ملفات وتقارير

إدانات إسرائيلية لتنكر المستعربين كصحفيين عند اختطاف الكسواني

اعتقال الكسواني من شأنه أن يعرض للخطر كل صحافي إسرائيلي يقترب من الضفة الغربية - أرشيفية

أجمع خبراء إسرائيليون في تقارير مطولة ترجمتها "عربي21" على رفض قيام وحدة المستعربين التي اختطفت عمر الكسواني رئيس مجلس طلبة جامعة بيزيت الأسبوع الماضي، بالتنكر على أنهم صحافيون إسرائيليون، نظرا للآثار السلبية التي تركتها، خاصة وضع المزيد من الصعوبات أمام عمل الصحافة الإسرائيلية في الضفة الغربية.


وقال الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية "آساف غيبور" إن "اختطاف المستعربين للكسواني خلال تنكرهم بزي صحفيين إسرائيليين، من شأنه أن يزيد من صعوبات عملهم في الضفة الغربية، لأن ما حصل سيزيد من قناعة الفلسطينيين أن الصحفي الإسرائيلي هو أحد أذرع المخابرات الإسرائيلية، في ظل أن النقابات الصحفية الفلسطينية تقاطع نظيرتها الإسرائيلية، ويحرضون ضدها".

 

وأضاف في مقاله بصحيفة "مكور ريشون" أن "مهمة الصحافيين الأجانب في الأراضي الفلسطينية تحولت إلى شبه مستحيلة، مع أنه قام قبل سنوات بتغطية انتخابات مجلس طلبة جامعة بيزيت، لكن السنوات الأخيرة لم يكن من المتاح جدا دخول الصحفيين الإسرائيليين إلى الضفة الغربية، وإجراء مقابلات بأنفسهم مع المواطنين الفلسطينيين".

 

وأوضح أن الصحفيين الإسرائيليين بدلا من دخولهم الأراضي الفلسطينية، دأبوا على تكليف مصورين فلسطينيين محليين للقيام بهذه المهمة، خشية تعرضهم لاعتداءات فلسطينيين، رغم أن ذلك من شأنه تشويش عمل الصحفيين.

 

وأشار إلى أنه خلال موجة العمليات الأخيرة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2015، تم انتحال هوية الصحفيين للعديد من الهجمات المتبادلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفي حال تم التأكد من تنكر قوات الأمن الإسرائيلية خلال اعتقالهم الكسواني في زي الصحفيين، فهذه ظاهرة خطيرة تستوجب مواجهتها بكل قوة.

 

وكتب الخبير الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية "شلومي ألدار" في مقاله بموقع يسرائيل بلاس، أن "المستعربين الإسرائيليين أضروا بعمل الصحافة بالضفة الغربية عقب اختطافهم للكسواني، مما اضطر نقابة الصحفيين الإسرائيليين لاستنكار انتحال قوات الأمن الإسرائيلية لهويات الصحفيين". 

 

ونقل عن يائير تيرتشيك من نقابة الصحفيين الإسرائيليين أن ما قام به المستعربون يعرض عمل الصحفيين "الحقيقيين" للخطر، ولذلك يجب إبعاد الصحفيين عن أي استخدامات عسكرية أو أمنية في الأراضي الفلسطينية، يجب الحفاظ على قواعد اللعبة. 

 

وعقب استنكارات الصحفيين الاسرائيليين لما قامت به وحدة المستعربين، أصدرت الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية بيانا نفت فيه انتحال قوات المستعربين لهوية الصحفيين، زاعمة أن من تم اعتقاله كان يخطط لاستهداف أمن إسرائيل.

 

وأكد ألدار أن شهود عيان فلسطينيين أكدوا أن الكسواني تعرض لعملية خداع عبر الهاتف حين تم إبلاغه بأن وفدا صحفيا قادما للجامعة لإجراء مقابلة صحفية معه، ولذلك دخلت قوة المستعربين حرم الجامعة بكل أريحية دون معيقات. 

 

وأضاف: "سواء تنكر المستعربون بزي الصحفيين أم لا، فإن الضرر قد وقع على كل الأحوال، لأن الصحفيين الإسرائيليين الذين كانوا ينقلون للجمهور الإسرائيلي حقيقة ما يجري بالضفة الغربية من مختلف الزوايا: السياسية، الحزبية، الأمنية، والإنسانية، باتوا يشعرون بعد هذه الحادثة أن الهامش الذي يتحركون من خلاله آخذ بالضيق رويدا رويدا مع مرور الوقت".

 

وختم بالقول: "بعد هذه الحادثة تحول الصحفيون الإسرائيليون بنظر الفلسطينيين من كونهم قناة اتصال بين المجتمعين الفلسطيني والإسرائيلي إلى جهة مشبوهة تابعة للمخابرات الإسرائيلية".

 

وقال مراسل صحيفة هآرتس للشؤون الفلسطينية "غدعون ليفي"، إن "الجيش الإسرائيلي ينظر لجامعة بيرزيت على أنها "عش الدبابير" التابع لحماس، ويزعم أن الكسواني مخرب كبير، لابد من إلقاء القبض عليه، وكأنه من خلال ملاحقة عناصر حماس كل شيء متاح ومسموح، حتى لو كان اقتياد رئيس مجلس طلاب من وسط الجامعة وأمام مرأى آلاف الطلاب.


وأضاف: "العملية التي أسفرت عن اعتقال الكسواني من شأنها أن تعرض للخطر كل صحافي إسرائيلي يقترب من الضفة الغربية، علما بأن النفي الإسرائيلي بأن المستعربين لم يتنكروا كمراسلين تقابلها شهادات الطلاب الذين شاهدوهم يحملون الكاميرات والميكروفونات". 

 

وختم بالقول: "لئن كان اعتقال الكسواني من داخل الجامعة مؤشر كم أن النظام الإسرائيلي بائس وظالم، لكن البؤس الحقيقي يتمثل في رد المجتمع الإسرائيلي، خاصة من الأكاديميين، الذين لم ينبسوا ببنت شفة تجاه ما حدث في قلب جامعة بيرزيت!".