صحافة إسرائيلية

رؤية إسرائيلية للفجوات في العلاقة بين واشنطن ودول الخليج

كشف المركز أن الإدارة الأمريكية "منشغلة بمحاولة عقد مؤتمر قمة في الخريف"- جيتي

استعرض مركز أبحاث إسرائيلي، رؤيته الاستراتيجية للعلاقات الأمريكية الخليجية، التي تعاني من العديد من الفجوات، مما يتطلب صحوة متبادلة لإعادة تقييم قدرتهم على تشكيل سياسات تساهم في تحقيق أهدافهم.


وأوضح "مركز بحوث الأمن القومي" التابع لجامعة "تل أبيب" العبرية، أن "فحص عدد من القضايا الموجودة على الاجندة بين الولايات المتحدة ودول الخليج وخاصة السعودية، يبين أن الطرفين يجدان صعوبة في إعطاء إجابة على التوقعات العالية بخصوص العلاقات بينهما، التي وجدت عقب فوز دونالد ترامب بالرئاسية الأمريكية".


ورأى المركز في نشرة استراتيجية يصدرها بشكل شبه دوري تحت عنوان: "نظرة عليا"، أن "الصحوة المتبادلة ستجبرهم على إعادة تقييم قدرتهم على تشكيل السياسات التي ستساهم في تحقيق أهدافهم"، موضحا أن الإدارة الأمريكية، "تأمل في الاستناد بقوة أكبر على دول الخليج لتحقيق أهدافها مقابل إيران والفلسطينيين".


ولفت إلى أن "هذه الفجوات تؤثر مباشرة على إسرائيل، وتزداد بين التقاء المصالح بينها وبين دول الخليج في عدد من المواضيع الواقعة في مجال المناورة الضيق لها، وبالأساس مع السعودية، في حين توصف العلاقة اليوم بين واشنطن والسعودية ودول خليجية أخرى بالمتينة، وتساهم في تحقيق المصالح المشتركة".


ونوه المركز في النشرة التي شارك في إعدادها كل من؛ يوئيل جوجانسكي والداد شبيط، إلى أن "الطرفين يواصلان تأكيد الرغبة في تحسين الشراكة، وغالبا يتم الحديث عن علاقات شخصية بين عدد من رجال البيت الأبيض وعدد من زعماء دول الخليج، لكنهما في الوقت ذاته يجدون صعوبة في الإجابة على التوقعات العالية بخصوص العلاقات بينهما".

 

اقرأ أيضا: المدعون العاملون في جنوب نيويورك يعلنون الحرب على ترامب


وأشار إلى أن هناك "شهادة علنية على الاستياء في أوساط حلفاء واشنطن في الخليج، صدرت عن وزير الخارجية في الإمارات في تموز/يوليو 2018، تفيد بأن أبو ظبي تجد صعوبة في الاعتماد على المساعدة الأمريكية فيما يتعلق بالحرب في اليمن".


وحول المسائل التي بشأنها نشأت فجوات في التوقعات بين الطرفين، ذكر مركز البحوث الإسرائيلي أنها تتمثل في، "التحدي الإيراني، حيث استبدل الخط الهجومي الذي تبنته إدارة ترامب تجاه إيران بترحاب في الخليج العربي، كما أن دول الخليج تحفظت من الاتفاق النووي مع إيران، رغم أنهم أيدوه علنا".


وفي أيار/ مايو الماضي، "انضمت السعودية والإمارات إلى إسرائيل في دعمهم الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي؛ لأنه حسب رأيهم زاد من العداء الإقليمي لإيران دون أن يوقف طموحاتها بعيدة المدى في المجال النووي".


وبين أن السعودية، "تريد الإظهار أنها تعاونت في حملة الضغط على إيران، التي تم التعبير عنها ضمن أمور أخرى، بموافقتها على زيادة استخراج النفط في أعقاب قرار "أوبيك + واحد"، وطلب ترامب بهذا الخصوص"، منوها أن "كل طرف معني بأن يظهر للآخر استعداده لاستثمار موارده، ولا سيما العسكرية، من أجل تحقيق هدف تقييد خطوات إيران في المنطقة".


ونوه المركز في نشرته الدورية، إلى أن "ترامب عاد وأكد بأنه يأمل أن تزيد السعودية إسهامها الاقتصادي في الجهود، وفي المقابل، أظهرت السعودية عدم رضى من نقص الاستعداد لدى الجانب الأمريكي لإعطاء اهتمام كاف حسب رأيها للشرق الأوسط، وبسبب أيضا استعداده للتصالح مع طهران".

 

اقرأ أيضا: هل منحت الرياض شركة أرامكو امتيازا جديدا طويل الأجل؟


وذلك على خلفية تصريحات الرئيس الأمريكي، حول استعداده للتحدث مع الإيرانيين دون شروط مسبقة، كما كشفت تقارير عن تبادل رسائل بين الولايات المتحدة وإيران عبر عُمان.


وبشأن الجهود التي تبذلها إدارة ترامب لإحداث اختراق في الموضع الفلسطيني الإسرائيلي، "تدفع الإدارة الأمريكية إلى الأمام خطة ترامب للسلام، ولكنها تواجه ببرود من دول الخليج في كل ما يتعلق بمبادئ الخطة"، وفق المركز.


وأما فيما يتعلق بالمشكلة السورية، بين أن الولايات المتحدة "معنية بمشاركة أوسع من قبل دول الخليج في سوريا، بما في ذلك وجود عسكري من قبلها يحل محل الجنود الأمريكيين، حيث تحدثت تقارير عن رغبة واشنطن تشكيل ناتو عربي يحارب إيران، وأعلنت الرياض عن استعدادها لإرسال قوات من قبلها لسوريا، لكنها على ما يبدو لم تكن تنوي في أي يوم عمليا أن تنفذ هذا التعهد".


ونبه المركز الإسرائيلي، إلى أن إدارة ترامب "تعطي أولوية لاستقرار الأنظمة في دول الخليج، على تحقيق قيم الديمقراطية وحرية التعبير، ولا يبدو أن هناك ضغطا أمريكيا لتشجيع إصلاحات سياسية، كما لم يسمع انتقاد جدي على خرق حقوق الإنسان الممنهج فيها، (الرياض وأبو ظبي)".


وتابع: "وعلى هذه الخلفية، فإن الثورة السعودية؛ من أعلى إلى اسفل، تحظى بالدعم، حيث يسود التوتر بين الدفع بإصلاحات اقتصادية من جهة وتعزيز النظام المنفرد القمعي لولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الجهة الأخرى"، لافتا إلى أنه "كلما تعمق القمع من جانب ابن سلمان سيزداد ضغط الإدارة الأمريكية على الكونغرس لاتخاذ موقف متشدد أكثر في هذا الأمر".


وبخصوص الأزمة الخليجية، زعم المركز أن "كتلة سياسية خليجية موحدة ما زالت مصلحة أمريكية في ترسيخ جبهة موحدة أمام إيران، ورغم ذلك حاولت إدارة ترامب وفشلت في حلها، حيث قربت قطر من إيران وتركيا في المجال العسكري والاقتصادي والدبلوماسي".

 

اقرأ أيضا: هل يرغب ترامب في الاستيلاء على دولارات النفط العربية؟


وفي هذا الإطار، كشف المركز أن الإدارة الأمريكية "منشغلة بمحاولة عقد مؤتمر قمة في الخريف، سيتم بحث تلك الأزمة في إطاره في محاولة اخرى لتسويتها".


كما ألمح المركز، إلى أن صفقات السلاح الضخمة بين واشنطن والرياض، "حتى الآن من غير الواضح إلى أي درجة ترجمت هذه التعهدات لصفقات فعلية"، موضحة أن "إدارة ترامب ما زالت تعلق الآمال على التأثير الإيجابي الناتج عن تحقيق تلك الصفقات على الاقتصاد في الولايات المتحدة".


وبخصوص الحرب في اليمن، فبعد أكثر من ثلاث سنوات من القتال، وصلت تكلفتها لنحو 200 مليار دولار، "لا تستطيع السعودية أن تشير إلى نتائج عسكرية مهمة، وهذه الحقيقة يتوقع أن تكون لها تداعيات على مكانة ابن سلمان في الداخل والخارج".


وأضاف: "على هذه الخلفية ترتكز صورة الرياض، كمن تريد أن تورط واشنطن في حرب ليست لها وذات قيمة اقتصادية محدودة"، مشيرا إلى أن "جزء من المسؤولية عن الوضع الإنساني الصعب في اليمن والمس الممنهج باليمنيين، التصق بالإدارة الأمريكية".


وفي نهاية النشرة الاستراتيجية، أكد مركز الأبحاث، أن الولايات المتحدة ودول الخليج "سيواصلون تعزيز العلاقة فيما بينهم كهدف استراتيجي"، مبينا أنه "لا بديل لواشنطن عن شبكة العلاقات هذه في واقع الشرق الأوسط الحالي".


وقدر المركز، أن "إحباط الإدارة الامريكية المحتمل في المسألة الفلسطينية، سيؤثر بصورة مباشرة على المصالح الإسرائيلية".