سياسة عربية

تجدد احتجاجات العراق بعد مقتل 6 متظاهرين.. والصدر يعلق

المحتجون هددوا بتنظيم اعتصام مفتوح حال لم تستجب الحكومة لمطالبهم- جيتي

تجددت في محافظة البصرة، جنوب العراق، الأربعاء، الاحتجاجات الشعبية المطالبة بـ"تحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد".

وتأتي الاحتجاجات، غداة مقتل 6 متظاهرين برصاص قوات الأمن، أثناء محاولتهم اقتحام مبنى المحافظة وسط المدينة، الثلاثاء، وفق مصدر طبي، وتصريحات صحفية أدلى بها مدير مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في محافظة البصرة، مهدي التميمي. 

بينما أفادت وزارة الصحة العراقية بمقتل 5 متظاهرين وإصابة 68، منهم 41 مدنيا و27 من منتسبي القوات الأمنية. 

 

أطلقت قوات الأمن العراقية مجددا الأربعاء النار في محاولة لتفريق تظاهرة جديدة في البصرة جنوب العراق غداة يوم من الاحتجاجات الأكثر دموية، بحسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس.

واحتشد بضعة آلاف من المتظاهرين أمام مقر المحافظة في وسط المدينة بمواجهة قوات الأمن التي أطلقت الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع، بحسب المصدر ذاته.

كما احتشد المئات من أبناء ناحية الهارثة شمال شرق محافظة البصرة، صباح الأربعاء، أمام مشروع ماء البصرة الكبير على الضفة الشرقية لنهر الفرات. 

ورفع المحتجون يافطات تطالب بتوفير مياه الشرب، وغيرها من الخدمات العامة وفرص عمل للعاطلين، فضلا عن إقالة مسؤولي الأمن في المحافظة بعد سقوط قتلى أمس. 

وهدد المحتجون بتنظيم اعتصام مفتوح حال لم تستجب الحكومة لمطالبهم. 

وخرج تجمع مماثل في مركز قضاء الزبير جنوب المحافظة. 

 

وقال هاني عبد الحسين، وهو أحد المتظاهرين، إن "مئات المتظاهرين تجمعوا اليوم وسط مدينة الزبير للتنديد بسياسات الحكومة الاقتصادية". 

وأضاف أن "المتظاهرين يطالبون بوقف استخدام الرصاص ضد الاحتجاجات المطالبة بتوفير الخدمات وفرص العمل"، محذرا من أن "الناس قد يلجأوون في النهاية للدفاع عن أنفسهم".

وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، صرح، أمس، بأن قوات الأمن لديها أوامر بعدم إطلاق النار على المتظاهرين، وأن السلطات تحقق في مقتل متظاهر.‎  وصدر التصريح عند سقوط قتيل واحد، ولم تكن الاحتجاجات قد تطورت بعد.

وتقول الحكومة العراقية إن مندسين بين المحتجين يعملون على تخريب الممتلكات العامة، وأنها لن تسمح بذلك.

وكان محتجون في البصرة أقدموا، أمس، على إشعال النيران بمبنى المحافظة (مقر الحكم المحلي)، قبل أن تقوم فرق الدفاع المدني بإطفائها.‎‏

من جانبه، أعرب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بالعراق، يان كوبيتش، الأربعاء، عن "قلقه الشديد" إزاء وقوع ضحايا أثناء احتجاجات البصرة.

ودعا كوبيتش، في بيان له، إلى التهدئة، حاثا السلطات على "تجنب استخدام القوة غير المتناسبة والقاتلة ضد المتظاهرين، وتوفير الحماية اللازمة لأهل البصرة، مطالبا بالتحقيق مع المسؤولين عن اندلاع العنف.

ودعاها، أيضا، إلى بذل قصارى جهدها للاستجابة لمطالب المتظاهرين المشروعة، بتوفير المياه النظيفة وإمدادات الكهرباء.

تأتي هذه التطورات، وسط أزمة سياسية في البلاد، حيث تسود خلافات واسعة بين الكتل الفائزة في الانتخابات البرلمانية التي جرت في مايو/ أيار الماضي، بشأن الكتلة البرلمانية التي ستكلف بتشكيل الحكومة الجديدة.

وتسببت الخلافات في أرجاء الجلسة الأولى للبرلمان، إلى منتصف الشهر الجاري، وهي مخصصة لانتخاب رئيس للبرلمان ونائبيه، في خطوة أولى من خطوات متعاقبة تنتهي في المحصلة بتشكيل الحكومة.

 

وفي تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أمس، عبّر زعيم "التيار الصدري"، مقتدى الصدر، عن "الحزن" إزاء ما وصفه بـ"المأساة" التي شهدتها البصرة.

وقال: "ما أثار غضبي هو التعدي بغير حق من قبل بعض المدسوسين في القوات الأمنية على المتظاهرين العزل، الذين لا يريدون إلا لقمة العيش بكرامة".

وتابع: "لا بد من تضافر الجهود لانتشال البصرة من أفكاك الفساد والطائفية والمليشيات، فكفاكم تعديا على البصرة، وأنصح أن لا تختبروا صبرنا"، دون توضيح الجهة المُخاطبة.

يشار إلى أن تحالف "سائرون" الذي يقوده الصدر، حقق نتائج كبيرة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، التي أجريت في مايو/ أيار الماضي.