صحافة دولية

الغارديان: كيف سيواجه بولتون أول امتحان له في سوريا؟

الغارديان: من المستبعد قيام بولتون بحث ترامب على ضبط النفس أو ردعه عن عمل عسكري- جيتي

نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا للمحرر الدبلوماسي جوليان بورغر، يعلق فيه على الأزمة السورية الجديدة.

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن هذه الأزمة هي أول امتحان لمستشار الأمن القومي الجديد جون بولتون، بصفته أحد الصقور المعروفين بين المحافظين الجدد في حرب العراق وأفغانستان، لافتا إلى أنه من غير المرجح في هذه الحالة أن يقوم بحث الرئيس دونالد ترامب على ضبط النفس، أو ردعه عن عمل عسكري.

ويلفت بورغر إلى أن "الرئيس ترامب عندما أعلن عن عمل عسكري محتوم ضد نظام بشار الأسد فإن مستشار الأمن القومي الجديد كان يجلس خلفه، مذكرا بشاربه الكث بالحروب الأمريكية السابقة".

 

وتفيد الصحيفة بأن بولتون يعد من الصقور الذين قادوا إدارة جورج دبليو بوش لغزو العراق وأفغانستان، وهما النزاعان اللذان لا يزالان متواصلين، في الوقت الذي عاد فيه بولتون من جديد إلى مركز الأحداث بعد عقد من الضياع السياسي، مشيرة إلى أن بولتون ركز في يومه الأول، بصفته مستشار ترامب للأمن القومي، على جبهة جديدة وكيفية معاقبة النظام السوري وداعميه، بما يزعم أنه هجوم بالغاز السام ضد المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية قرب دمشق. 

ويذكر التقرير أن بولتون رافق الرئيس يوم الاثنين؛ لمقابلة الجنرالات، ومناقشة الرد الأمريكي على الغاز السام، حيث قال ترامب إنه "اختار اليوم، بصفته يومه الأول، وأعتقد أنه اختار اليوم الصحيح.. وبالتأكيد ستكتشف أنه يوم مثير". 

ويقول الكاتب إن "بولتون كان من الداعين الدائمين لاستخدام القوة الأمريكية طوال مسيرته، بصفته محاميا وناشطا في مجال السياسة الخارجية، ووجوده إلى جانب ترامب سيعزز رغبات الأخير، التي عبر عنها في العام الماضي عندما أمر بضرب قاعدة عسكرية في وسط سوريا". 

وتنقل الصحيفة عن العضو السابق في مجلس الأمن القومي أثناء فترة باراك أوباما ومديرة برنامج الأمن العابر للأطلسي في مركز الأمن الأمريكي الجديد جوليان سميث، قولها: "لن يتورع بولتون عن استخدام القوة.. والسؤال هو عن المدى الذي سيدفع فيه الرئيس إلى هذا الطريق، حيث سيتحول النزاع إلى مواجهة مع روسيا وإيران"، وأضافت أنه "سيقوم بموازنة رغباته مع ما يريد الرئيس عمله، وإظهار أن هناك ردا على السلاح الكيماوي، لكنه لا يريد التزاما في سوريا على مدى العشرة أعوام، بالإضافة إلى أنه ليست لديه ولا لدى ترامب رؤية بشأن ما يجب فعله في سوريا". 

ويجد التقرير أنه بعيدا عن القرار السوري المرتقب، فإن هناك ترقبا وغموضا حول تأثير بولتون على السياسة الخارجية باتجاه كوريا الشمالية وإيران، حيث يعارض بولتون أي تنازل دبلوماسي، ودعا إلى الخروج من الاتفاقية النووية الموقعة مع إيران في عام 2015، وهو أمر يهدد ترامب بالقيام به في الشهر المقبل، مشيرا إلى أن بولتون شدد على أن يطالب الرئيس ترامب كوريا الشمالية بتفكيك عاجل وكامل لبرنامجها النووي، عندما سيقابل ترامب رئيسها كيم جونغ- أون في قمة ستعقد الشهر المقبل، التي قال ترامب إنها ستؤجل إلى بداية حزيران/ يونيو، حيث كان بولتون متشددا في موضوع كوريا الشمالية أكثر من ترامب، الذي عبر عن استعداد لتسوية من نوع ما.

ويورد بورغر نقلا عن نائب رئيس "هيريتج فاونديشن/ مؤسسة التراث" جيمس كارافانو، قوله إن بولتون لن يرتكب خطأ سلفه أتش آر ماكماستر، بتقديم موقف مخالف للرئيس، وأضاف أن الفرق بين بولتون المعلق التلفزيوني وبولتون في الحكومة هو مثل الشخصية في فيلم "الأب الروحي" لوكا براسي الذي كان ينفذ الأوامر. 

 

وتذكر الصحيفة أن مستشار الأمن القومي يعد من الناحية التقليدية المحكم والوسيط بين الأراء المختلفة داخل الإدارة، مستدركة بأن المسؤول البارز السابق في وزارة الخارجية توماس كانتريمان، يقول إن سجل بولتون في إدارة جورج دبليو بوش يثير أسئلة حول ملاءمة بولتون ومزاجه لهذا المنصب، ويضيف كانتريمان، الذي يدير الآن جمعية التحكم بالسلاح، أنه "يعرف بأنه لا يتسامح مع الآراء المعارضة له.. قام بالانتقام من المحللين الذين لم يتفقوا مع رأيه في كوبا وإيران، وعرف بالمدير الذي يسيء استخدام سلطته". 

وينوه التقرير إلى أن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي مايكل أنطون استقال عشية وصول بولتون إلى منصبه، كما تخطط المسؤولة عن خطة الأمن القومي نادي شخادلو للاستقالة.

ويبين الكاتب أنه بحسب مدعوين لمناسبة الأسبوع الماضي، فإن ماكماستر حاول الحديث مع عدد من الأشخاص، الذين طلب منهم توفير فرص عمل لبعض أفراد فريقه الخائفين من العمل مع بولتون، منوها إلى أن هناك تقارير عن عملية تطهير يخطط لها بولتون لفريقه في مجلس الأمن القومي.

وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول المستشارة لمستشارة الأمن السابقة سوزان رايس، لورين ديلونغ شولمان، إنه "من حق بولتون تشكيل فريقه للأمن القومي، لكنه إن فعل هذا من خلال تطهير من تم توظيفهم سابقا، فإنه لن يكون لديه فريق، ولن يكون هناك مستقبل".