سياسة عربية

تحذيرات إسرائيلية من إنعكاسات الأزمة الإنسانية في غزة

فلسطينيون في غزة خلال محاولة السفر عبر معبر رفح- جيتي

سلطت الصحافة الإسرائيلية الضوء على استمرار الأزمة المعيشية الخانقة التي يعاني من سكان قطاع غزة والأبعاد الإنسانية والتبعات العسكرية المتوقعة بناء على استمرار هذا الوضع.

وقال الكاتب بصحيفة "إسرائيل اليوم" نداف شرغاي، إن "الأزمة في غزة حقيقية"، مشيرا إلى أن "المياه غير صالحة للشرب، والكهرباء لا تزيد على أربع ساعات يوميا، والأمراض تزداد، والمنظومة الصحية تنهار، والبطالة آخذة في الارتفاع".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "الفقر في غزة باتت مؤشراته قاسية، فالآلاف من الفلسطينيين مهددون بالحبس لتراكم الديون المالية عليهم، وهناك ارتفاع ملحوظ في محاولات الانتحار، بجانب أعداد المتسللين من القطاع باتجاه إسرائيل بحثا عن عمل".

وأوضح أن "كل ذلك يعطي مؤشرات بأن غزة باتت قنبلة قابلة للانفجار، لا نريدها أن تنفجر في وجوهنا، ويجب الحديث عن أزمتها المتفاقمة في ظل الاتهامات الموجهة إلى إسرائيل بالمسؤولية عنها".

وزعم الكاتب أنه ومنذ انتهاء العدوان الأول على غزة "الرصاص المصبوب"، 2008-2009، ""مرت ثلاثة آلاف يوم وما زالت حركة حماس تضع في أولوياتها البناء العسكري وحيازة السلاح، من خلال إنتاج المزيد من القذائف الصاروخية، وحفر الأنفاق، والبنى العسكرية القتالية".

واتهم شرغاي مؤسسات دولية وإقليمية بـ"مساعدة حركة حماس في تطوير إمكانياتها القتالية واليوم لأن الحركة ما زالت تحمل ذات الأيديولوجية فهي تعاود التفكير بخوض الحروب من جديد"، وفقا لقوله.

بدوره قال المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت ماتان تسور نقلا عن قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي الجنرال آيال زمير إن حركة حماس "تمارس لعبة خطيرة، لأن التهديدات الأمنية القادمة من الجبهة الجنوبية في قطاع غزة ما زالت ماثلة، والجيش يواصل استنفاره واستعداده لإمكانية اندلاع حرب في أي لحظة، وفي حال اندلعت فإننا سنسعى لأن ننتصر فيها".

وزعم زمير في تصريحات ترجمتها "عربي21" أن "منطقة غلاف غزة تشهد حالة من الانتعاش الاقتصادي منذ انتهاء حرب 2014 الجرف الصامد، رغم وجود تحديات كثيرة، أهمها أن المنظمات المسلحة تواصل زيادة قوتها، فوق الأرض وتحتها، ولديها قدرات عسكرية متزايدة".


وأضاف: "إسرائيل تنفق أموالا، وتبذل مقدرات كبيرة في سبيل بناء الجدار التحت-أرضي لمواجهة شبكة أنفاق حماس، من أجل الفصل بين مليوني فلسطيني في قطاع غزة والمواطنين الإسرائيليين، والمهمة ما زالت متواصلة، وهذه مهمة تستغرق من إسرائيل وقتا طويلا، وفي النهاية سنصل إلى مستوى من الأمان من خلال الإجراءات الدفاعية غير المسبوقة، عبر إزالة تهديد الأنفاق".

وقال زمير: "لا أعلم ما إن كانت ستندلع حرب في أيامنا هذه أم لا، لكن الجدار الأمني سيتم بناؤه، سواء تسبب باندلاع حرب أم لا".

وشرح زمير أهداف الجيش الإسرائيلي بمنطقة غلاف غزة قائلا: "نسعى بصورة دائما للمس بقدرات حماس العسكرية، لأن الفاصل بين المجتمعين الفلسطيني والإسرائيلي بهذه المنطقة مسافة لا تتجاوز مئات الأمتار، والوضع في غزة يصعب يوما بعد يوم، ومع ذلك تواصل حماس التزود بالوسائل القتالية، حتى إن العام الماضي 2017 شهد إحباط أربعين محاولة تهريب معدات ووسائل للحركة عبر المعابر التجارية مع إسرائيل".

وختم بالقول: "السخونة الأمنية في الجبهة الجنوبية تزداد بسبب الخشية من الانفجار المتوقع في غزة، لكن الجيش دأب منذ فترة طويلة على سياسة جديدة بمقتضاها يرد على أي حادث أمني على حدود غزة باستهداف مقار حماس العسكرية، بينها مستودعات أسلحة، وبنى تحتية لإنتاج الصواريخ، ومواقع تدريبية".