صحافة دولية

لوفيغارو: حرب سرية لموسكو للتأثير على الانتخابات الأمريكية

اتهم القضاء الأمريكي 13 روسيا بالتدخل في الانتخابات- جيتي

نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا تطرقت فيه إلى لائحة الاتهامات التي وجهها القضاء الأمريكي إلى ثلاثة عشر مواطنا ومؤسسة روسية، التي كشفت عن الطرق التي اعتمدها المتهمون للتأثير على سير عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لصالح دونالد ترامب.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن من بين المتهمين روسيتان، ألكسندرا كريلوفا وآنا بوغاشيفا، اللتان تعملان ضمن وكالة أبحاث الإنترنت التي يقع مقرها الرسمي في مدينة سانت بطرسبرغ في روسيا. وقد دخلت العميلتان الروسيتان إلى الولايات المتحدة بصفتهما "سائحتين"، لكن تبين فيما بعد في التحقيقات الأمريكية، أنهما كانتا في مهمة "جمع المعلومات الاستخبارية".

وذكرت الصحيفة أن الاتهامات التي وجهت إلى 13 مواطنا روسيا وثلاث شركات كان أغلبها متعلقا "بالتآمر" وتهم أخرى مثل التحايل بهدف "التدخل في النظام السياسي والانتخابي للولايات المتحدة الأمريكية".

وحسب التقرير الذي أعده المدعي العام الخاص الأمريكي، روبرت مولر، فإن "الهدف الإستراتيجي" الذي كان يتطلع المتهمون إلى تنفيذه يتمثل في "زرع الخلافات" "والتأثير على الانتخابات الرئاسية التي نظمت سنة 2016".

 

اقرأ أيضا: القضاء الأمريكي يتهم 13 روسيا بالتدخل بالانتخابات


وعرضت الصحيفة لائحة التهم الأخرى التي وجهت إلى المشتبه فيه، على غرار تهمة التآمر ضد الدولة الأمريكية، واعتماد أساليب غير قانونية للحصول على تأشيرات دخول، وفتح حسابات مصرفية بأسماء وهمية، علاوة على تهم أخرى مثل سرقة الهوية وتدليس الأوراق الثبوتية. كما ورد في لائحة القضاء أسماء الأطراف المتضررة من عملية التحايل، وهم كل من اللجنة الانتخابية الاتحادية، ووزارة العدل، ووزارة الخارجية.

وأشارت الصحيفة إلى أن عريضة الاتهام، التي تتكون من 37 صفحة، تقدم أدلة ملموسة تدين المتهمين من قبل المحكمة الأمريكية، إلا أن إثبات التهم الموجهة إليهم لا زال غير مؤكد إلى حد الآن. وفي حال تأكد ذلك، فإن هذا من شأنه أن ينفي ادعاءات دونالد ترامب الذي يعتبر عملية التحقيقات الجارية في كشف التدخل الروسي مجرد "نكتة" أو "أخبار زائفة" يروج لها خصومه من أتباع الحزب الديمقراطي.

وأفادت الصحيفة بأنه من بين المتهمين الروس، ذكر اسم كل من ألكسندرا كريلوفا، التي تعمل مديرة، وآنا بوغاشيفا، المسؤولة عن تحليل البيانات. وفي الواقع، تعمل كلاهما في وكالة أبحاث الإنترنت الروسية. وقد وجهت للمواطنتين، كما ذكر آنفا، تهمة "جمع معلومات استخباراتية". فعلى امتداد ثلاثة أسابيع، جابت السيدتان الروسيتان تسع ولايات أمريكية، حيث انتقلتا من ولاية نيويورك إلى كاليفورنيا، ومن ولاية لويزيانا إلى إلينوي.

وأشارت الصحيفة إلى أن التحقيقات قد بينت طبيعة نشاطاتهما داخل الولايات المتحدة والاتصالات التي كانتا تجريانها. ومنذ أن وطأت أقدامهم البلاد، بدأ فريق وكالة أبحاث الإنترنت الروسية في شراء المعدات اللازمة لمهمتهم، على غرار الكاميرات، وشرائح الهواتف، والهواتف التي يمكن التخلص منها بعد استعمالها، فضلا عن شراء فضاءات على خوادم الكمبيوتر المحلية لإنشاء شبكات خاصة افتراضية.

 

اقرأ أيضا: بدء التحقيق مع "فيسبوك" حول التدخل الروسي بانتخابات أمريكا

فضلا عن ذلك، أنشأ الفريق الروسي المئات من عناوين البريد الإلكتروني، والعديد من حسابات "تويتر"، وعشرات الصفحات الزائفة على موقع "فيسبوك". كما فتحوا حسابات بنكية بأسماء مستعارة على موقع "باي بال" (الذي يسمح لمستخدميه بتحويل المال عبر الإنترنت والبريد الإلكتروني). ومن خلال التخفي تحت هذه الحسابات، قدمت الوكالة الروسية نفسها كشركة وطنية أمريكية.


وأكدت الصحيفة أنه مع انطلاق الحملة التمهيدية للانتخابات الرئاسية الأمريكية لسنة 2016، بدأ الفريق الروسي في استهداف المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، وكل من المرشحين الجمهوريين تيد كروز وماركو روبيو. وقد انتهز فريق وكالة أبحاث الإنترنت الروسية كل الفرص السانحة لتوجيه انتقادات إلى هيلاري كلينتون وبقية المرشحين، باستثناء السيناتور بيرني ساندرز، ودونالد ترامب.

وخلال صيف سنة 2016، جندت وكالة أبحاث الإنترنت الروسية أكثر من 80 شخصا كانت مهمتهم تنشيط تداول الحسابات المزيفة على موقع "تويتر" وتحت مسميات مختلفة على غرار "ترامب 2016"، علاوة على إنشاء صفحات مزيفة على "فيسبوك". وقد خصصت الوكالة ميزانية للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بلغت قرابة 1.25 مليون دولار شهريا.

ونقلت الصحيفة اعترافا أدلت به إيرينا كافيرزينا، التي كانت من بين المتهمات في اللائحة التي ضمت 13 شخصا، قالت: "لقد اعترضتنا مشكلة طفيفة خلال تنفيذ هذه المهمة. وبعد ذلك، قام مكتب التحقيقات الفدرالي برصد نشاطنا [...] وقد أنشأت بنفسي كل هذه المواقع لدرجة أن الأمريكيين اعتقدوا بأنها تابعة لهم".