صحافة دولية

هل اقتربت المواجهة بين نظام الأسد وقوات سوريا الديمقراطية؟

نيوزويك: مخاوف من اشتباك قوات النظام السوري مع قوات سوريا الديمقراطية- جيتي

نشرت مجلة "نيوزويك" تقريرا للكاتب توم أوكانر، يقول فيه إن كلا من القوات السورية وقوات سوريا الديمقراطية، التي تدعمها أمريكا، أعلنتا عن انتصارات ساحقة ضد تنظيم الدولة، في آخرمعقل رئيسي له في شرق سوريا، مستدركا بأن هناك تخوفا الآن من أن الجيشين سيشتبكان معا.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن قيادة الجيش السوري العامة أصدرت يوم الأربعاء بيانا، أعلنت فيه عن تطهير حوالي 2240 ميلا مربعا من منطقة الصحراء، المعروفة بالبادية السورية، من سيطرة تنظيم الدولة.

ويلفت الكاتب إلى أن الجيش أشاد بانتصارته على الجهاديين، الذين "تكبدوا خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات"، وتعهد بأن يستمر في حربه حتى تتحرر البلد كلها من العقائد التكفيرية، وهو مصطلح يستخدم للإشارة إلى مجموعات مثل تنظيم الدولة، الذي يصنف المسلمين الآخرين على أنهم كفار؛ لأنهم لا يلتزمون بفكرهم الديني المتطرف.

وتورد المجلة نقلا عن البيان، قوله: "أمام إصرار رجال الجيش وضرباتهم القاصمة، تداعت معاقل تنظيم الدولة ومقراته وأماكن انتشاره على مختلف المحاور والجبهات، حتى الحدود الإدارية لمحافظة حمص، ولاذ من تبقى من عصابات الإرهاب التكفيري بالفرار".

 

وأضاف بيان الجيش أن "تطهير هذه المساحة الواسعة من البادية السورية، والوصول إلى الحدود العراقية، وسحق التنظيم الإرهابي في تلك المنطقة، تؤكد الكفاءة العالية للمقاتل العربي السوري، وإصرار القيادة العامة للجيش على الاستمرار في ملاحقة فلول التنظيمات الإرهابية، على اختلاف مسمياتها، إلى أن يعم الأمن والسلام والاستقرار ربوع الوطن، ويتم تطهير كامل التراب السوري على امتداد جغرافيته من رجس الإرهاب التكفيري وداعميه إقليميا ودوليا".

 

ويفيد التقرير بأنه تم دعم الحملة السورية بقوة من الطيران الروسي، ومن إيران، التي تدعم عددا من المليشيات الشيعية التي تقاتل إلى جانب القوات السورية، مشيرا إلى أن كلا من موسكو وطهران قامتا بدور حاسم في مساعدة رئيس النظام السوري بشار الأسد على الاحتفاظ بسلطته، بعد أن كانت مهددة من ثورة عام 2011، التي دعمتها كل من أمريكا وتركيا ودول الخليج، مثل السعودية وقطر.  

 

وينوه أوكانر إلى أن الدعم الأمريكي للثوار توقف بسبب تنامي المجموعات الجهادية، التي بدأت تسيطر على المعارضة، وانتشار تنظيم الدولة من العراق، حيث تسبب الغزو الأمريكي عام 2003 للعراق بقيام تمرد سني قوي في العراق، لافتا إلى أن أمريكا قامت في 2014 بتشكيل تحالف من القوى الصديقة، بدأ بقصف تنظيم الدولة في العراق وسوريا. 

 

وتذكر المجلة أن روسيا دخلت الصراع في أيلول/ سبتمبر 2015؛ لدعم الأسد وحلفائه الإيرانيين، مشيرة إلى أن البنتاغون بدأت في الشهر الذي يليه، بتأييد الفصيل الكردي المدعو قوات سوريا الديمقراطية.

 

ويبين التقرير أنه منذ ذلك الحين هزم الجيش السوري، المدعوم من روسيا وإيران والمليشيات الموالية للحكومة، وقوات سوريا الديمقراطية، التي يدعمها التحالف الذي تقوده أمريكا، الجهاديين، الذين كانوا يسيطرون في وقت ما على نصف البلد، منوها إلى أن المسؤول الإعلامي في قوات سوريا الديمقراطية أصدر يوم الثلاثاء تقريرا يفصل فيه المكاسب التي حققتها قواته ضد تنظيم الدولة على الضفاف الشرقية لنهر الفرات، الذي يقسم الهجومين ضد الجهاديين، وقال إن الحملة "نجحت في تحرير بلدة الدشيشة كاملة والقرى المجاورة والمزارع، بمساحة 600 كم مربع منذ تاريخ 24/ 6/ 2018". 

وينقل الكاتب عن غرفة القيادة العامة لعملية عاصفة الجزيرة، إشارة إلى الجزيرة الفراتية، قولها إن قوات سوريا الديمقراطية قامت بتفكيك ألغام، وقتل حوالي 274 مقاتلا وأميرا تابعا لتنظيم الدولة، وكبدت التنظيم "خسائر فادحة" في الأسلحة والمعدات أيضا.

 

وتقول المجلة إنه "بسبب ثنائية المعركة من الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية، فإن وجود الجهاديين في الصحراء السورية وفي وادي نهر الفرات يتضاءل بسرعة كبيرة، ومع أن المليشيات الكردية، التي تشكل الجزء الأكبر من قوات سوريا الديمقراطية، أبدت استعدادا للعمل مع القوات الموالية للحكومة السورية ضد بعض مجموعات الثوار والقوات التركية، إلا أن التحالف الذي تدعمه أمريكا يشتبك بشكل متزايد مع القوى التي تقاتل مع الأسد".

وبحسب التقرير، فإن غارات جوية الأسبوع الماضي تسببت بمقتل عدد من القوات الموالية للحكومة السورية، بما في ذلك مليشيات عراقية، في محافظة دير الزور في شرق سوريا، التي كانت منطقة يسيطر عليها تنظيم الدولة لفترة، لكنها الآن مقسومة بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية، مشيرا إلى أن كلا من وكالة الأنباء السورية ومليشيا قوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران، التي تقاتل تنظيم الدولة تحت مظلة الجيش العراقي، لامتا التحالف الذي تقوده أمريكا، الذي أنكر مسؤوليته. 

ويورد أوكانر نقلا عن عدد من المسؤولين الأمريكيين، الذين لم يذكروا أسماءهم، قولهم لـ"سي أن أن" ولوكالة الأنباء الفرنسية، بأن إسرائيل هي المسؤولة عن الغارة، التي استهدفت أصولا عسكرية إيرانية في سوريا، بوتيرة أكبر في الأشهر الأخيرة.   

 

وتشير المجلة إلى أنه بعد ذلك بأيام، قال التحالف الذي تقوده أمريكا لـ"نيوزويك" إنه تعرض لإطلاق النار من "قوة معادية مجهولة الهوية" في الجزء الجنوبي من الصحراء السورية، في منطقة التنف، التي تقع بالقرب من الحدود مع العراق، لافتة إلى أن أمريكا أبقت حوالي 34 ميلا منطقة تخفيض نزاع حول القاعدة التي أنشأتها في التنف، وفتحت النار مكررا على القوات الموالية للحكومة السورية، عندما حاولت تلك القوات دخول المنطقة.

وتختم "نيوزويك" تقريرها بالإشارة إلى أن كلا من سوريا وروسيا وإيران اتهمت أمريكا باستخدام المنطقة للإبقاء على وجود عسكري طويل الأمد في البلد، وبحمايتها لمنظمات إرهابية، وهو ما تنكره أمريكا، لافتة إلى أن سوريا تعد روسيا وإيران شريكتين شرعيتين في المعركة ضد الثوار والجهاديين، لكنها طلبت من أمريكا وتركيا الانسحاب فورا.