ملفات وتقارير

تنامي التعاون العسكري بين الدوحة وأنقرة.. إلى ماذا يؤشر؟

وزير الدفاع القطري ونظيره التركي يفتتحان مركزا للتدريب الدفاعي في الدوحة- تويتر
أظهرت الاتفاقية التي وقعتها الدوحة وأنقرة مؤخرا بشأن إنشاء الأخيرة قاعدة عسكرية بحرية شمالي قطر مؤشرات على تنامي التعاون العسكري بين الجانبين لتشكيل تحالف مهم في المنطقة.

وفازت شركة "إم دي سي" التركية بمناقصة لإنشاء قاعدة "بروج" للعمليات الخاصة البحرية في لتأمين كامل منطقة شمال قطر خلال فعاليات معرض ومؤتمر الدوحة الدولي للدفاع البحري ديمدكس 2018 والذي تشارك فيه تركيا وأكثر من 30 دولة ناشطة في مجال الصناعات الدفاعية.

وقال اللواء الركن حمد بن عبد الله الفطيس المري قائد القوات الخاصة القطرية إن قاعدة "بروج" ستضم كتيبة بحرية مقيمة بصورة دائمة لتنفيذ دوريات وعمليات بحرية تدريبية.

ومنذ بدء الأزمة الخليجية في حزيران/يونيو العام الماضي تصاعد التعاون العسكري بين الدوحة وأنقرة وقام البرلمان التركي بتفعيل الاتفاقية العسكرية بين البلدين بشكل عاجل وجرى رفع عديد القوات التركية في القاعدة التركية من عشرات الجنود إلى أكثر من ألف جندي وسط توقعات بوصوله إلى قرابة 5  آلاف جندي تركي.

تحديات ومواجهة


من جانبه قال وكيل لجنة الاستخبارات والأمن القومي في البرلمان التركي النائب أمر الله إيشلر إن اتفاقيات التعاون العسكري بين البلدين تأتي في إطار تقوية العلاقات والتنسيق العسكري الذي بنيت على أساسه القاعدة العسكرية في قطر.

وأوضح إيشلر لـ"عربي21" أن هذا التعاون في طريقه للتوسع والتمدد يوما بعد آخر وانعكست العلاقات الطيبة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والأمير تميم بن حمد على مشروع إنشاء القاعدة العسكرية لتأتي كامتداد لسلسلة تفاهمات وتعاون في هذا الجانب.

وأضاف: "الوجود العسكري في قطر نتاج سياسة واضحة لتركيا والتي تقوم على التعاون مع أي طرف من أجل تقوية العلاقات الثنائية واستمرارها في المنطقة".

وشدد على أن الرئيس أردوغان ومنذ مجيئه للسلطة انتهج سياسة "الأيدي الممدودة" تجاه الأخوة العرب لتشكيل حلف في المنطقة لكن ما حدث بعد ثورات الربيع العربي من قبل الثورة المضادة وضع تركيا أمام تحديات كبيرة منها إعلان بعض الأطراف العداوة بشكل صراحة معها.

ولفت إلى أن العلاقات التركية ليست مع قطر فحسب بل هناك الكويت بنفس مستوى التعاون وهناك رغبة في توسيع هذه العلاقات والتعاون في العديد من المجالات سواء العسكرية أو مجالات التعليم والصناعة والطرق والمواصلات والقطاع الصحي.

تعاون وثقة

بدوره قال المحلل السياسي التركي مصطفى أوزجان إن التواجد العسكري في قطر مرتبط تماما بالاتفاقيات العسكرية المبرمة بين البلدين وبناء على رغبة وإرادة مشتركة من أجل قوة البلدين.

وأوضح أوزجان لـ"عربي21" أن الدول الكبرى لها تواجد عسكري في المنطقة وبعض الدول تتربح من هذا الوجود لكن في حالة العلاقة القطرية التركية فالأمر مختلف وهو قائم على الثقة ومن أجل تأمين المنطقة.

وأضاف: "الجانب القطري يثق بنظيره التركي في مساعدته على تأمين المنطقة من الأزمات والاضطرابات"، وتابع: "هي ثقة كاملة ليست كتلك المتعلقة بالجانب الأمريكي".