صحافة دولية

التايمز: هذا هو العامل الذي سيعطل ترتيبات ترامب

التايمز: الفلسطينيون عطلوا ترتيبات ترامب كلها- جيتي

نشرت صحيفة "التايمز" مقالا تحليليا لمحررها لشؤون الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر، يقول فيه إن طريقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التعامل مع التسوية السلمية خلقت انقسامات.

 

ويقول سبنسر في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن "الرئيس ترامب ربما اعتقد أن لديه نهجا جديدا لبناء السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، إلا أن أحداث يوم أمس بدت مشابهة، وبشكل مثير للحزن، لنتائج جهود الإدارات السابقة في تعاملها مع القضية". 

 

ويشير الكاتب إلى أن "القوات الإسرائيلية قامت بإطلاق النار في غزة، وقتلت عددا من المحتجين، وهو أمر عادي ولا يشير إلى أي تغيير في طريقة التعامل".

 

وتلفت الصحيفة إلى أن إعلان ترامب عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس كان بمثابة خرق للتقاليد التي تعامل فيها من سبقه من الرؤساء مع القدس، الذين أجلوا النظر فيها حتى المفاوضات النهائية، مشيرة إلى أن الرؤساء السابقين جميعهم اتفقوا على أنه لن يتم الاعتراف بها عاصمة إلا بعد قبول الفلسطينيين بتسوية. 

 

ويفيد سبنسر بأن هذا الاعتقاد قام على فكرة حل الدولتين، حيث قامت أمريكا وحلفاؤها بسلسلة من المبادرات السلمية، ولم يكتب لأي منها النجاح، لافتا إلى أن هناك من يقول إن قرار ترامب الخروج عن الإجماع، الذي رفضه الأعداء والحلفاء، ينزع النفاق عن عمليات التسوية، يمثل فرصة للنجاح وتغيير المواقف.

 

ويبين الكاتب أن "الفلسطينيين تصرفوا بطريقة يمكن من خلالها إقناع واشنطن بتغيير المطالب الإسرائيلية، ودعم واشنطن لقضيتهم، لكن أمريكا لم تكن محايدة أبدا، فهي كضامن لإسرائيل وأمنها، وظلت أمريكا تحاول قيادة عمليات سلمية، وهي تعلم بالمعارضة الإسرائيلية".

 

وينوه سبنسر إلى أن "ترامب اعتقد أنه بدعم إسرائيل علانية قد يستطيع تغيير قواعد اللعبة، ويجرب  خبراته في صناعة الصفقات، وبالنسبة له فإن أحداث الفوضى ليست مشكلة، فإن استطاع إجبار كوريا الشمالية إلى طاولة المفاوضات، فلماذا لا يستطيع دفع الفلسطينيين للتفاوض؟".

 

ويقول الكاتب إنه "لهذا أرسل ترامب صهره جارد كوشنر بأفكار إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان؛ أملا في أن يقوم الأخير بفرضها على الفلسطينيين، حيث تضمنت هذه الأفكار شروطا لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بقبول المطالب الإسرائيلية المتعلقة بالأمن، والتخلي عن حق العودة، فعندها سيحصل على حل الدولتين، وإن رفض فإنه سيتم عزله واستبداله بشخصية فلسطينية توافق على هذه المطالب". 

 

ويختم سبنسر مقاله بالقول إنه "من خلال الحصول على دعم لاعبين عرب، للوقوف وراء خطوط إسرائيل الحمر، فإن ترامب كان واضحا في موقفه، ورغم عدم اعتراف الأمير بحديثه مع الرئيس عباس، إلا أن هناك دائما عاملا يعطل هذه الترتيبات كلها، وكما بدا يوم أمس: ما يختاره الفلسطينيون".