صحافة إسرائيلية

خبراء إسرائيليون يستبعدون نجاح إغلاق معابر غزة بتغيير مواقف حماس

يعاني الفلسطينيون من الإغلاق المستمر لمعبر رفح- جيتي

توسعت الصحافة الإسرائيلية في بحث تبعات القرار الذي اتخذته الحكومة بشأن قرار إغلاق معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة، وإمكانية تسببه بتوتر إضافي للوضع الأمني.


وذكر عاموس هارئيل، الخبير العسكري بصحيفة هآرتس، أن "القرار الإسرائيلي يأتي في ظل إحباط المستويين السياسي والعسكري في تل أبيب من الوضع القائم على حدود غزة، سواء استمرار المسيرات أو إطلاق الطائرات الورقية المشتعلة، وفي هذه الحالة إن قررت مصر فرض مزيد من القيود على غزة، فإن حماس ستضطر للاختيار بين التصعيد الموجه، أو المفاوضات الجدية".

 

وأضاف، في مقال ترجمته "عربي21"، أنه "بعد أن ثبت أن الأساليب التي اتبعتها الجيش والأجهزة الأمنية لمواجهة الطائرات الورقية المشتعلة لم تسفر عن نتائج جدية، جاء دور استخدام العقوبات الاقتصادية بديلا عن الخطوات العسكرية تجاه هذه الطائرات، وربما تأمل إسرائيل أن تؤدي هذه العقوبات الجديدة إلى ترويض حماس باتجاه تغيير طريقة تفكيرها، أو تعاملها مع الوضع الأمني، لكن دون أن تتوفر ضمانات واضحة بأن تسير الأمور باتجاه ما تتوقعه إسرائيل".

 

وأوضح أنه "منذ انتهاء حرب الجرف الصامد قبل أربع سنوات، امتنعت إسرائيل عن إغلاق معبر كرم أبو سالم، باستثناء يومين في ديسمبر ومايو الماضيين، حين تم إطلاق قذائف صاروخية باتجاهها، صحيح أن القرار لا يشمل المواد الغذائية والأدوية، لكنه يتضمن الواردات بالدرجة الأولى إلى غزة مثل مواد البناء، ووقف الصادرات على قلتها، لا سيما المنتجات الزراعية".

 

يستذكر هارئيل "آخر تقرير قدمه الجنرال هآرتسي هاليفي، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، قبل عدة أشهر، أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، حين قال إن الوضع السيئ في غزة أمام سيناريوهين اثنين: إما جولة مواجهة عسكرية جديدة، أو ترتيبات واسعة النطاق تشمل تحسين ظروف الحياة للفلسطينيين، وانفراجات في المسارات السياسية".

 

ويختم بالقول إن "غرائب الأقدار تجعل هاليفي في هذه المرحلة قائدا للمنطقة الجنوبية في الجيش، المسؤولة عن قطاع غزة، وسنرى كيف سيكون أثر خطوة إغلاق المعابر على نجاح أي من السيناريوهين اللذين توقعهما قبل عدة أشهر، فهل تذهب الأمور لمواجهة مسلحة رغم عدم وجود رغبة لدى الطرفين بالذهاب إليها"؟

 

أمير بوخبوط الخبير العسكري بموقع ويللا قال إن "صيفا متوترا ينتظر قطاع غزة، في ظل الضائقة الاقتصادية، وتقليص المساعدات، وقرار إغلاق المعبر، ما يجعل الاستعداد يصل ذروته؛ تحسبا لأي طارئ".

 

وأضاف، في تقرير ترجمته "عربي21"، أن "حماس ترى في إيجاد الأزمات أمام إسرائيل مقدمة لحل مشاكل غزة، وربما تعتقد مع مرور الوقت أن التصعيد الموضعي أو الحرب الشاملة ضدها يعد خيارها الأخير، ما يدفع المسؤولين الإسرائيليين من كلا المستويين السياسي والعسكري لاتهام حماس بأنها لا تقرأ خارطة الأحداث بصورة صحيحة، ويجعلنا في النقطة الأكثر قربا من عملية عسكرية جديدة مثل الجرف الصامد".

 

وختم بالقول إن "كل ذلك قد يفسر الحراك العسكري الأخير للجيش الإسرائيلي في نشر المزيد من بطاريات القبة الحديدية في الجنوب؛ خشية إطلاق القذائف الصاروخية، مع العلم أن أي عملية عسكرية إسرائيلية في القطاع لن تكون في صالح حماس بشكل عام؛ لأن الحروب الثلاث لم تحقق أهداف الحركة، ما يجعل أشهر الصيف القادمة متوترة جدا".