ملفات وتقارير

أحزاب تونس تحشد للانتخابات البلدية وتنوع في وسائل الدعاية

الانتخابات البلدية في تونس تنطلق في 6 آيار/ مايو المقبل- تويتر

خلفت الحملات الانتخابية التي أطلقتها منذ أيام الأحزاب التونسية المتنافسة على مقاعد "بلديات 2018 " المقررة في 6 آيار/ مايو المقبل، جدلا واسعا بين التونسيين والأحزاب ذاتها، وتراوحت بين النقد والسخرية والتندر لأساليب الدعاية والحشد المنتهجة، خاصة بعد استحضار بعض تلك الحملات للفكر "البورقيبي" الحداثي والتذكير بقيمة المرأة، ودورها في الحياة السياسية، وصولا إلى رفع شعارات اجتماعية تضامنية رنانة.


نداء تونس ولم شمل "الدار الكبيرة"


حزب نداء تونس الحاكم كان أطلق ومضة دعائية اختار لها عنوان "الدار الكبيرة" في محاولة جديدة للم شمل الحزب الذي شهد عدة انشقاقات واستقالات عصفت به، ولم تخل من انتقادات واسعة من نشطاء التواصل الاجتماعي وأكاديميين وصلت حد التهكم من اسم الحملة ذاتها.

 


 


وكانت تدوينة للأستاذة الجامعية بمعهد الصحافة وعلوم الأخبار سلوى الشرفي قد فجرت موجة من الجدل إثر إشارتها إلى أن شعار "الدار الكبيرة" التي رفعها نداء تونس هي في الأصل تحيل على اسم "ماخور" كان قد تواجد سابقا في أحد أزقة المدينة العتيقة بتونس العاصمة، ورافقت تدوينتها بصورة لممثلة تونسية شابة اشتهرت باعتمادها أسلوب الإغراء في أغلب إطلالتها وأعلنت انضمامها مؤخرا لحزب نداء تونس.

 


هذه التدوينة دفعت قياديين من حزب النداء للرد الفوري على صاحبتها، حيث علق المكلف بالشؤون السياسية لنداء تونس برهان بسيس مستهجنا ما ذهبت إليه الشرفي في تأويلها لكلمة "الدار الكبيرة"، مشددا على أن اسم الحملة مستوحى من دار الأجداد المعروفة بالكرم وبجمع كل الأجيال.

 

 

 

 

بدوره خلف فيديو للقيادي في حركة النهضة عبد الفتاح مورو تم تداوله عبر الصفحات الاجتماعية، وقد ظهر فيه الشيخ محاطا بعشرات النساء وهن بصدد الغناء بشكل جماعي؛ جدلا كبيرا، حيث اعتبر كثيرون أن هذا اللقاء يحمل من جهة، رسائل أيديولوجية مبطنة لخصوم حركة النهضة الذين يتهمونها بمعاداة تحرر المرأة وبالأفكار الرجعية، ومن جهة أخرى تكتيك ذكي لاستقطاب الأصوات النسائية التي شكلت قاعدة انتخابية مهمة خلال الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها السبسي بفضل تصويت مليون امرأة له.

 

 


 

 

الجدل ذاته، أثاره الأمين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق، الذي نشر عبر صفحته الرسمية على فيسبوك صورا له خلال زيارته لقصر "الفارتي" بفرنسا أين تم وضع الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة رهن الإقامة الجبرية سنة 1954، واعتبر مرزوق أن تلك الزيارة التي تزامنت مع الاحتفال بعيد الشهداء هي رد على من وصفهم بـ "الحاقدين ومزوري التاريخ".

 

وتفاعل رواد التواصل مع صور مرزوق بشكل ساخر معتبرين أن الهدف من ذلك هو التشبه ببورقيبة وتقليده.

 

وفي ردها على ما وصفته بـ "حملات الشيطنة والتشويه" اعتبرت القيادية في حزب مشروع تونس خولة بن عايشة في حديثها لـ "عربي21" أن زيارة محسن مرزوق لمحبس بورقيبة بفرنسا أخرج من سياقه، وتم تحريف دلالته ومعانيه، وتابعت: "الهدف من زيارة مرزوق لم يكن بغرض التشبه ببورقيبة؛ بل كان استحضار جزء من الذاكرة الوطنية في ظل تشكيك البعض في قيمة الزعيم الراحل ودوره في جلب الاستقلال".


من جانبه، اعتبر الإعلامي والمحلل السياسي كمال الشارني أن "الأساليب الدعائية المعتمدة من الأحزاب الكبرى في تونس بالتزامن مع قرب موعد الانتخابات البلدية فاشلة بامتياز" حسب وصفه.

 

وتابع لـ"عربي21": "مع الأسف لم تستطع الأحزاب الكبرى في تونس أن تخرج عن دائرة الصراعات الإيديولوجية الضيقة التي طبعت السباق الانتخابي البرلماني والرئاسي الماضي وتناست أو تجاهلت أن الرهان اليوم ليس على التشبه ببورقيبة، أو من هو الحزب الأكثر حداثة أو الأكثر دفاعا عن المرأة بل أن الرهان الآن هو مدني بالأساس ويتعلق بطرح تصوراتهم للعمل البلدي وللحكم المحلي ولحل مشاغل المواطنين من إصلاح البنية التحتية المتردية وحل مشكل الفضلات والانتصاب الفوضوي والبنايات العشوائية".

 

اقرأ أيضا: مخاوف على الانتقال الديمقراطي في تونس بعد تأجيل الانتخابات

يشار إلى أن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات كانت قد أعلنت في آخر مؤتمر إعلامي لها أن العدد الإجمالي للقوائم المقبولة بعد انتهاء عملية الطعون وإجراءات التقاضي بلغ 2074 قائمة، بمعدل 1055 قائمة حزبية و860 مستقلة و195 ائتلافية، وتصدرت النهضة المرتبة الأولى في عدد القوائم المرشحة والتي غطت 365 دائرة بلدية تلاها نداء تونس بـ 345 دائرة.