سياسة عربية

بعد أنباء عن وقف مساعدات بسوريا.. هل تخلت واشنطن عن حلفائها؟

عنصر من الوحدات الكردية بسوريا- جيتي

أثار حديث شبكة "CBS NEWS" الأمريكية بشأن سحب البيت الأبيض مساعداتها في شمال غرب سوريا تساؤلات بشأن مصير تلك المناطق والمجموعات المسلحة التي تحكمها والمرتبطة بالوحدات الكردية.

وقالت الشبكة نقلا عن مسؤولين أمريكيين هذه الخطوة تظهر أن القوات الأمريكية تعتزم الانسحاب سريعا من سوريا بمجرد التخلص نهائيا من تنظيم الدولة.

ولفتت إلى أن الإدارة الأمريكية خفضت عشرات الملايين من الدولارات والتي كانت تنفق في عدة اتجاهات منها التصدي للتطرف ودعم المنظمات المستقلة وبعض وسائل الاعلام المستقلة والتعليم.

وهذه ليست المرة الأولى التي تتحدث فيها الولايات المتحدة عن انسحاب أو تخفيض وجود أو قطع للمساعدات إذ سبق للرئيس الأمريكي أن أعلن رغبة بلاده بالانسحاب من سوريا لكنه عاد وأشار إلى أنه سيبقى "في حال رغب البعض بذلك لكن عليهم أن يدفعوا".

 

ابتزاز للعرب

وتحدث ترامب صراحة عن ضرورة أن "تدفع السعودية تكاليف بقاء القوات الأمريكية للحد من النفوذ الإيراني".

ورأى المحلل السياسي أحمد أن الإعلان الأمريكي الجديد بشأن مناطق شمال غرب سوري خطوة "ابتزازية جديدة".

وقال كامل لـ"عربي21" ترامب يقوم الآن بالاستجداء ورمي الأحمال على الآخرين مستغلا "رغبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وبعض الدول العربية المعادية لإيران" من أجل تمويل بقائه هناك.

وشدد على أن الرئيس الأمريكي جاء بشعار التبرؤ من الإنفاق على أي جهد خارج حدوده ولذلك يلقي بين الفينة والأخرى بتصريحات من أجل تمويل تقديم الخدمات الأمنية في المنطقة وأنه "لن يقدم شيئا بالمجان".

ولفت كامل إلى أن هناك رسالة أخرى في حال رفعت الولايات المتحدة يدها عن تلك المنطقة وهي لفرع حزب العمال الكردستاني في سوريا أن "يمول نفسه بنفسه من ثروات سوريا" التي تقع كلها تحت سيطرته.

لكنه في الوقت ذاته أشار إلى أن واشنطن تبحث عن حليف آخر غير الوحدات الكردية التي فشلت في عفرين وتعرضت صورتها لهزة كبيرة في سوريا.

وأضاف: "مناطق غرب سوريا فيها تواجد لدول من التحالف لكن هناك مجموعات عشائرية عربية صغيرة والتي بالطبع تتعرض لاستفزازات في الرقة والطبقة وتل أبيض والشدادي وغيرها من المدن من قبل الوحدات الكردية".

ورأى كامل في حال تخلت الولايات المتحدة عن تلك المنطقة وعمدت إلى الوحدات الكردية إدارتها والسيطرة على ثرواتها أمرا سلبيا لأنك تسلم "تنظيما إرهابيا دوليا ثروات هائلة هي ملك للسوريين".

وتابع: "حزب العمال وفروعه في سوريا تنظيم ستاليني شديد الخطورة ومنحه كل هذه الثروات في ظل تنصيفه الدولي بالإرهاب ورفضه من الدول الإقليميه يمكن أن يفجر صراعات جديدة".

وفي المقابل رأى أن تسلم هذه الوحدات لثروات تلك المنطقة سيحرم النظام السوري من كافة أشكال الدعم وبقائه على قيد الحياة بفعل الدعم الإيران فقط.

 

تصريحات متضاربة


من جانبه قال المحلل السياسي وعضو الائتلاف السوري للمعارضة محمود عثمان إن التصريحات الأمريكية دائما متضاربة وغير متناسقة وما تصرح به مؤسسة تنقضه أخرى.

وأشار عثمان لـ"عربي21" إلى أن أي تصريح يصدر عن جهة ما دون وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" لا ينظر إليه بجدية ما لم تعلنه الأخيرة لأنها على ما يبدو صاحبة القرار العسكري والسياسي في سوريا.

ورأى عثمان أن انسحاب القوات الأمريكية مستبعد في هذه المرحلة والظروف المحيطة بسبب عدم وجود أفق للحل خاصة مع النفوذ الكبير الذي حققته بالسيطرة على مناطق كبيرة ومليئة بالثروات.

وشدد على أن الفصائل المقاتلة شمال غرب سوريا تعتمد بالكلية على الولايات المتحدة والعكس صحيح وفي حال قطع الدعم عنها ستسقط سريعا ولن تبقى أكثر من شهور قليلة رغم الترسانة الكبيرة التي بحوزتهم.

وقال عثمان إن تلك الوحدات هي الجهة الوحيدة حتى الآن التي تعمل مع أمريكا ولن تفرط بها واشنطن بهذه السهولة.