ملفات وتقارير

ما دلالات تدخل موسكو لإطلاق سراح مختطفي السويداء؟

روسيا تفاوض على إطلاق سراح 30 سيدة وطفلا خطفهم تنظيم الدولة- فيسبوك

يعكس دخول الروس على خط المفاوضات الهادفة إلى إطلاق سراح 30 سيدة وطفلا خطفهم تنظيم الدولة خلال الهجمات التي شنها، الأسبوع الماضي، على مناطق في السويداء، مدى أهمية المحافظة ذات الأكثرية الدرزية لموسكو.


وتأتي الخطوة الروسية التي كشف عنها الشيخ يوسف جربوع، أحد مشايخ عقل الدروز، في تصريح لوسائل إعلام محلية، بعد فشل المفاوضات السابقة التي كان يتولاها النظام مع التنظيم.


وفي ما بدا محاباة للنظام، أشار جربوع إلى أن المفاوضات التي تتولاها موسكو "تتم بالتنسيق مع الحكومة السورية"، من دون أن يتطرق إلى مطالب التنظيم.

 

اقرأ أيضا: مصادر سورية: تنظيم الدولة أعدم أحد مختطفي السويداء

وفي تلك الأثناء، عزت مصادر محلية فشل المفاوضات السابقة إلى رفض النظام لمطالب التنظيم، وهي سحب جميع قوات النظام من أراضي السويداء المتمركزة على خط البادية، وعدم مشاركة أبناء السويداء بأي معركة بين الجيش والتنظيم، بالإضافة لمنع الجيش من استخدام أراضي السويداء في قتال التنظيم.


وإذا كان الحديث عن دور روسي كبير في كل التفاصيل السورية ليس جديدا، فإن اللافت هو إيلاء موسكو اهتماما خاصا لهذه المسألة، وهو الأمر الذي قرأ فيه الباحث السوري أحمد السعيد جملة من الدلالات.


وأولها بحسب حديثه لـ"عربي21"، حرص موسكو على الظهور بمظهر الحامي للأقليات السورية، وشارحا ذلك قال السعيد: "حرصت روسيا منذ اندلاع الثورة السورية على العزف على وتر الأقليات السورية، وساعدها ظهور التنظيمات المتطرفة وبعض الحوادث التي لها بُعد طائفي على تصوير ما يدور في سوريا على أنه صراع بين أكثرية وأقليات".


وأضاف: "من هنا، نستطيع تفسير حرص الروس على إطلاق سراح المختطفات، تجنبا لعواقب وخيمة قد تنجم عن مقتل المختطفات"، مستدركا بالقول: "حينها سيكتشف العالم زيف حديث روسيا عن توفر ظروف آمنة لعودة اللاجئين إلى سوريا، والأهم من ذلك هو التشكيك دوليا بقدرتها على حماية الأقليات، رغم تدخلها المباشر في الملف السوري منذ العام 2015".


وقال السعيد: "لكن ذلك لا يعني أنه ليس لروسيا مصلحة كبيرة أيضاً في كسب ود أهالي السويداء، فالمحافظة تمتلك خزانا بشريا كبيرا من الشباب، وهذا الأمر توليه موسكو أهمية كبيرة، لاسيما أن انسحاب المليشيات الإيرانية من سوريا في حال حدث، سيحدث فراغا كبيرا".


تحجيم للنظام


وبعيدا عن قراءة السعيد، اعتبر الناشط الإعلامي محمود الحوراني، أن الخطوة الروسية تعكس مدى ضعف النظام السوري وقدرته على السيطرة في الجنوب السوري.


وقال الحوراني لـ"عربي21"، الذي وصل إلى الشمال السوري قادما من درعا برفقة عناصر المعارضة الذين لم يوافقوا على التسوية مع النظام، إن "ما شاهدناه خلال التصعيد في الجنوب والمرحلة التي تلته هو تحجيم من روسيا بشكل كبير للنظام السوري".


وبناء على ذلك، فقد رأى الحوراني، أن روسيا بتدخلها إنما تريد "تحجيم النظام أكثر في الجنوب السوري الذي يعتبر منطقة نفوذ روسي خالص".

 

اقرأ أيضا: نظام الأسد يتحضر لهجوم ضد تنظيم الدولة ببادية السويداء

وفي السياق ذاته، أكدت شبكة "السويداء 24" أن وفدا روسيا زار السويداء، مؤخرا للبحث عن أسير من التنظيم لدى مليشيا "الدفاع الوطني" التابع للنظام.


وأشارت الشبكة إلى أن الجانب الروسي يريد تسلم عنصر التنظيم من أجل المفاوضات لإطلاق سراح النساء والأطفال المختطفين من السويداء، وألمحت إلى مراوغة "الدفاع الوطني" في الكشف عن مكان عنصر التنظيم.


يذكر أن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا شريطا مصورا، يظهر أحد مختطفي السويداء، ويدعى "مهند ذوقان أبو عمار"، وهو يوجه رسالة تحذيرية من ملاقاة بقية الأسرى لمصيره في حال فشل المفاوضات، وقالوا إن ذوقان تم إعدامه ذبحا من قبل عناصر التنظيم.