفقت في اتخاذ التدابير اللازمة لمنع توريد قذائف تسيارية قصيرة المدى من نوع بركان2 (في إشارة إلى الصواريخ الباليستية التي أطلقها الحوثيون على العاصمة السعودية الرياض العام الماضي) وصهاريج ميدانية "لمؤكسد ثنائي الدفع للقذائف"، فضلا عن طائرات عسكرية مسيرة من دون طيار، من نوع "أبابيل"، أو بيعها أو نقلها إلى تحالف الحوثيين وصالح آنذاك.


كما أفاد التقرير بأن الحوثيين نشروا ألغاما بحرية في البحر الأحمر وهو ما يشكل خطرا على النقل البحري التجاري وخطوط الاتصالات البحرية، يتراوح ما بين 6 إلى 10 سنوات.


وتطرق الفريق إلى المشكلة الاقتصادية وأزمة السيولة وانهيار النظام المالي في البلاد.


ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة تتناول الوضع في اليمن، نهاية الشهر الجاري، في وقت سيقدم المبعوث الأممي الخاص لليمن، إسماعيل ولد الشيخ إحاطته الأخيرة عن الأوضاع في هذا البلد.