صحافة دولية

الكشف عن قصة فيلم دعائي أنتج لصالح دول حصار قطر (شاهد)

ديلي بيست: تمت الاستعانة بمسؤول سابق في البنتاغون لإنتاج فيلم يربط قطر بالإرهاب- جيتي

ذكر موقع مكتب التحقيقات الصحافية أن ستيفن بانون وديفيد بترايوس مرتبطان بشركة علاقات عامة، لها دور مباشر في العلاقة بين الحرب على العراق والتأثير الأجنبي في واشنطن. 

وجاء في التقرير، الذي أعده كل من جيسكا بيركس وأبيغال فيلدينغ- سميث، ونشره موقع "ديلي بيست"، أنه تمت الاستعانة بمسؤول سابق في وحدة عمليات الدعاية في البنتاغون العام الماضي؛ من أجل إنتاج فيلم يربط قطر بالإرهاب.

ويقول الكاتبان إنه تم الاتصال بتشارلز أندريا، الذي يدير شركة "أندريا أند أسوسييتس" لإنتاج الفيلم، وكان يعمل في السابق مع شركة "بيل بوتينغر"، حيث أشرف أثناء ذلك على وحدة عمليات الدعاية، ونفذ عقدا وقعته الشركة مع البنتاغون بقيمة 500 مليون دولار؛ من أجل إدارة عمليات التاثير المهمة أثناء حرب العراق.

ويشير الموقع إلى أن العقد الجديد بشأن قطر يؤكد مظاهر القلق المتزايدة حول حملة التأثير الأجنبية في قلب واشنطن، مستدركا بأنه مع أن التركيز ظل على الدور الروسي في الانتخابات الرئاسية عام 2016 إلا أن دول الخليج أنفقت الملايين للدفع في دعايتها والتأثير على إدارة دونالد ترامب. 

 

ويكشف التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن أنه قدم لأندريا، الذي كان يعمل سابقا مديرا تنفيذيا لشركة "بيل بوتنينغر" في الولايات المتحدة، مبلغ 500 ألف دولار في آب/ أغسطس؛ لإنتاج سلسلة من ست حلقات تربط قطر بالإرهاب الدولي، مشيرا إلى أن نتاج عمله كان فيلما متقنا بعنوان "قطر: التحالف الخطير"، وقدم فيه معلقين محافظين تحدثوا عن قطر وعلاقتها بالجماعات الإسلامية، بالإضافة إلى لقطات إخبارية ومواد أرشيفية. 

ويلفت الكاتبان إلى أنه تم توزيع نسخ من هذا الفيديو في مناسبة في معهد "هدسون"، الذي نظم في تشرين الأول/ أكتوبر 2017، مؤتمرا، شارك فيه متحدثون هاجموا قطر، وكان من بين المشاركين مدير استراتيجيات ترامب السابق ستيفن بانون، الذي كان المتحدث الرئيسي، بالإضافة إلى وزير الدفاع السابق ليون بانيتا، ومدير "سي آي إيه" السابق ديفيد بترايوس.

 

ويقول الموقع إنه "رغم أن الموضوع متخصص، والمعالجة له ليست مثيرة، إلا أن الفيلم شوهد على (يوتيوب) أكثر من 700 ألف مرة، ويمكن تنزيله على (أمازون)".

 

ويورد التقرير نقلا عن المؤسس المشارك لشركة "بيل بوتينغر" تيم بيل، قوله إن أندريا أدار الحملة الدعائية للبنتاغون في العراق أثناء عمله مع الشركة، وتم الكشف عن هذا العقد من مكتب التحقيقات الصحافية وصحيفة "صندي تايمز" عام 2016.

 

ويفيد الكاتبان بأن البرنامج العراقي شمل على تقارير إخبارية ظهرت كأنها من إنتاج قنوات عربية، وفيديوهات لتنظيم القاعدة استخدمت لمتابعة المشاهدين لها، مشيرين إلى أن فريق العمليات النفسية الدعائية في شركة "بيل بوتينغر" تعامل مباشرة مع الجنرال ديفيد بترايوس، الذي كان يقود القوات الأمريكية في العراق. 

ويذكر الموقع أن "بيل بوتينغر" أعلنت عن الإفلاس؛ من أجل حماية نفسها من المقرضين، بعدما تورطت في حملة جدلية لإثارة العنصرية في جنوب أفريقيا.

وبحسب التقرير، فإنه تم الكشف عن عقد قطر من خلال الإعلان عن نشاطات لوبي أمام وزارة العدل، لافتا إلى أن القانون الأمريكي يطلب من الشركات الأمريكية كلها الكشف عن علاقاتها بشأن الضغط أو العلاقات العامة للعملاء الأجانب.

 

ويبين الكاتبان أن الإعلان يظهر أن شركة "لابيس كومنيكيشن" اتصلت مع شركة "أندريا أند أسوسييتس/ إي أند إي"، التي استخدمت في آب/ أغسطس 2017، لإنتاج سلسلة من ست حلقات تركز على الدور الذي أدته قطر وعلاقة الدولة بالإرهاب العالمي، لافتين إلى أن شركة "لابيس كومنيكيشن" يملكها رجل أعمال أفغاني أسترالي ومقرها دبي، حيث تم إنتاج الفيلم في وقت كانت فيه السعودية والإمارات تصعدان من حملة دولية غير مسبوقة ضد قطر، وقطع البلدان علاقتيهما الدبلوماسية مع قطر في الصيف الماضي، وانضمت إليهما كل من البحرين ومصر.

ويكشف الموقع عن أنه بعد اتصال شركة "لابيس" مع أندريا بفترة قصيرة، قام مجلس الإعلام الوطني في الإمارات بمنح عقد لشركة علاقات عامة في لندن، فيما ذهب جزء من هذا المبلغ إلى مجموعة "أس سي أل سوشيال" للقيام بحملة معادية لقطر على وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أنها جزء من مجموعة "أس سي آل"، التي تملك شركة "كامبريدج أنالتيكا"، التي استغلت المعلومات في "فيسبوك". 

 

ويشير التقرير إلى أن تشارلز أندريا سجل نفسه، في كانون الثاني/ يناير من هذا العام، كجزء من جماعة ضغط في مجلس الشيوخ فيما يتعلق بالعلاقات القطرية الأمريكية، ونيابة عن شركة "لابيس"، لافتا إلى أن لابيس وتشارلز لم يردا على تساؤلات مكتب التحقيقات الصحافية للتعليق على ما ورد في التقرير. 

 

ويذكر الكاتبان أن صحيفة "نيويورك تايمز" كشفت عن الدور الذي أداه مستشار سياسي لحاكم الإمارات الفعلي، بالتعاون مع مقرب من البيت الأبيض، وهو إليوت برويدي؛ للدفع بأجندة الإمارات في البيت الأبيض، وكشفت "نيويورك تايمز" عن أن شركة برويدي "سيرسينوس" حصلت على عقود مربحة بالملايين مع الإمارات، وأن برويدي نفسه وزع مقترحات للقيام بحملة معادية لقطر في آذار/ مارس 2017.  

 

وبحسب الموقع، فإن برويدي كان من المتبرعين لمعهد "هدسون"، الذي نظم المؤتمر المعادي لقطر، ووزع فيه فيلم "قطر: التحالف الخطير". 

 

ويجد التقرير أنه ليس من الواضح مدى نجاح العملية المعادية لقطر، فالتعليق الأول تحت فيديو "التحالف الخطير"، هو "الفيديو دعاية أمريكية"، أما التعليق الثاني فيذهب أبعد من ذلك ويقول: "أنا أقف مع قطر"، منوها إلى أن قطر أنفقت الكثير على جماعات اللوبي، واستقبل الرئيس ترامب في بداية هذا الشهر أمير قطر في البيت الأبيض.

ويختم الموقع تقريره بالقول إنه "أيا كان الطرف المنتصر في المواجهة الحالية بين دول الخليج، فإن الأزمة كانت دفعة لشركات العلاقات العامة واللوبيات، ولا يزال عدد من موظفي (بوتينغر) السابقين في قلب عمليات التأثير الدولية".