سياسة عربية

"الأزمات الدولية" تنتقد الرياض.. والسبب "حرب باردة بالعراق"

سبق أن التقى الصدر ابن سلمان قبل الانتخابات الأخيرة في العراق- واس

انتقدت "مجموعة الأزمات الدولية"، الثلاثاء، المملكة العربية السعودية، وذلك بسبب "الحرب الباردة" التي قالت إن الرياض تشنها في العراق.

 

ودعت المجموعة الدولية، قادة السعودية، إلى عدم تحويل العراق إلى "ساحة قتال جديدة"، موضحة أن الرياض تخوض حربها الباردة في العراق ضد طهران.

يأتي ذلك في حين يشهد العراق تحولا سياسيا بعد الانتخابات التشريعية التي جرت الأسبوع الماضي، وتصدّرها تحالف مدعوم من زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر.

ومواقف القيادي الشيعي متحفظة جدا حيال نفوذ طهران في بلاده، وزار الرياض أيضا العام الماضي.

وحلّ في الانتخابات في المركز الثاني تحالف فصائل الحشد الشعبي التي يقودها هادي العامري رئيس "منظمة بدر" المدعوم من إيران.

 

ولعبت الفصائل دورا حاسما في إسناد القوات الأمنية العراقية خلال معاركها ضد تنظيم الدولة.

 

وأكدت "الأزمات الدولية" في تقريرها، أن اهتمام السعودية الجديد "ينبع من الرغبة في مواجهة النفوذ الإيراني"، مشيرة إلى أن العراقيين، وحتى من بينهم أولئك الذين ينتقدون النفوذ الإيراني، "يريدون منع بلادهم من أن تتحول إلى مسرح آخر للنزاع السعودي-الإيراني".

وأضافت مجموعة الأبحاث ومقرها في بروكسل، أن "القدرة المالية للمملكة تمنحها القوة، ولكن ليس بما فيه الكفاية لفرض آرائها".

ورحبت مجموعة الأزمات الدولية بعودة الاهتمام السعودي إلى العراق بعد غياب دبلوماسي عنه، استمر ربع قرن، إلا أنها حذرت من أنه "في حال حاولت الرياض القيام بالكثير في وقت مبكر، فإنها ستجد نفسها غارقة في البيروقراطية والفساد، أو حتى استجلاب رد فعل إيراني".

 

اقرأ أيضا: مفاجأة الصدر.. جمع سفراء السعودية وتركيا وسوريا (شاهد)


ونصح التقرير السعوديين بمواصلة تعزيز الدولة العراقية، وهو هدف يسعى إليه الكثير من العراقيين، والتركيز على إعادة الإعمار وإحداث الوظائف والتجارة، إضافة إلى تحقيق المصالحة بين الطوائف العراقية المختلفة، "مع التركيز على تحقيق توازن في الاستثمارات في سائر أنحاء البلاد".

 

حرب بالوكالة

وأثارت نتائج الانتخابات مخاوف من اندلاع توترات جديدة بالوكالة بين طهران والرياض اللتين تتواجهان بشكل غير مباشر حاليا في النزاعات الدائرة في اليمن وسوريا، بحسب المنظمة الدولية.

وحذّرت مجموعة الأزمات الدولية من أنه "باستخدام الرياض لنفوذها في العراق، يجب عليها مقاومة إغراء تحويل البلاد إلى ساحة قتال جديدة في حربها الباردة مع طهران".

وتحسنت العلاقات بشكل ملحوظ بين السعودية والعراق منذ العام الماضي، بعد أعوام من الجفاء، إثر سلسلة زيارات بين مسؤولي البلدين، وإعادة فتح الحدود للمرة الأولى منذ 27 عاما، واستئناف الرحلات التجارية. 

وتعهّد الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في آذار/ مارس الماضي للعراق بتمويل بناء ملعب جديد يتسع لـ100 ألف شخص.

 

اقرأ أيضا: خارجية إيران تعلق رسميا على فوز الصدر بانتخابات العراق

ودعا تقرير المنظمة الدولية، الرياض، أيضا، إلى ضرورة النظر في إجراءات "للاعتراف علنا بالمذهب الشيعي كإحدى المدارس الإسلامية" و"إسكات الخطاب المعادي للشيعة، الذي يعتمده رجال دين يقيمون في السعودية".

في المقابل، دعا التقرير إيران إلى "تشجيع جهود العراق الرامية لتنويع تحالفاته الإقليمية".