صحافة دولية

واشنطن بوست: لماذا استقبل الكونغرس ابن سلمان ببرود؟

واشنطن بوست: ابن سلمان يدأ مغامرات خارجية دون تفكير متأن- جيتي

دعت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها، الكونغرس للضغط على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي قالت إنه إصلاحي ومتهور، للاستفادة من توجيهات حليفته الرئيسية الولايات المتحدة. 

 

وتستدرك الافتتاحية، الذي ترجمتها "عربي21"، بأنه رغم وعود ابن سلمان بالإصلاح الاجتماعي، مثل رفع القيود عن المرأة،  إلا أنه بدأ مغامرات خارجية دون التفكير المتأني لها، وعلى رأسها التدخل العسكري الكارثي في البلد الجار اليمن

 

وتقول الصحيفة إنه "لسوء الحظ، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يبدو غير مهتم بالضغط على الأمير محمد، ففي البيت الأبيض يوم الثلاثاء الماضي غمر الرئيس ولي العهد بالمديح، متفاخرا في الوقت ذاته بصفقات السلاح التي وقعها السعوديون مع الولايات المتحدة". 

 

وتعلق الافتتاحية قائلة: "لحسن الحظ، فإن الزعيم السعودي تلقى لقاء باردا في اليوم ذاته في الكونغرس، حيث صوت ممثلو الحزبين على قرار يدعو إلى وقف الدعم الأمريكي للقوات السعودية في اليمن، وتم طرح مشروع القرار، إلا أن المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين أعضاء لجنة الشؤون الخارجية استمعوا لولي العهد". 

 

وتنقل الصحيفة عن رئيس اللجنة السيناتور الجمهوري عن تينسي بوب كوركر، قوله إن المشرعين "قاوموا بشدة، ودعوا إلى تحرك لما يجري في اليمن، وطلبوا (من الأمير محمد) اتخاذ الخطوات الصحيحة". 

 

وترى الافتتاحية أن "هذه كانت الرسالة الصحيحة، حيث أدى تدخل السعودية في الحرب ضد الحركة الحوثية إلى خلق أخطر كارثة إنسانية، وجعل من التهديد الذي كان من المفترض أنها تدخلت لمواجهته أسوأ وليس أفضل، ويحظى الحوثيون بدعم من إيران، وقاموا بتقوية هذا التحالف منذ عام 2015، وحصلوا على صواريخ أطلقوها على الرياض". 

 

وتشير الصحيفة إلى أن القصف السعودي المكثف، والمدعوم من الولايات المتحدة، التي وفرت الوقود في الجو للمقاتلات، ومساعدة في اختيار وتوجيه الأهداف، أصاب في أكثر من مرة أهدافا مدنية، لافتة إلى أن الحصار السعودي للموانئ اليمنية، والحصار على مطار العاصمة صنعاء، قادا إلى جر البلد إلى حافة المجاعة. 

 

وتفيد الافتتاحية بأن الأرقام التي جمعتها وكالات الولايات المتحدة المتعددة تقدم صورة مثيرة للصدمة، حيث قتل أكثر من 10 آلاف، معظمهم مدنيون، بالإضافة إلى وجود 8 ملايين يعانون الجوع، ومليون مصاب بمرض الكوليرا، و"هي أكبر كارثة للمرض في التاريخ الحديث". 

 

وتجد الصحيفة أنه "رغم هذا التاريخ، فإن الأمير محمد مصمم على مواصلة الحرب، ويقول السعوديون إن التوصل إلى حل سياسي في الوقت الحالي ليس ممكنا؛ لأن الحوثيين غير مهتمين، وهو تأكيد يجادل المراقبون في صحته". 

 

وتلفت الافتتاحية إلى أن القوات السعودية، وإن اتخذت بعض الخطوات لتخفيف المعاناة الإنسانية بعد تصريحات ترامب في كانون الأول/ ديسمبر، إلا ان الخطوات، كما تقول جماعات الإغاثة، غير مناسبة،  مشيرة إلى أن هذه الجماعات تطالب برفع الحصار عن ميناء الحديدة، وإعادة فتح مطار صنعاء للطيران التجاري. 

 

وتعلق الصحيفة قائلة إن "الإغاثة والخطوات الأخرى للمفاوضات هي ما يجب على الكونغرس الضغط باتجاه تحقيقه، واتخذ مجلس الشيوخ قرارا حول فشل الإدارة في الحصول على موافقة الكونغرس لتقديم الدعم في اليمن، ودعا إلى الانسحاب الأمريكي الكامل، إلا أن هناك نهجا أفضل، من خلال ربط الدعم الأمريكي بتحسين الأوضاع الإنسانية، بما في ذلك فتح الموانئ والمطارات، والتقدم في مجال المفاوضات". 

 

وتختم "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالقول: "يمكن للكونغرس دفع الأمير محمد بن سلمان للخروج من اليمن، والمساعدة على الإصلاح في داخل السعودية".