سياسة عربية

الجزء الثاني من "ما خفي أعظم".. مفاجآت ملك البحرين (فيديو)

ما خفي أعظم

كشف الجزء الثاني من "قطر 96"  الذي بثته قناة "الجزيرة " ضمن برنامج "ما خفي أعظم" عن تورط ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، حينما كان وليا للعهد، في دعم وتمويل تنفيذ عمليات تخريبية داخل قطر بعد فشل محاولة الانقلاب على نظام الحكم عام 1996.

ومن بين تلك المحاولات محاولة تفجير مبنى الجوازات في تشرين الأول/ أكتوبر عام 1996 ، حيث عثرت السلطات القطرية آنذاك على عبوة ناسفة لم تنفجر.


وعرض التحقيق تفاصيل جديدة لشهادات قادة الانقلاب، تعرض لأول مرة عن بعض العمليات التخريبية والغطاء السياسي الذي وفرته دول الحصار الحالية التي دعمت الانقلاب عبر منحهم جوازات سفر.


في هذا الجزء يكشف البرنامج الذي يقدمه تامر المسحال خفايا وخبايا ما أعقب محاولة الانقلاب من مخططات وصفقات من تاريخ لم يكتب في علاقات قطر بمحيطها الخليجي.


تصفية الرموز


تصريح باتريك ثيروس سفير الولايات المتحدة في قطر (1995-1998)، كشف أن هدف الانقلاب كان تصفية الرموز العليا في السلطة، وبين أن هذا برز جليا من خلال التحقيقات، حيث كان الهدف قتل كبار رموز السلطة كلهم وخلق فراغ في السلطة تمهيدا ا لعودة الشيخ خليفة في الحكم.

 

وقد وفرت الإمارات ملاذا آمنا للهاربين من قطر إثر فشل العملية الانقلابية، ومنحهم جوازات سفر.


وكشف البرنامج وثيقة تكشف الرواتب التي كانت تصرف من الإمارات للانقلابيين في الخارج ولعائلات المعتقلين في قطر.


علي الميع أحد قادة الانقلاب، كشف أن الإمارات استقبلتهم استقبال الأبطال وعرضوا عليهم منح الجنسية، كما بين فهد المالكي- أحد قادة الانقلاب- أنهم سلموه جوازا إماراتيا وفيلا كبيرة.


مرتزقة لتنفيذ انقلاب

 

وبعد فشل المحاولة الانقلابية، بدأت السعودية والإمارات والبحرين ومصر التدبير لمحاولة انقلاب جديدة، وحاولوا إقناع الشيخ خليفة بتكرار المحاولة وكان يدفع بهذا محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي الحالي.


في هذا الصدد يقول جابر المري، إن دول الحصار تواصلوا مع الفرنسي Paul Barril  الذين يقولون إنه حرر الحرم  في حادث جهيمان العتيبي، وقال لهم إنه سيأتي بمرتزقة قرب الحدود مع قطر، وسيؤمن أسلحة وطيارات وكان يطلب طلبات خيالية.


إثارة الفوضى

 

وبالتوازي مع ذلك، نشطت الإمارات مع البحرين على سيناريوهات أخرى تعتمد على إثارة الفوضى داخل قطر لإنجاح اي محاولة للانقلاب.


علي الميع كان مشاركا في اجتماع سري قاده حمد بن عيسى ولي عهد البحرين آنذاك.


يقول الميع: قابلنا حمد بن عيسى وكان يظهر إنه يجب أن يقوم بعمل تفجيري في أماكن معينة، وطلب ذلك صراحة، قال لنا عندي مجموعات جننتني -في إشارة إلى الشيعة-، لم لا تقعلون مثلهم.


استقرت المشاورات بين قيادة الانقلاب على إعطاء ضوء أخضر لتنفيذ عمليات تخريبية داخل قطر.


وفي هذا الصدد يقول فهد المالكي: قيادة الانقلاب العليا كانت توجيهاتها بعمل تخريب ونشر عدم استقرار يتبعها الانقلاب الآخر الذي يعد له.


وفي هذا الصدد يكشف شاهين السليطي عميد متقاعد في جهاز المخابرات القطرية شارك في التحقيقات الأمنية مع المتهمين في محاولة الانقلاب حدوث أكثر من عملية، منها عملية إطلاق النار في محطة بترول الوجبة لعمل فوضى، وكان هناك محطة كهرباء حاولوا تفجيرها.


غضب الشيخ خليفة.. نقطة تحول

 

وفي هذا الصدد يكشف فهد المالكي أنه كانت هناك توجيهات بإحراق محطات بترول، واحدة في طريق دخان وواحدة في الدوحة، وبين أن شخصين حاولا حرق محطة البنزين في طريق دخان، وكان وزير الصحة  آنذاك علي بن سعيد الكميت موجودا، وحاول منعهم وأطلقوا عليه النار وأصابوه، وهربوا، واحد منهم إلى البحرين والبحرين سلمته لاحقا.


وكان حدث إطلاق النار على وزير الصحة، حدثا مفصليا أغضب الشيخ خليفة وقاده لتغيير جذري في موقفه، ما أدى إلى إرباك المشهد برمته.


الشيخ خليفة يكتشف خداع الرباعي "قصوا علي"

 

ويكشف المالكي أن الشيخ خليفة اكتشف خداع دول الحصار ومطامعهم.


وينقل المالكي عن الشيخ خليفة أنه قال له: "الإمارات والبحرين والسعودية قصوا علي، كل اللي سويته خطأ"، وبين أنه عرف أن هذه الدول تستغله وغررت به، وانسحب الشيخ خليفة.


وفي هذا الصدد يقول جابر المري: لما عرف الشيخ خليفة حقيقة تلك الدول وأطماعهم غادر إلى أوروبا، الأمر الذي خلط الأوراق وأربك حسابات الرباعي.

 

جزر حوار


وبين أنه اتضح أن البحرين كانت تريد جزر حوار، وقالت للشيخ خليفة نتدخل معاك، ولكن الثمن جزر حوار.


وفي هذا الصدد يقول علي الميع: استقبلنا وخدعنا في الإمارات، لم يكن الأمر خالصا لوجه الله.


ويكشف العميد متقاعد شاهين السليطي: لم تكن العملية الانقلابية في صالح الأمير الأب، كانت الصورة أن يرجعوا الشيخ خليفة ، لكن النية كانت مختلفة 180 درجة، لربما كانت قطر جزءا من السعودية الآن لو نجحت مخططاتهم.

 

بدوره قال السفير الأمريكي آنذاك: "كنا نعتقد في البداية أن هدف تلك الدول انزعاجها من إزاحة الشيخ خليفة، وتبين أن استقلال قطر كان أمرا غير مقبول لهم".

 

ملك البحرين يحرض على التفجيرات

 

بعد أن انفرطت اللجنة القيادية العليا للانقلاب بسفر الشيخ خليفة إلى أوروبا، بدأ الاتجاه إلى محاولة التوظيف  لمن تبقى من قيادات الانقلاب.


وفي هذا الصدد يكشف فهد المالكي عن مخطط سري بينه وبين حمد بن عيسى ولي عهد البحرين آنذاك، قائلا : حمد بن عيسى قال لي: آل ثاني تبرأوا منكم، لم لا تشكلون جبهة معارضة صورية، لا بد أن تقوم بعمل تخريبي، لو تفجير بسيط وتنسبونه لكم، حتى تعلنوا عن المعارضة.


وبعد عدة لقاءات تم التوافق على إطلاق فهد المالكي جبهة للمعارضة والقيام بعمليات تخريبية بإشراف مباشر من حمد بن عيسى (الملك الحالي).

 

ويضيف المالكي: حدد 7 أهداف من بينها المطار والجوازات والمخابرات، عندما رجعت أبو ظبي، تواصلت مع أحد الأشخاص يدعى صالح الكربي، وقال مليون ريال، كلمت حمد بن عيسى وسلمني المبلغ نقدا، تم تجهيز الأمور للتفجير، إلى ان وصلت إشارة حمد بن عيسى للتنفيذ عبر أحد مرافقيه.


وأردف: في اللحظات الأخيرة قبل تنفيذ العملية، يكشف المالكي أنه طلب من منفذ العملية وضع المتفجرات دون صواعق كهربية.


وأضاف: وقلت له أبلغ 999 بعدما تضع تلك المتفجرات في الأماكن السبع، ولكنه وضع في مكان واحد في موقف سيارات مبنى الجوازات.

 

وقال المالكي إنه تواصل مع رويترز، وأبلغهم بمسؤولية منظمة عودة الشرعية عن محاولة تفجير مبنى الجوازات.


حمد بن عيسى للانقلابيين: كرروا محاولة التفجير

 

 وبين المالكي أن البحرينيين غضبوا لعدم تنفيذ التفجيرات، وبين أنه التقى مرافق حمد بن عيسى، وقال له أنتم أخطأتم ولم تقوموا بما اتفقنا عليه، فلم تفجروا شيئا، وكان الاتفاق على 7 تفجيرات، وضعتم المتفجرات في مكان واحد.


وبين المالكي أنه اتصل بعد ذلك بحمد بن عيسى وقال له: "خيرها في غيرها"، يعني كرروا المحاولة.