سياسة دولية

"غازيتا" الروسية: لهذه الأسباب غيّر ترامب وزير خارجيته

الصحيفة: رحيل تيلرسون يعدّ مؤسفا بالنسبة لعدد من البلدان، وحتى بالنسبة لبعض الدبلوماسيين الأمريكيين- أ ف ب
نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن التغييرات التي تشهدها إدارة البيت الأبيض، والأسباب التي تقف خلف ذلك.
 
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه تم تعيين رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مايكل بومبيو وزيرا للخارجية، ليتفوق بذلك على سلفه ريكس تيلرسون من حيث الخبرة. في الأثناء، تُطرح العديد من التساؤلات حول مستقبل العلاقات بين واشنطن وموسكو بعد التغييرات في صلب البيت الأبيض.
 
وأكدت الصحيفة أن مايكل بومبيو يعد، وفقا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الشخص الأنسب لهذا المنصب في هذه الفترة الحرجة. ولفترة طويلة، حامت الشائعات حول إمكانية أن يحل رئيس وكالة المخابرات المركزية بومبيو محل تيلرسون، خاصة أن الرئيس الأمريكي ترامب جمعته خلافات عديدة بتيلرسون. وفي هذا الصدد، تحدثت وسائل إعلام أمريكية عن التوترات القائمة بين الرئيس الأمريكي ووزير الخارجية المُقال.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن رحيل تيلرسون يعدّ مؤسفا بالنسبة لعدد من البلدان، وحتى بالنسبة لبعض الدبلوماسيين الأمريكيين. وفي هذا الشأن، أكد عدد منهم، وفقا لصحيفة واشنطن بوست، أن "تيلرسون بدأ أخيرا يتعود على منصبه". وعلى عكس تيلرسون الذي لم يعمل ليوم واحد في المجال المدني، تم انتخاب بومبيو سنة 2010 في الكونغرس الأمريكي عن الحزب الجمهوري.
 
وأفادت الصحيفة بأن بومبيو يعرف بموقفه المحافظ المتشدد، ويرتبط اسمه إلى حد ما بحركة "حزب الشاي"، وهي مجموعة سياسية غير رسمية تابعة للحزب الجمهوري. كما كان بومبيو عضوا في الاتحاد القومي للأسلحة. ومن المثير للاهتمام أن بومبيو يصر على عودة وكيل المخابرات الهارب إدوارد سنودن. كما يعتقد أن معتقل غوانتانامو، الذي تم فتحه من قبل الولايات المتحدة في أيلول/ سبتمبر سنة 2001 في أعقاب الحرب ضد الإرهاب، يجب ألّا يغلق.
 
وأكدت الصحيفة أن وجهات نظر بومبيو تتناغم إلى حد كبير مع وجهات نظر وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، ما من شأنه أن يساهم في التقارب بين الإدارتين. من ناحية أخرى، قد يؤثر توجه بومبيو على السياسة الدولية إلى جانب توجهات الدبلوماسية الأمريكية حول مشاكل دولية.
 
وتجدر الإشارة إلى أن بومبيو على عكس تيلرسون، الذي اتخذ موقفا مدافعا عن الحوار مع موسكو، حتى وإن كان ذلك بشكل محدود سيتبنى نهجا أكثر تشددا فيما يتعلق بهذه المسألة، خاصة أنه دعم أوكرانيا فيما يخص مسألة القرم.
 
وذكرت الصحيفة أنه من غير المحتمل أن يؤدي تولي بومبيو لمسؤوليات وزارة الخارجية إلى مزيد تفاقم العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، نظرا لأنها وصلت إلى أسوأ مستوى لها. ووفقا لمجلة فوربس، يبدو بومبيو من أكثر المؤيدين المتحمسين لمسألة تشديد العقوبات ضد روسيا.
 
ونقلت الصحيفة على لسان المتخصص في القانون الدستوري، الأستاذ ألكسندر دومرين، أنه "من الممكن أن يكون سبب نقل مايكل بومبيو من منصب مدير وكالة المخابرات المركزية إلى منصب وزير الخارجية مسألة التحقيق حول التدخل الروسي".
 
وأردف دومرين بأن إقالة تيلرسون وتعيين وزير جديد للخارجية من شأنه أن يغير العلاقات بين واشنطن وموسكو، لكن للأسوأ. ومن المحتمل أن تستمر العلاقات الأمريكية الروسية في التدهور حتى الانتخابات الروسية المقبلة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018.
 
وأضاف الخبير السياسي أن "العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة لم تتجاوز الحد الأدنى لها". وبعد رحيل تيلرسون، فقدت روسيا أي علاقات شخصية مع وزارة الخارجية الأمريكية. فقد جمعت وزير الخارجية السابق علاقات شخصية جيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
 
وأفادت الصحيفة بأن آراء بومبيو فيما يتعلق بمسألة كوريا الشمالية متناغمة مع وجهة نظر ترامب. وفي هذا السياق، أكد الرئيس الأمريكي ترامب واصفا وزير الخارجية الجديد، أنه "سيواجه أعداءنا ويبحث عن سبل نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية". من ناحية أخرى، يعارض بومبيو بشدة مسألة الاتفاق النووي مع إيران، التي انخفضت بمقتضاه العقوبات على طهران مقابل تجميد إيران للبرنامج النووي في البلاد.
 
وأضافت الصحيفة أنه من الجوانب الإيجابية لمسألة تعيين بومبيو وزيرا للخارجية بدلا من تيلرسون، وأنه يعرف جيدا كيفية عمل السياسية الأمريكية؛ نظرا لأنه كان عضوا في الكونغرس الأمريكي. ويحيل ذلك إلى أنه قادر على فرض النظام في صلب وزارة الخارجية، التي تم تقييم عملها بشكل سلبي وفقا للمراقبين.
 
وأوردت الصحيفة أنه على الرغم من مرور سنة منذ بداية فترة رئاسة دونالد ترامب، إلا أنه لا يزال هناك العديد من الوظائف الشاغرة في وزارة الخارجية. وتتطلب العديد من المناصب في وزارة الخارجية التنسيق مع الكونغرس الأمريكي. وبالتالي، قد يتمكن بومبيو من سد هذه الثغرات في فترة قصيرة.
 
وفي الختام، أكدت الصحيفة أن جينا هاسبيل ستحل محل بومبيو في منصب مدير عام وكالة المخابرات المركزية، علما أنها تعمل منذ وقت طويل في وكالة الاستخبارات، وبذلك ستكون السيدة الأولى التي تنال هذا المنصب. وقد بدأت هاسبيل العمل في وكالة الاستخبارات المركزية سنة 1985، في حين تتمتع بخبرة واسعة في العمل في الخارج، بالإضافة إلى أنها تتميز بالعديد من المحطات الهامة في مسيرتها المهنية.