سياسة عربية

ابن سلمان يزور الكنيسة المرقسية بمصر.. كيف علق الأقباط؟

الملك سلمان التقى البابا خلال زيارته لمصر في 2016 بمقر إقامة العاهل السعودي وليس في الكاتدرائية كما قرر نجله- جيتي

وسط إجراءات أمنية مشددة، يصطحب رئيس سلطة الانقلاب في مصر عبدالفتاح السيسي، اليوم، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في جولة بحرية بتفريعة قناة السويس الجديدة، وزيارة جزيرة الفرسان، إلى جانب جولة أخرى لتفقد أنفاق الإسماعيلية الجديدة بشرق القناة.


ويلتقي ولي العهد السعودي، عصر اليوم، بطريرك الكنيسة المرقسية للأقباط الأرثوذكس البابا تواضروس الثاني، في مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، في أول زيارة تاريخية لأحد أفراد العائلة المالكة، داخل مقر الكاتدرائية.


وقال المتحدث الرسمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية القس بولس حليم، وفقا لصحيفة الشروق المصرية، إن اللقاء بينهما يأتي ضمن حرص الأمير سلمان على لقاء الرموز المصرية.


وعلقت مصادر كنسية، على اللقاء المرتقب بين البابا وابن سلمان، بقولها: "السعودية تشهد تطورا فكريا، وحركة التجديد داخلها لا تتوقف، وولي العهد بزيارته للكاتدرائية يعطي رسالة مهمة بانفتاح السعودية على الآخر ومحاولتها السير في مسارات معتدلة".


وأشارت المصادر، إلى أن اللقاء يؤكد رغبة وفكر ابن سلمان في ممارسة المملكة لدورها في التسامح وقبول الآخر، معتبرة أن اللقاء هو رسالة مهمة لأنه أتى خلافًا للقاء في إبريل 2016 بين الملك سلمان والبابا في مقر إقامة العاهل السعودي وليس في الكاتدرائية كما قرر نجله.

 

اقرأ أيضا: نظام السيسي يمنح السعودية حق الاستثمار بأراض جنوبي سيناء

وقال المفكر القبطي كمال زاخر: "إن اللقاء المرتقب بين البابا وابن سلمان في الكاتدرائية، يؤكد فكرة الانفتاح التي يقودها الجيل الجديد من حكام السعودية، وهو أمر متوقع يأتي نتيجة للتواصل مع الثقافة الغربية والتعلم في جامعات أمريكا وأوروبا، وتأكيدا أيضًا على أن الكنيسة القبطية كنيسة وطنية لا يمكن لأي زائر أن يأتي مصر بدون زيارة تلك المؤسسة".


وتابع: "اللقاء يمثل خطوة لتفكيك التوجه القديم للسعودية وجماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وربما تشهد السعودية نقلة حقيقية جادة نحو الانفتاح على الآخر وعلى الأديان الأخرى".


وتأتي الزيارة بعد شهور، من زيارة البطريرك اللبناني الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة، إلى السعودية، استجابة لدعوة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.


وكانت السعودية حظرت في 2015 نسخة من الإصدار العربي لمجلة ناشيونال جيوغرافيك بسبب صورة للبابا فرنسيس، تحت عنوان "إصلاح الكنيسة.. هكذا يقود فرنسيس ثورته الهادئة".


وقالت مجلة الشؤون الخارجية الأمريكية "فورين أفيرز" في تحليل سابق لها، إن التوتر بين الكرسي الرسولي والمملكة يأتي لتحديد الوجود المسيحي في السعودية، خاصة أن مليون ونصف المليون مسيحي كاثوليكي يقيمون في السعودية، معظمهم من العمال الأجانب، الذين لا يجدون أي طريقة لممارسة شعائرهم الدينية، ويعتقد خبير بأن التطرف هو نتيجة للوهابية في السعودية التي انطلقت كحركة سلفية في القرن الثامن عشر، بحسب المجلة.


وتعد السعودية هي الدولة الوحيدة التي ليس بها كنائس ضمن دول مجلس التعاون الخليجي، إذ إن البحرين والكويت والإمارات فيها كنائس للطوائف المسيحية.