مقابلات

خفاجي: السيسي لن يترك الحكم طواعية.. وهذا ما يجب فعله

خفاجي: نجاح أي ثورة مرتبط بتحييد أو استمالة الجيش إلى صفوفها- أرشيفية

أكد المعارض المصري، ورئيس الأكاديمية السياسية الوطنية، باسم خفاجي، أن جزءا أساسيا من نجاح أي ثورة مرتبط بتحييد أو استمالة الجيش إلى صفوفها، مشددا على ضرورة التفكير في خطوات عملية بهذا الشأن خلال الفترة القادمة، ودراسة حالات ثورية مشابهة.


وقال خفاجي في مقابلة خاصة مع "عربي21"، إن الثورة المصرية منذ اليوم الأول لها فشلت في استيعاب درجة تعقيد علاقتها مع المؤسسة العسكرية، مستدركا: "لكن لا تزال هناك فرصة متاحة لعلاج هذا الخلل".


وهاجم خفاجي الانتخابات الرئاسية المصرية التي تم الإعلان نتائجها مؤخرا، قائلا: "كانت مسرحية هزلية"، مضيفا: "دعوات تعديل الدستور لمد فترة حكم السيسي هي استكمال للمسرحيات العبثية، والسيسي لن يترك كرسي حكم مصر طواعية أبدا، ولابد من اقتلاعه".

 

اقرأ أيضا: هذه مكاسب المعارضة وخسائر السيسي من الانتخابات

وتابع: "نظام رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي لا يتمتع بأي شرعية، وهذه حقيقة لا يجادل فيها إلا الضعفاء وأصحاب المصالح؛ فعلى مستوى العالم أجمع هناك قناعة أن الانقلاب العسكري تغلب بالقوة والدم واغتصاب الحقوق، وهذا لا يعطي لأي نظام شرعية، ولكن يسمح له بالتغلب إلى حين".


ولفت إلى أن "نظام السيسي لا يكترث لفكرة الشرعية إلا في أقل الحدود التي تضمن استمرار القبول الدولي للدور الوضيع الذي يقوم به هذا النظام داخل مصر، وفي المنطقة، والتنازلات التي يقدمها تباعا من أجل البقاء في السلطة"، مؤكدا أن "نظام السيسي يبحث عن البقاء في السلطة لا عن الشرعية".


المصالحة


وردا على دعوات المصالحة مع سلطة الانقلاب لحل أزمة مصر، قال: "الحل المنطقي والمبدئي والعقلي الوحيد المقبول مع السيسي هو اقتلاعه والخلاص منه. دون ذلك تفريط لا أملكه ولا يملكه أي شخص صاحب مبادئ يريد الالتزام بها".

 

اقرأ أيضا: دعوات للمصالحة في مصر على غرار "فتح" و"حماس".. إلى أين؟

واستطرد "خفاجي" الذي أسس ويترأس حزب "التغيير والتنمية"، قائلا إن "النظام الوقح يحكم بمنطق شريعة الغاب وليس الالتزام بأي دستور، حتى الدستور الهزيل الذي وضعه لن يهتم بالالتزام به بأي شكل من الأشكال". 


وعن جهود الاصطفاف بين المعارضة في الداخل والخارج، ذكر: "نحن بحاجة إلى التعاون بين التيارات المختلفة وليس الاصطفاف الذي هو أمر ليس متاحا في أوقات الأزمات المرتبطة بالشخصية السياسية المصرية".


وأضاف: "أحترم النوايا الطيبة لأنصار فكرة الاصطفاف ولا أشكك أبدا في صدق تلك النوايا، ولكن أظننا أضعنا كثيرا من الوقت في محاولة الوصول إلى شكل من التوحد لا يتناسب مع واقعنا أبدا".

 

التعاون


وأشار إلى أن "التعاون وليس التوحد هو الحل. وترك التيارات تنطلق بحرية وتختلف بروح إيجابية أفضل كثيرا من محاولة الاصطفاف التي لن يكتب لها النجاح في هذا الظرف السياسي المعقد لمصر".

 

اقرأ أيضا: مها عزام: الفشل يطارد السيسي.. وهذا ما رصدناه في الانتخابات


ولفت إلى أن "المقاومة المصرية حققت نجاحات لا يمكن إغفالها في مجال الإعلام المقاوم، فالمدرسة الإعلامية المصرية التي تكونت خلال الأعوام الماضية لإعلام المقاومة لم يتم دراستها بالشكل الكافي حتى الآن، ولم يتم إعطاؤها حقها من الاحترام والتقدير".


واستدرك خفاجي، وهو مؤسس قناة "الشرق" الفضائية، ورئيس مجلس الإدارة السابق لها، بقوله: "وهذا لا يعني أنه لا توجد انكسارات أو أخطاء أو مواقف مشينة من البعض، ولكن هذا طبيعي في حال المقاومة من الخارج لنظام ظالم".


ودعا إلى التفكير في حلول وآليات غير تقليدية ومن خارج الصندوق للبحث عن مخرج للأزمة السياسية، قائلا إن "هذا العالم الذي نعيش فيه لم يعد يتحمس للمسارات التقليدية، ولذلك نحن بحاجة إلى تجديد الفكر السياسي والثوري في مصر ليواكب عام 2018 وما بعده".


طاقة معطلة 


وأوضح رئيس الأكاديمية السياسية الوطنية أن "هناك من توقفت ساعاتهم عند 12 شباط/ فبراير 2011 (اليوم التالي لتنحي مبارك) وهؤلاء مع الوقت سيتحولون إلى طاقة معطلة للحياة السياسية الثورية، وما أكثرهم بين المعارضة المصرية اليوم".


وأكد وجود تململ واضح داخل كل أجهزة الدولة العميقة وكل الأجهزة التي كانت تسمى بالسيادية خاصة مع وجود الشرفاء في كل مكان، لافتا إلى أن "هذا التململ ليس بالضرورة حبا في مصر أو ثورتها. لكن هذه الأجهزة ممتعضة ومرتعبة من حماقات هذا نظام السيسي خوفا على مصالحها وخوفا على مستقبلها".

 

اقرأ أيضا: في أزمة" عنان " .. هل يتصالح العسكر ومن سيدفع الثمن؟

وبسؤاله عن طبيعة الدور السياسي القادم للجماعات الإسلامية، أجاب بأن "الجماعات الإسلامية بوجه عام حدث عارض في مسيرة الأمة المسلمة، وهذا ليس إقلالا من شأنها وإنما تقديرا لدورها السابق الذي يوشك أن ينحسر في ظني، فهي من أدوات المراحل السابقة، والتي حققت نجاحات كبرى في الحياة الدينية والسياسية للمجتمعات المسلمة".


وأكد أن "الواقع الإنساني يتغير من زمان لآخر، وهذه الأمة المسلمة تغير من أدواتها أيضا، والعالم المسلم يختار اليوم أشكالا أخرى معاصرة من التجمع والتعاون والعمل سويا، ومتناسبة بشكل أكبر في هذه المرحلة مع روح الدين والدنيا".


العمل الجماعي


وأردف: "أنا مع العمل الجماعي بالطبع، ولكني كتبت منذ أكثر من عشرة أعوام عن عصر (ما بعد الجماعات)، وقد دخلنا هذا العصر منذ فترة"، مضيفا: "أحترم القائمين على الجماعات، ولكني أظن أن الوسائل المعاصرة للعمل الجماعي ستتجاوز الفكرة التقليدية للجماعة". 


وأشار إلى أن الجماعات الإسلامية لم تكن موجودة بالشكل التنظيمي الحالي لها إلا في المائة عام الأخيرة من عمر الدعوة إلى الإسلام التي تتجاوز 1400 عاما"، لافتا إلى أن "هذه الأمة تجدد وسائلها، وهذا ما سيحدث في المرحلة القادمة".


ورأى أن "التجربة التونسية التي شاركت فيها حركة النهضة في المرحلة التي أعقبت انتصار الشعب التونسي الباهر، ساهمت بسبب أخطاء قيادية فادحة في أن تكون أول تمهيد للثورات المضادة التي يقودها فلول الأنظمة السابقة لكي يعودوا إلى السلطة".


وأكمل: "فبعد أن اختار الشعب التونسي رئيسه، ووصل أول رئيس منتخب للحكم لم تستطع حركة النهضة أن تواكب التغيير، ولم تستطع قيادات النهضة أن تطور من نفسها لتواكب العصر، فحدث ما حدث".


وأضاف "خفاجي": "أعتقد أن قيادات تلك الحركة سيحاكمهم التاريخ أنهم أضاعوا حرية وتقدم تونس وليس أنهم قدموا تجربة تستحق النقل أو الاقتداء بها، بل يجب محاسبتهم".