سياسة عربية

خبيران: تمدد حزب الله في صحراء المغرب سبب القطيعة مع إيران

قال عبد الرحيم منار سليمي: "القرار المغربي لا علاقة له بما يجري في الشرق الأوسط" - فيسبوك

قطع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إيران، بعد اتهامه لطهران برعاية تنسيق عسكري بين حزب الله اللبناني وجبهة البوليساريو (التي تدعو لانفصال الصحراء عن المغرب)، عن طريق مسؤوليها في سفارتها بالجزائر.

وكان المغرب قد أعاد سفيره إلى إيران في 2016، واستقبل قبل سنتين من هذا التاريخ سفيرا إيرانيا في 2014، بعد قطيعة امتدت من شباط/ فبراير 2009.

قضية ثنائية


وقال مدير المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات، عبد الرحيم منار سليمي، إن "مسألة قطع العلاقات مع إيران هي مسألة ثنائية بحتة بين المغرب وإيران. حيث راقب المغرب الوضع طيلة سنتين، ولاحظ بالأدلة وجود تدريبات عسكرية ومساعدة لوجيستية، والأخطر تدريبات على حرب العصابات من حزب الله اللبناني لعناصر جبهة البوليساريو من أجل المس بالأمن المغربي".

وأضاف عبد الرحيم منار سليمي، في تصريح لـ"عربي21": "القرار المغربي لا علاقة له بما يجري في الشرق الأوسط، والصراع بين دول الخليج وإيران، لأن المغرب أعاد العلاقة مع إيران سنة 2015 وطورها واستمرت النقاشات لمدة سنة وكانت هناك شروط، إلا أن إيران اتخذت قرارا خطيرا جدا من خلال ذراعها (حزب الله)، يتمثل في تقديم الدعم اللوجيستي والعسكري لجبهة البوليساريو للقيام بأعمال عدوانية ضد المغرب". 

 

اقرأ أيضاالمغرب يقطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران بسبب "البوليساريو"

وتابع بأن "المغرب سبق له قطع العلاقات مع إيران في مرحلة معينة، قبل أن يعيدها بطلب من إيران شريطة عدم قيام هذه الأخيرة بأي مناورة ضد الوحدة الترابية".

وزاد: "إن إيران ستعتمد على استراتيجية الكذب، وستحاول الرد والقول إن بعض الأطراف تدخلت من أجل خلق هذا المشكل بين البلدين، في حين أن هذا الدعم المقدم من حزب الله إلى جبهة البوليساريو كانت تديره السفارة الإيرانية بالجزائر".

وسجل أن "السفارة الإيرانية بالجزائر تتصرف بكثير من الحرية أمام أعين المخابرات الجزائرية، ولهذا كانت تقوم بإدارة عناصر حزب الله ومساعدتها للوصول إلى مناطق تواجد البوليساريو لتقديم التدريب العسكري لها داخل الأراضي الجزائرية وبالتحديد بالقرب من الحدود المغربية".

من جهته، قدم الباحث في القانون الدستوري والعلوم السياسية، خالد يايموت، أربع مقدمات لفهم التصعيد المغربي تجاه إيران، وتبسيط العلاقة المطردة بين حزب الله والبوليساريو.

وقال خالد يايموت، في تصريح لـ"عربي21"، "أولا؛ العلاقة بين حزب الله والجبهة موجودة فعلا وثابتة وتتطور قبل سنة 2016 لأسباب دبلوماسية تتعلق بالمحور الجزائري الإيراني، وبطبيعة رؤية وعمل أمير موسوي ونظرته لدور سفارة إيران بالجزائر".

وتابع: "ثانيا؛ إن ما أزعج المغرب هو أن العلاقات الدبلوماسية تحولت لتعاون عسكري، حيث ساعدت ظروف وتحالفات المغرب الدولية والعربية على تسريع كل من إيران وحزب الله لطبيعة هذه العلاقات العسكرية؛ فقد زار فنيون عسكريون من حزب الله حدود المغرب مع الجزائر، ومخيمات الصحراويين بالجهة الشرقية -تندوف- عدة مرات، وإن كان وزير الخارجية المغربي يشير لتاريخ معين فقط".

 

اقرأ أيضاهكذا علق حزب الله اللبناني على قطع المغرب علاقته بإيران

وأضاف "ثالثا؛ يبدو أن المغرب حاول معالجة مشاكله مع طهران بطريقة دبلوماسية، وأعاد العلاقات مع طهران، بناء على التزامات سابقة بين الطرفين، وكانت هذه العودة للعلاقات تهدف لخلق نوع من التعاون في قضايا متعددة، لكن توصل جبهة البوليساريو بأنواع من السلاح من الصنع الإيراني كسر الاتفاق بين الطرفين".

وسجل: "رابعا؛ للمغرب أجندته الخاصة المستقلة عن الأجندة الخليجية، وهذا دفع المغرب لتغيير سلوكه الدبلوماسي مع طهران، حيث لم يقطع العلاقات إلا بعد أن قدم بشكل رسمي حججه، واستمع للرد الإيراني".

وختم تصريحه قائلا: "المغرب لم يخلق اليوم مسارا جديدا، لكنه يدشن لبداية مرحلة جديدة تهدف إلى طرح علاقة المليشيات المسلحة بالجماعات الانفصالية والتنظيمات الإرهابية على طاولة الفاعلين الدوليين الكبار".

وكان وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي، ناصر بوريطة، قد أعلن الثلاثاء، قطع علاقات بلاده مع إيران، بسبب قيام حزب الله اللبناني، بتقديم دعم عسكري لجبهة البوليساريو الانفصالية، وهو ما نفاه الحزب لاحقا. 

وقصة قطع العلاقات بين المغرب وإيران تجددت للمرة الثانية، بعد انقطاع دام سبع سنوات في 2009، حيث عاد المغرب في 2016 إلى تعيين ممثل رسمي له في العاصمة الإيرانية طهران، سنتين بعد أن قبلت الرباط عودة إيران إلى التمثيل الدبلوماسي بالعاصمة بالرباط نهاية عام 2014.