صحافة دولية

نيويورك تايمز: إسرائيل تجتزئ فيديو لتشويه رزان النجار

نيويورك تايمز: الجيش الإسرائيلي أصدر فيديو يظهر فيه النجار بأنها أداة لحركة حماس- جيتي

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا لمحرر شؤون الشرق الأوسط هيربرت بوتشبون، يقول فيه إن الجيش الإسرائيلي أصدر فيديو مختصرا، يحاول فيه إظهار المسعفة الفلسطينية التي قتلها جنوده على أنها أداة من أدوات حركة حماس.

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الفيديو، الذي تم تحريره بشكل كبير، يظهر امرأة في الفيديو يعرفها بأنها المسعفة رزان النجار، ويظهرها كأنها تلقي ما يشبه قنبلة مسيلة للدموع، لافتا إلى أنه "لا يبدو أن الفيديو قد صور في اليوم الذي قتلت فيه النجار، ولم يبد أن القنبلة كانت موجهة إلى أي شخص".

ويورد الكاتب أن النجار تظهر في مشهد آخر في الفيديو، تقول فيه للصحافية: "أنا هنا على خط التماس أشكل درعا بشريا".

 

وتقول الصحيفة إن النجار، ابنة العشرين ربيعا، تحولت منذ أن قتلت، في مظاهرة على الحدود غزة مع إسرائيل يوم الجمعة الماضية، إلى رمز قوي للصراع هناك، مشيرة إلى أن حركة حماس التي تحكم غزة، صورتها على أنها بطلة وضحية بريئة للعدوان الإسرائيلي.

ويلفت التقرير إلى أن منظمات حقوق الإنسان هاجمت إسرائيل لاستخدامها قوة مفرطة ضد المتظاهرين، معظمهم كان غير مسلح، حيث قتل بالنيران الإسرائيلية، منذ أن بدأت المظاهرات الأسبوعية في آذار/ مارس، 119 شخصا، بحسب مسؤولي الصحة في غزة.

ويذكر بوتشبون أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة صوت، الجمعة الماضية، لشجب إسرائيل لاستخدامها القوة غير المتكافئة، فيما قالت مجموعة من مؤسسات الأمم المتحدة يوم السبت إن مقتل النجار، التي كان من السهل التعرف عليها على أنها مسعفة، أمر يستحق الشجب. 

وتنقل الصحيفة عن الجيش الإسرائيلي، قوله إنه يستخدم الذخيرة الحية فقط بصفتها حلا أخيرا؛ في محاولة لمنع المتظاهرين وأي مقاتلين ممتزجين معهم من تجاوز السياج الحدودي ومهاجمة الإسرائيليين على الجانب الآخر، لافتة إلى أن الجيش قال في أول تصريح موضوعي بخصوص وفاة النجار، يوم الثلاثاء، إن الأمر لم يكن مقصودا، وبأن الجيش لا يزال يحقق في الموضوع.

وينوه التقرير إلى أن الفيديو، الذي نشره الجيش يوم الخميس، لم يقل بأن أفعال النجار بررت إطلاق النار عليها، لكن اللقطة التي نشرت باللغتين العربية والإنجليزية تبدو جزءا من الحرب على رواية قصتها، ومحاولة من الجيش لأن يشوه صورة النجار، حيث قال نص التعليق على الفيديو باللغة الإنجليزية: "هذه المسعفة حرضتها حركة حماس لتضحي بحياتها لأهدافهم .. حركة حماس تستخدم المسعفين دروعا بشرية". 

ويقول الكاتب إن المتظاهرين يهدفون إلى إنهاء الحصار الذي دام 11 عاما على قطاع غزة من مصر وإسرائيل، ولمطالبة الفلسطينيين بأراضيهم التي هي داخل إسرائيل.

وتفيد الصحيفة بأنه عندما سئل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ندوة سياسة في لندن، يوم الخميس، عن استخدام الجيش للذخيرة الحية، فإنه دافع وقال إن الجيش حاول استخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع، لكنه لم يستطع منع المتظاهرين من مهاجمة السياج، وقال نتنياهو: "لم يذهب أحد متعمدا لقتل أحد"، متهما حركة حماس بأنها تحاول رفع عدد القتلى لأهداف دعائية، فقال: "يمكنني أن أقول لكم بأن حركة حماس قالت في لحظة معينة (لم يتم قتل عدد كاف من الناس)".

وبحسب التقرير، فإن مسؤولي حركة حماس لاموا إسرائيل لمقتل المتظاهرين، لكنهم حاولوا استغلالهم لخدمة أهدافهم، منوها إلى أن حركة حماس أصدرت أيضا فيديو يظهر روايتها لقصة النجار، ونشر الفيديو يوم السبت، ويظهر النجار والمسعفين الآخرين يسيرون نحو السياج بمعاطفهم البيضاء وأيديهم مرفوعة، وقال مسؤول في الصحة في غزة بأنه تم تصوير الفيديو قبيل مقتل النجار.

ويشير بوتشبون إلى أن معركة علاقات عامة شبيهة نشبت عندما قتلت رضيعة عمرها ثمانية أشهر، هي ليلى غندور، حيث تعرضت للغاز المسيل للدموع في المظاهرات الشهر الماضي، وقالت وزارة الصحة، التي تديرها حركة حماس، بأن الرضيعة ماتت بسبب الغاز المسيل للدموع، وردت السلطات الإسرائيلية بأن مشكلة القلب التي تعاني منها الطفلة منذ الولادة قد تكون ساعدت على الوفاة. 

وتبين الصحيفة أن الفيديو الإسرائيلي، الذي نشر يوم الخميس، هو لقطة مقطوعة من مقابلة من إنتاج قناة "الميادين" التي تبث من بيروت، لافتة إلى أنه في الوقت الذي أظهر فيه الفيديو الإسرائيلي أن النجار تقول "أنا هنا على خط التماس أشكل درعا بشريا"، إلا أن النص كان مجتزءا، حيث قالت في المقابلة مع الميادين: "أنا هنا على خط التماس أشكل درعا بشريا منقذا لحماية الإصابات داخل خطوط التماس".

ويستدرك التقرير بأن مقابلة الميادين تظهر أن النجار كانت شخصا أكثر تعقيدا مما يحاول أي من الطرفين إظهاره، ففي الوقت الذي حددث فيه دورها مسعفة، فإنها رأت نفسها أيضا أنها جزء من المظاهرة.

وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول النجار: "بكل عزيمة وإصرار راح أكمل مسيرتي مهما تعرضت لمخاطر، مهما تعرضت من رفض من أي جهة، رصاص، متفجرات، غاز مسيل للدموع راح أكمل مسيرتي، وراح أنقذ كل الإصابات حتى ترجع ثاني، وتدافع عن أرضنا، وغصبا عنكم راح نرجع أرضنا".