صحافة إسرائيلية

إدانة "حماس" تتصدر دبلوماسية أمريكا في الأمم المتحدة

أوضح كاتب إسرائيلي أن "الإدارة الأمريكية قررت عدم الاكتفاء بالدفاع عن إسرائيل في مؤسسات الأمم المتحدة"- جيتي

قال محرر الشؤون السياسية بصحيفة يديعوت أحرونوت إيتمار آيخنر، إن "السياسة الأمريكية في الأمم المتحدة انتقلت في عهد الرئيس دونالد ترامب من حالة الدفاع عن إسرائيل، كما كان سائدا طوال الإدارات الأمريكية في العقود السابقة، إلى الهجوم على الدول التي تعادي إسرائيل في المنظمة الدولية، وترفض إدانة الفلسطينيين".


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "الامتحان الأول لهذه السياسة الأمريكية تمثل في النقاش الأخير الذي شهده مجلس الأمن الدولي حول إدانة حركة حماس بسبب إطلاقها القذائف الصاروخية باتجاه المستوطنات الإسرائيلية، إلى أن جاء رفض المجتمع الدولي في جلسة الساعات الأخيرة للتعديل الأمريكي، وعدم إدانة حماس، والاكتفاء بإدانة إسرائيل".


وأوضح أن "الإدارة الأمريكية قررت عدم الاكتفاء بالدفاع عن إسرائيل في مؤسسات الأمم المتحدة، بل خرجت لمهاجمة الدول التي لا تدين حماس، وقد تجلت هذه السياسة قبل أسبوعين حين بدأ النقاش الأممي حول التصعيد الأخير في قطاع غزة".


وأشار إلى أن "السفير الإسرائيلي في المنظمة الدولية داني دانون أعلن أن النقاشات الدبلوماسية الجارية هناك لا تتطرق إلى حماس في مشروع القرار الذي قدمته دولة الكويت، وهو المشروع الذي تم إفشاله عقب استخدام المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هيلي حق النقض الفيتو، وبعد التصويت مباشرة قدم الأمريكان بصورة غير مسبوقة مشروع قرار يطلب من مجلس الأمن الدولي إدانة حماس، صحيح أن المشروع لم يمر، لكنه يسلط الضوء على نشاطات حماس لدى السفراء الدوليين في الأمم المتحدة".

 

اقرأ أيضا: الكويت تعرقل إصدار مجلس الأمن بيانا أمريكيا لإدانة حماس


وأكد أنه "في حين حاولت الكويت تمرير قرار في مجلس الأمن يدين استخدام إسرائيل المفرط للقوة، والمطالبة بإقامة قوة حماية دولية للفلسطينيين خاصة بأهل غزة، فإن مشروع القرار الذي قدم في الساعات الأخيرة من قبل الجزائر وتركيا حظي بصورة تلقائية على أغلبية في الأمم المتحدة، في حين أن واشنطن ليس لها الحق في استخدام الفيتو، رغم أن القرار ليس له تأثير ميداني على الأرض".


ولفت إلى أنه "بعد أن رفضت الجمعية العامة للأمم المتحدة قبول تعديلات واشنطن على مشروع القرار الذي يدين حماس بسبب صواريخها ومسيراتها على حدود غزة، فإن المنظمة الدولية صوتت بنجاح على قبول مشروع القرار الذي لا يذكر حماس".


ووصل الكاتب إلى خلاصة مفادها أن "الأمريكان بهذه السياسة الدبلوماسية يضعون خطة عمل جديدة أمام المجتمع الدولي في المحافل الدبلوماسية، وتفيد بأنه لا يمكن إدانة إسرائيل دون إدانة حماس بالمثل، وفي حال لم تقم تلك الدول بهذه الإدانة المتزامنة في الوقت ذاته فسنكون أمام سياسة تستخدم المعايير المزدوجة".


وكشف الكاتب النقاب عن أن "وزارة الخارجية الإسرائيلية في تل أبيب، والسفارات الإسرائيلية حول العالم حاولت في الساعات الأخيرة إقناع العديد من الدول بعدم المشاركة في تصويت الليلة الماضية، أو على الأقل عدم إلقاء خطابات في الاجتماع، لكن كان واضحا لكل الأطراف أن إدانة إسرائيل ستمر بسهولة".


وختم مقاله بالإشارة إلى "مباركة السفير الإسرائيلي دانون في المنظمة الدولية للسياسة الأمريكية الجديدة، لأنها تطوي صفحة الأيام التي يتم فيها مهاجمة إسرائيل في الأمم المتحدة دون رد مقابل، متهما الدول التي ترفض إدانة حماس وعملياتها، بأنها تعطي دعما لها، وللعنف الذي تمارسه".