ملفات وتقارير

استعدادات في الأردن لتنظيم مسيرات عودة في ذكرى النكبة

شهدت الأردن في عام 2013 آخر مسيرة للعودة- أرشيفية

أعلنت أحزاب أردنية عزمها تنفيذ فعاليات ضمن "مسيرات العودة"، الجمعة المقبل، بالقرب من الحدود الأردنية الفلسطينية في ذكرى النكبة الفلسطينية.

ودعا كل من حزب جبهة العمل الإسلامي، وائتلاف الأحزاب اليسارية والقومية إلى مسيرتين منفصلتين، في أماكن متفرقة.

وخصص حزب جبهة العمل الإسلامي، 66 نقطة تَجمُع لنقل المشاركين والمناصرين للقدس لمنطقة سويمة الأردنية القريبة من البحر الميت، بهدف "دعم ومساندة الموقف الأردني، ورفضا لأي مساس بهوية القدس العربية الإسلامية.

وأضاف الناطق الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين، معاذ الخوالدة، أن الفعاليات تهدف أيضا إلى إسناد الشعب الفلسطيني في مواجهته ‏للاحتلال الإسرائيلي، ودفاعا عن حق العودة .

ودعت اللجنة المنظمة القوى الوطنية كافة للمشاركة والشراكة في المسيرة الشعبية الحاشدة، "دعما للقدس المحتلة، ورفضا لمؤامرات التصفية وإحياء لذكرى العودة"، بحسب الخوالدة.

وقال الخوالدة لـ"عربي21" إن "للمسيرة أربعة أهداف مركزية، دعم القضية الفلسطينية، وإسناد الشعب الفلسطيني، إلى جانب كونها رسالة من الشعب الأردني لرفض المساس بهوية القدس والقرار الأمريكي بافتتاح سفارتها هناك، الذي يعد عدوانا على الأمتين العربية والإسلامية، والتأكيد على حق العودة للشعب الفلسطيني".

وحول القرب من الحدود الفلسطينية، أكد الخوالدة، وجود تنسيق مع الجهات الرسمية الأردنية بخصوص الإجراءات القانونية في ما يتعلق بالموقع، حيث لن يكون على الحدود مباشرة مع فلسطين، وستكون الفعاليات في مكان قريب من الشارع العام، في مكان مخصص لاستيعاب الأعداد القادمة من المحافظات".

من جهته، ناشد ائتلاف الأحزاب اليسارية والقومية، المواطنين الأردنيين، الانطلاق من المحافظات كافة باتجاه منطقة الأغوار، والتجمع ظهيرة الجمعة، أمام صرح شهداء معركة الكرامة، مبررين اختيار المكان "لما له من معان خالدة تعكس صور التلاحم بين جنود الجيش العربي الأردني ورجال المقاومة الفلسطينية في معركة الكرامة".

وقال عضو المكتب السياسي، لحزب الوحدة الشعبية، عبد المجيد الدنديس (يساري)، إن المسيرة تأتي، بهدف "إيصال رسالة جماهير الشعب الأردني التي تتضمن تنظيم مسيرة العودة بالتزامن مع الحراك الشعبي في فلسطين ومسيرة العودة التي انطلقت في غزة منذ حوالي شهر، التي ستنطلق أيضا بكل أنحاء فلسطين المحتلة، في هذه الذكرى الأليمة للنكبة".

وأضاف أن المسيرة تأتي كذلك من أجل "الدفاع عن الأردن وعروبته، وللتأكيد على التمسك بحق العودة وعروبة فلسطين، ورفضا لكل المشاريع والمؤامرات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية".

 

مسيرتان منفصلتان


وأثار انقسام القوى الوطنية الأردنية في مسيرتين منفصلتين، تساؤلات حول سبب عدم توحيد الجهود، رغم أن القضية الفلسطينية ليست قضية خلافية بين الأحزاب الأردنية، على خلاف الانقسام حول الموقف من سوريا، وبعض الملفات في المنطقة.

وكان الموقف من الثورة السورية، تسبب بشرخ كبير في تنسيقية أحزاب المعارضة الأردنية، عام 2011، عندما أيدت أحزاب يسارية وقومية النظام في دمشق، واعتبرت ما يجري استهدافا "لنظام المقاومة والممانعة"، في وقت اصطف فيه حزب جبهة العمل الإسلامي، لجانب الثورة، منتقدا قتل المدنيين.

من جهته، اتهم الدنديس الحركة الإسلامية "بالانفراد في قراراتها، وأنها تتغطى بمجموعات صغيرة تحمل مسميات مختلفة".

 

وقال: "توظف الحركة الإسلامية جهد النقابات المهنية التي نجحت في مجالسها في محاولة منها لتسجيل سبق حول قضية وطنية وقومية تشكل جوهر الصراع مع العدو الصهيوني، في مناسبة أليمة هي الذكرى السبعين للنكبة، ولم يجر أي تنسيق أو ترتيب مشترك، وهذا خيارهم وقرارهم".

في المقابل، أكد الخوالدة أن "الحركة الإسلامية تعمل على الترتيب لهذه المسيرة منذ فترة طويلة، وأعلنت عنها منذ مدة"، داعيا القوى القومية اليسارية والقوى الوطنية كافة لتكون جزءا من الفعالية ومشاركة في الإعداد والتحضير".

 

وقال إن "القدس وفلسطين قضية جامعة للجميع، فيجب نبذ الخلافات، لإيصال صوت المواطن الأردني الداعم للشعب الفلسطيني والرافض للعبث الأمريكي في المنطقة".

اقرأ ايضا: لماذا غابت أحزاب أردنية عن دعم مسيرات العودة؟ 

يشار إلى أن آخر "مسيرة للعودة" انطلقت في الأردن عام 2013، ووصلت حينها إلى صرح الجندي المجهول في الشونة الجنوبية، قبل أن تواجهها السلطات الأردنية.