ملفات وتقارير

هل دفعت السعودية ثمن البقاء الأمريكي في سوريا؟

طلب ترامب المال من السعوديين صراحة - جيتي

لا تملك السعودية الكثير من الخيارات بشأن تواجد القوات الأمريكية في سوريا، إذ يتعين عليها أن تدفع إذا ما أرادت من الأمريكيين البقاء هناك لكبح الإيرانيين ونظام الأسد في المنطقة، لكنها أيضا مضطرة للدفع إذا قررت القوات المغادرة، لذات السبب أيضا لكن عن طريق إعمار المناطق.

ويتعامل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مع حليفته السعودية بمنطق رجل الأعمال لا بمنطق رجل الدولة، إذ طلب صراحة تقاسم الثروة مع السعوديين، والدفع مقابل "خدمات الحماية" التي تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية للحلفاء في الشرق الأوسط.

وكان ترامب قال في مؤتمر صحفي، الثلاثاء الماضي، إنه حان الوقت لانسحاب القوات الأمريكية من سوريا.

وخلال المؤتمر تابع ترامب: "المشاركة الأمريكية في سوريا مكلفة وتفيد مصالح دول أخرى".

وعن الطلب السعودي من الأمريكيين البقاء في سوريا قال ترامب: "نعمل على خطة للخروج من سوريا، إذا كانت السعودية ترغب ببقائنا فيها فيجب عليها دفع تكاليف ذلك".

وتابع: "المملكة العربية السعودية مهتمة جدا بقرارنا، وقلت لهم حسنا، إذا أردتم أن نبقى فيتعين عليكم أن تدفعوا".

وكان ولي العهد السعودي قال لمجلة التايم الأمريكية إن على القوات الأمريكية ألا تنسحب من سوريا، وإنه يجب على الأمريكيين البقاء في سوريا على المدى المتوسط على الأقل.

لاحقا أعلن ترامب الموافقة في اجتماع لمجلس الأمن القومي، الثلاثاء، على إبقاء القوات الأمريكية في سوريا لفترة أطول "لكنه يريد سحبها في وقت قريب نسبيا".

 

اقرأ أيضا: بعد إعلانه نيته سحبها.. ترامب يمدد بقاء قواته في سوريا

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن المسؤول الذي لم تسمه قوله إن "ترامب لم يقر جدولا زمنيا محددا لسحب القوات"، مضيفا أنه "يريد ضمان هزيمة تنظيم الدولة ويريد من دول أخرى في المنطقة بذل مزيد من الجهود والمساعدة في تحقيق الاستقرار بسوريا".

وتابع المسؤول: "لن نسحب القوات على الفور لكن الرئيس ليس مستعدا لدعم التزام طويل الأجل".

أستاذ العلوم السياسية، والخبير بالشأن الأمريكي، صبري سميرة، قال لـ"عربي21" إن ترامب لم يأت بأي جديد على السياسة الخارجية الأمريكية، لكن جديد ترامب هو الأسلوب الواضح جدا والذي يصل أحيانا إلى القسوة أو الوقاحة أحيانا أخرى.

ولفت سميرة إلى أن ذلك يعود إلى فلسفة ترامب التي تقوم على المصارحة والمكاشفة، ولا يعتمد على المجاملات، وسبق له أن قال في حملته الانتخابية إن الخدمات الأمريكية لن تقدم بالمجان.

وكان لترامب تصريحات سابقة قبل دخوله غمار السياسة، أن على الخليج أن يدفع كثيرا مقابل الحماية الأمريكية.

 

اقرأ أيضا: ترامب يطلب من السعودية تمويل "الخروج" الأمريكي من سوريا

وسابقا كانت تقوم السياسة الأمريكية على الدبلوماسية دون فضح الحلفاء أمام مواطنيهم، لكن ما يفعله ترامب يحمل نوعا من الإهانة وعدم الدبلوماسية، لكن هذا لن يمنع السعودية من دفع الثمن للولايات المتحدة الأمريكية، ولا مشكلة عندها في أسلوب ترامب.

داخليا، رأى أستاذ العلوم السياسية أن خصوم ترامب قد يستخدمون طلب الأموال مقابل الحماية ضد ترامب، لكن ذلك لن يشكل رأيا عاما على المستوى الشعبي الذي لا يرى أن المعادلة أخلاقية، بل يراها مبنية على المصالح في المقام الأول.

وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، في آذار/ مارس الماضي، إن الرئيس دونالد ترامب، اتصل بالعاهل السعودي، الملك سلمان، في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وعرض عليه خطة ستسرع الخروج الأمريكي من سوريا، لكنها ستكلف 4 مليارات دولار أمريكي، طلب ترامب من السعوديين دفعها.

وبحسب الصحيفة فإن البيت الأبيض طلب أموالا من السعوديين وآخرين أيضا، لإعادة بناء المناطق التي استرجعها التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من تنظيم الدولة في سوريا، ومنع تسليمها إلى نظام الأسد أو شركائه الروس أو الإيرانيين، أو عودة تنظيم الدولة إليها.