ملفات وتقارير

النظام يمهد لدخول الغوطة.. والمعارضة أمام "خيار وحيد"

النظام يستمر بقصف الغوطة الشرقية تمهيدا لمحاولة دخولها عسكريا (أرشيفية)- الأناضول

يستمر النظام بحملة من القصف العنيف على مدن الغوطة الشرقية وقراها، تمهيدا لاقتحامها، منفذا مجازر عدة أودت بحياة عشرات القتلى من المدنيين، ومدمرا عددا من المراكز الصحية. 

ونشرت صفحات التواصل الاجتماعي المؤيدة للنظام السوري فيديوهات لتوجه قواته من مناطق عدة تجاه الغوطة الشرقية، حيث ذكرت تلك الصفحات أن سهيل الحسن هو من سيقود الهجوم على الغوطة، باعتبارها أهم معارك النظام الحاسمة في صراعه ضد المعارضة.

وفي هذا الموضوع، أكد الناطق باسم "فيلق الرحمن" وائل علوان، أن الفصائل في الغوطة الشرقية "لن تقبل بما يخطط له النظام والروس، من تكرار لسيناريو التهجير والاستسلام".

وقال علوان في حديثه لـ"عربي21": "مقومات الصمود لدينا موجودة، فالفصائل قادرة على حماية نفسها وأهلها من المدنيين، وصد جميع محاولات النظام واقتحاماته البرية". 

وأكد أن النظام يقوم بقصف عنيف من خلال غارات الطيران التي تستهدف المدنيين، وهو انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية، وهذا ما يجعل أكثر من 400 ألف شخص يعيشون كارثة إنسانية حقيقية.

وأوضح أن الغوطة الشرقية تحوي قطاعات عدة، وكل فصيل فيها يعمل بشكل مستقل بقطاعه، ويتولى مهمة الدفاع عن الجبهات الممتدة ضمن قطاعه، ولا يستبعد علوان تشكيل غرف عمليات من أجل الدفاع عن الغوطة، ووضع خطط عسكرية دفاعية.

 

اقرأ أيضا: النظام يستمر بمجازره بالغوطة وعدد القتلى الأعلى منذ 2013


وأضاف علوان لـ"عربي21": "نوجه رسائل لكل فصائل سوريا جنوبا وشمالا، بأن الروس معنيون بالحل العسكري، وكل الذرائع التي يضعونها هي ذرائع واهية لتبرير استمرارهم في القصف، فلا يوجد أي حجج حقيقية". 

وأوضح أن مناطق خفض التصعيد تعني استفراد الروس بمنطقة دون أخرى، ثم الانتقال إلى غيرها، فمنطقهم هو استمرار الأسد والإذعان له، أو القتل والتهجير، فعلى جميع المناطق الثائرة أن تنتفض انتفاضة واحدة، لتجبر نظام الأسد على الإذعان لمبدأ وقف إطلاق النار"، وفق قوله.

بدوره، قال القيادي في "أحرار الشام" محمد طه" لـ"عربي21" إن "فصائل المعارضة تعلم أن النظام حشد لمعركة الغوطة بالمئات، ووضع على رأس قيادة النظام ثلاث فرق عسكرية رئيسة (هي: الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة ومليشيا النمر التي يقودها سهيل الحسن)، إضافة للطيران الحربي وطيران الروس وأسلحتهم المتطورة". 

ورأى أن ذلك "يفرض قرارا وحيدا وحتميا علينا، وهو القتال فقط، ولا يوجد حل آخر أبدا"، مشيرا إلى أن الحديث عن اتفاقيات دولية ومساع إقليمية هو مرفوض تماما لدى غالبية فصائل الغوطة، لا سيما أن هذا الخيار طرح قبل سنوات من أجل تخفيف معاناة المدنيين، وتم رفضه ولن نقبل به الآن بأي حال من الأحوال".

وأضاف أن "هدف النظام الأول من هذه المعركة، فك الحصار عن إدارة المركبات العسكرية، واستعادة المناطق الأخرى قرب حرستا، التي تمكن الجيش الحر قبل شهرين تقريبا من السيطرة عليها، وصولا لحصار إدارة المركبات التي تحوي ضباطا من النظام برتب عالية". 

 

اقرأ أيضا: تحذيرات من "حلب ثانية" في الغوطة مع استمرار قصف النظام


ولفت إلى أن النظام سبق أن حاول جاهدا كسر الحصار عنها، دون جدوى، في ظل الاقتتال الشديد وتمكن المعارضة من الصمود آنذاك، كما أن محور حي جوبر يعد أحد أبرز أهداف النظام. 

فمنذ أربع سنوات والنظام يحاول اختراق الحي بشكل مستمر، ولم يتمكن من إحراز أي تقدم فيه، رغم كثافة القصف شبه المستمر عليه، بشتى أصناف الأسلحة التي حولت قسما كبيرا منه إلى ركام.

ولفت إلى أن "الاستعدادات الآن باتت على أتم وجه، وأن المعارضة ستستقبل قوات النظام بالصواريخ والقذائف مع أول محاولة لاقتحام الغوطة".

حرب استنزاف

وعن سكوت الفصائل رغم كثافة القصف، قال: "النظام يريد استنزافنا، وسبق أن أمطرنا مواقعه بالصواريخ والقذائف ردا على المجازر، ولكن في الوقت الراهن فإن ادخار أية رصاصة سيفيدنا، مع احتمالية بدء العمليات العسكرية للنظام باتجاهنا".

من جهته، قال الناشط علاء الأحمد إن شوارع الغوطة خالية من المدنيين حاليا، فقد تحصنوا في الملاجئ، ولكنه أشار إلى أن روسيا تستخدم صواريخ تخترق هذه الملاجئ.

 

وقال لـ"عربي21"، إن "النظام يروج لقوات سهيل الحسن فهو يقوم بحرب إعلامية، أما سيناريو المعارك المتوقع، فهو أن يقوم النظام بفتح جبهات عدة، كما فعل اليوم الأربعاء من محاولة لاقتحام جهة الزليقية، التي تقع تحت سيطرة جيش الإسلام، وتم إفشال المحاولة".

وأوضح أن أبرز المحاور التي سيفتح فيها النظام المواجهات هي مناطق المرج، ونقاط جيش الإسلام، وبلدة المحمدية، وبلدة جسرين التي يسيطر عليها فيلق الرحمن، وكذلك محور حرستا التي تتواجد فيها الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري. 

وأشار إلى أن "الفصائل في حالة حرب لم تتوقف، فهي مستعدة، لأن معارك النظام ضد الغوطة لم تتوقف"، وفق قوله.

ونفى وجود أي تنسيق حالي بين فيلق الرحمن وجيش الإسلام "فكل فصيل يقوم على حماية محور ويكتفي بمنطقته ويدافع عنها". 

وأكد أن الأوضاع الإنسانية في الغوطة الشرقية مزرية جدا، والأسواق مغلقة، بسبب القصف العنيف بالراجمات والطيران، فلا يوجد غير فرق الدفاع المدني التي تقوم بإسعاف الجرحى، وهي مستهدفة من الطائرات الروسية وصواريخ النظام.

 

اقرأ أيضا: "يونيسف" تصدر بيانا "بلا كلمات" لوصف مأساة الغوطة الشرقية