سياسة عربية

استيراد المغرب دواجن أمريكا يعري عيوب "المخطط الأخضر"

وافق المغرب لأول مرة في تاريخه على استيراد لحوم الدواجن من أمريكا وذلك بعد أكثر من 12 سنة (2006)- تويتر

رفض فلاحو ومربو الداوجن بالمغرب، قرار الحكومة رفع الحظر عن استيراد لحوم الدواجن الأمريكية، مسجلين أن القرار سيدمر قطاع تربية الدواجن بالمغرب، كما يسائل فشل مخطط المغرب الأخضر الذي يهدف لتقوية القطاع الفلاحي.


ودخل رفع الحظر عن استيراد لحوم الداوجن الأمريكية الأسبوع الماضي حيز التطبيق، تنفيذا لاتفاق التبادل الحر بين الرباط وأمريكا، في 2004، الذي دخل حيز النفاذ في 1 كانون الثاني/ يناير 2006. 

مسؤولية المغرب الأخضر
وقال رئيس الجمعية الوطنية لمربي الدجاج، محمد عبود، إن "مشكلتنا ليست استيراد لحوم الدواجن من أمريكا أو من غيرها، بل إن أزمتنا الحقيقية تتمثل في فشل المغرب في تحقيق ما وعد به المخطط الأخضر".


وأطلق المخطط الأخضر الذي أطلقه المغرب في نيسان/ أبريل 2008، للعمل على تحسين الدخل الفلاحي وزيادة صافية للناتج الداخلي الخام الفلاحي والصادرات وذلك خلال 10 إلى 15 عاما.


وتابع محمد عبود في تصريح لـ"عربي21"، أن "تكلفة إنتاج الدواجن بالمغرب مرتفعة جدا، ورغم التزامات وزارة الفلاحة في مخطط المغرب الأخضر بالعمل على تخفيض الكلفة إلا أنها لم تنخفض رغم مرور 10 سنوات على انطلاق المخطط".


وزاد: "لقد وعدت الحكومة في إطار مخطط المغرب الأخضر بخفض الكلفة ودعم تطوير القطاع، لكن لا شيء من هذا حصل، فلقد وعدت بتخفيض كلفة إنتاج الكيلو غرام الواحد من الدجاج مثلا من 10.5 دراهم إلى 8 دراهم، لكن الكلفة اليوم تبلغ 12.5 للكيلوغرام الواحد".


وسجل: "نحن في المغرب نجبر على شراء الكتكوت بـ 7 دراهم، في حين بأمريكا بلغت كلفة إنتاج كيلو غرام الواحد من الدجاج منذ سنة 2000 أقل من دولار (80 سنتنا)". 


وأضاف: "ينبغي أن نسجل أن المغرب منذ 2010 رغم تحقيق اكتفاء ذاتي من لحوم الدواجن، فإننا نبيعه بخسارة تصل إلى 4 دراهم للكيلوغرام في بعض الأحيان، فكيف سيكون الوضع بعد الاستيراد من أمريكا؟". 

دمار قطاع الدواجن 
من جهتها، رفضت "الجمعية المغربية لمربي الدواجن بالمغرب"، قرار وزارة أخنوش، استيراد الدواجن من الولايات المتحدة الأمريكية.


وقالت الجمعية في بيان حصلت "عربي21"، إن "استيراد الدواجن الأمريكية، سيضر حتما بقطاع الدواجن المغرب والذي يتخبط منذ سنين في مشاكل وصعوبات متناهية".


وتساءلت الجمعية، "عن المستفيد من هذه الاتفاقية التي ستؤثر حتما على تسويق المنتوج المحلي من الدواجن، خصوصا وأن المغرب يحقق اكتفاء ذاتيا من هذه المادة وفي غالب الأحيان فائضا في الإنتاج، مما يغرق السوق بالدجاج وبالتالي تدني أثمنة البيع". 

 

اقرأ أيضارغم اكتفائه الذاتي.. المغرب يرفع الحظر عن لحم دواجن أمريكا

وسجلت: "في الوقت الذي كنا ننتظر فيه كجمعية مغربية لمربي الدواجن، وجميع المربين والفاعلين بالقطاع، تدخل الوزارة الوصية لتقديم حلول جذرية للمشاكل التي يعاني منها القطاع، نتفاجأ بهذا القرار الوزاري بالسماح باستيراد دواجن أمريكا إلى المغرب".


وأضافت أن "سوق الدواجن ببلدنا يعرف فائض إنتاج، والذي يتسبب في تدني أثمنة البيع بالسوق، مما يكبد خسائر مادية كبيرة للمربين، والتي لطالما ناشدنا الوزارة للتدخل لإيجاد سبل لاستيعاب هذا الفائض عن طريق أيجاد أسواق خارجية للتصدير".


وأشارت إلى أن القرار يأتي على الرغم من انخفاض أثمنة بيع الدجاج بسبب وفرة الإنتاج في شهر تموز/ يوليو الماضي التي تراوحت من 9 إلى 10 دراهم للكيلوغرام بالضيعات في حين بلغت التكلفة 12 درهما".


وحذرت من أن الاتفاقية ستكون "مدمرة لقطاع الدواجن ببلدنا، الذي يعرف سوء تدبير للمنتوج المحلي، باعتبار هذا القرار لا يخدم سوى المصالح الأمريكية التي ستجد سوقا لاستقبال منتوجها من الدجاج، مما سيؤثر سلبا على المنافسة بين الدجاج الأمريكي منخفض التكلفة والمحلي مرتفع التكلفة".


وطالبت الجمعية، "الوزارة الوصية بالعدول عن هذا القرار الذي لن يخدم القطاع خصوصا والمصالح الاقتصادية الوطنية عموما".

ووافق المغرب لأول مرة في تاريخه، على استيراد لحوم الدواجن من الولايات المتحدة، وذلك بعد أكثر من 12 سنة (2006) على دخول اتفاق التبادل التجاري الحر بين المغرب وأمريكا حيز التنفيذ، الذي تم توقيعه في 2004. 


وأعلن مكتب الممثل التجاري الأمريكي ووزارة الزراعة الأمريكية، في تصريحات صحافية 7 آب/ أغسطس الجاري، "أن الرباط كانت تمنع، حتى تاريخه، استيراد هذا النوع من اللحوم لكن المسؤولين في مكتب الممثل التجاري الأمريكي وفي وزارة الزراعة عملوا مع الحكومة المغربية على تقديم ضمانات الأمن الغذائي للمنتجات المعنية".

اقرأ أيضا: "خليه يربي الريش" شعار حملة لمقاطعة الدجاج بالجزائر