سياسة دولية

مسؤول أمريكي يكشف عن مقاومة داخل البيت الأبيض.. تفاصيل

ترامب: لن يقترب أحد من هزيمتي في 2020 نظرا لما أنجزناه- جيتي

كشف مسؤول في البيت الأبيض، أن العديد من كبار المسؤولين في إدارة ترامب يعملون على تعطيل جوانب من أجندته لحماية البلد من اندفاعه.

 

ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا لمسؤول كبير في إدارة ترامب، قالت الصحيفة إنها تعلم اسمه ومنصبه، لكن نشر اسمه يعرضه لفقدان وظيفته، مشيرة إلى أن نشر هذا المقال دون اسم هو الطريقة الوحيدة لإيصال وجهة نظر مهمة للقارئ.

 

وتحدث المسؤول عن "همسات مبكرة" بين مسؤولين في إدارة ترامب لاتخاذ خطوات لإزاحته عن الرئاسة، لكنه أضاف أنهم قرروا ألا يفعلوا لتفادي حدوث أزمة دستورية.


وقال، إن جذور المشكلة تكمن في افتقار ترامب للمسؤولية الأخلاقية وانعدام تشبثه بأي مبادئ واضحة توجه قراراته.

مقال أجوف


وفي تعليق له على المقال، قال ترامب، إنه "مقال أجوف"، وهاجم صحيفة نيويورك تايمز ووصفها بـ"الفاشلة"، وتحدث عن إنجازات اقتصادية قال إنها تبرهن على قدراته القيادية.

 

اقرأ أيضا: ترامب يطالب بتعديل "قوانين التشهير" مع صدور كتاب ينتقده

وحدق إلى الكاميرا، وقال: "لن يقترب أحد من هزيمتي في 2020 نظرا لما أنجزناه".

ثم كتب الرئيس الجمهوري رسالة من كلمة واحدة على تويتر: "خيانة؟".

وفي تغريدة أخرى، قال: "إذا كان الشخص المجهول الأجوف له وجود فعلا فيتعين على التايمز، لأغراض تتعلق بالأمن القومي، أن تحيله أو تحيلها إلى الحكومة فورا!".

 

وفيما يلي النص الكامل لمقال المسؤول البارز:

 


يبدأ المسؤول مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، بالقول إن "الموضوع ليس فقط أن المحقق الخاص أخذ بعدا كبيرا، أو أن البلد منقسم بمرارة حول قيادة ترامب، ولا حتى حول احتمال خسارة حزبه في الكونغرس لمعارضة تصر على سقوطه". 

 

ويضيف الكاتب أن "المعضلة -التي لا يدركها تماما- هي أن كثيرا من المسؤولين الكبار في إدارته يعملون بجد من الداخل لإحباط أجزاء من برنامجه وأسوأ ما يميل إليه"، لافتا إلى أنه يعلم ذلك لأنه أحد أولئك المسؤولين.

 

ويستدرك المسؤول قائلا إنه يريد الإيضاح بأن عملهم ليس هو عمل "المقاومة" الشعبية التي يقوم بها اليسار ذاته، بل إنهم يريدون للإدارة أن تنجح، وبأنه يعتقد أن كثيرا من السياسات جعلت أمريكا أكثر أمنا وأكثر ازدهارا. 

 

ويشدد الكاتب على أنهم يعتقدون أن مسؤوليتهم الأولى هي تجاه بلدهم، وأن الرئيس لا يزال يتصرف بأسلوب يضر بالجمهورية. 

 

ويقول المسؤول إنه لذلك تعهد العديد ممن وظفهم ترامب بالقيام بكل ما في وسعهم للحفاظ على المؤسسات الديمقراطية، وإحباط القرارات المتهورة لترامب حتى تنتهي رئاسته.

ويعزو المسؤول جذور المشكلة إلى ما أسماه لاأخلاقية الرئيس، فـ"كل من عمل مع الرئيس يعلم أنه ليس مرتبطا بأي مبادئ ملموسة توجه عملية اتخاذ القرار لديه". 

 

ويقول الكاتب إنه "بالرغم من انتخاب الرئيس بصفته جمهوريا، إلا أنه لا يظهر الكثير من حبه للأفكار التي لطالما تبناها المحافظون، وهي عقول حرة وأسواق حرة وشعب حر، ففي أفضل أحواله تذرع الرئيس بها في خطاباته المكتوبة، وفي أسوأ أحواله هاجمها تماما".

 

ويشير المسؤول إلى أنه بالإضافة إلى تسويق ترامب لفكرة أن الصحافة هي "عدو الشعب"، فإن توجهاته العفوية بشكل عام معارضة للتجارة ومعادية للديمقراطية.

 

ويستدرك الكاتب قائلا إنه لا يريد أن يُفهم بشكل خاطئ، فـ"هناك الكثير من الجوانب الإيجابية في الإدارة، التي لا يراها الإعلام بسبب انشغاله في التغطية السلبية للإدارة، مثل رفع القيود (بالذات على استخدام الطاقة) والإصلاحات الضريبية التاريخية، ومؤسسة عسكرية أكثر قوة وغير ذلك". 

 

ويلفت المسؤول إلى أن "هذه النجاحات جاءت رغم -وليس بسبب- أسلوب قيادة ترامب، التي تتسم بالتهور والخصومة والتفاهة وعدم الفعالية".

 

ويكشف الكاتب عن أن كبار المسؤولين من البيت الأبيض إلى الوزارات والوكالات التنفيذية يعترفون سرا بعدم تصديقهم لما يقوله ويفعله الرئيس، ويحاول معظمهم عزل أعمالهم عن نزواته. 

 

ويقول المسؤول إن "الرئيس ينحرف عن الموضوع خلال الاجتماعات، ويقوم بتكرار الشكوى من أمور هو غير راض عنها، واندفاعه يؤدي إلى نتائج غير ناضجة، ولم تتم الاستشارة حولها بشكل جيد، وأحيانا قرارات متهورة يجب التراجع عنها".

 

وينوه الكاتب إلى أن مسؤولا كبيرا آخر اشتكى له حديثا، بعد اجتماع له مع الرئيس في المكتب البيضاوي، حيث غير الرئيس رأيه حول قرار سياسي مهم كان قد اتخذه قبل أسبوع فقط، بقوله: "ليست هناك طريقة لمعرفة ما إن كان سيغير رأيه من لحظة إلى التي تليها". 

 

ويعلق المسؤول قائلا إنه "لولا وجود جنود مجهولين في البيت الأبيض وحوله لكانت تصرفاته العشوائية أكثر بعثا على القلق، إن بعض مستشاريه صنفهم الإعلام على أنهم أشرار، لكن من يعرف الحقيقة يعلم أنهم يحاولون جهدهم لإبقاء القرارات السيئة حبيسة الجناح الغربي، لكنهم لا ينجحون دائما".

 

ويطمئن المسؤول الشعب الأمريكي بالقول إن على الأمريكيين أن يعلموا أن هناك بالغين في الغرفة، ويدركون ما يحصل، ويحاولون أن يفعلوا ما هو صحيح حتى عندما لا يريد دونالد ترامب فعله، مشيرا إلى أن النتيجة هي أن هناك رئاسة ذات مسارين.

 

ويوضح الكاتب ذلك بمثال على السياسة الخارجية، فيقول إن "الرئيس يظهر تفضيله للمستبدين والديكتاتوريين، مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس كوريا الشمالية كيم جونغ-أن، ولا يهتم كثيرا بالعلاقات التي تربطنا بدول مثلنا". 

 

ويقول المسؤول إن "المراقب الذكي يرى أن هناك مسارا آخر تعمل فيه بقية الإدارة، حيث تعاقب دولا مثل روسيا لتدخلها في شؤوننا الداخلية، وحلفاء أمريكا حول العالم يعاملون على أنهم نظراء ولا تتم السخرية منهم باعتبارهم منافسين".

 

ويبين الكاتب أنه "فيما يتعلق بروسيا مثلا فإن الرئيس كان مترددا في طرد ذلك العدد الكبير من جواسيس بوتين؛ عقوبة على تسميم الجاسوس الروسي في بريطانيا، واشتكى لأسابيع كيف اضطره كبار المسؤولين إلى الدخول في مواجهة إضافية مع روسيا، وأعرب عن إحباطه من أن أمريكا لا تزال تفرض عقوبات على روسيا، لكن عناصر فريق الأمن القومي يعلمون أن عليهم فعل ذلك لإبقاء موسكو تحت المساءلة".  

 

ويشير المسؤول إلى أن هذا ليس هو فعل الدولة العميقة، بل فعل الدولة الثابتة، ويقول بأنه كان هناك تهامس في الحكومة على تطبيق التعديل رقم 25 من الدستور، الذي يؤذن ببداية عملية معقدة لعزل الرئيس، لكن لم يرد أحد أن يتسبب بأزمة دستورية؛ ولذلك "سنعمل ما بوسعنا لتوجيه الإدارة في الاتجاه الصحيح حتى ينتهي هذا الوضع بشكل أو بآخر. 

 

ويرى الكاتب أن القلق الأكبر هو "ليس ما فعله ترامب للرئاسة، لكن ما سمحنا له، نحن الشعب، بأن يفعل بنا، لقد هبطنا معه إلى مستويات دنيا، وسمحنا لخطابنا أن يجرد من الأخلاق".

 

ويقول المسؤول إن "السيناتور جون ماكين قال ذلك بأفضل ما يكون في رسالة الوداع، فعلى الأمريكيين أن يستجيبوا لكلماته، ويخلصوا أنفسهم من مصيدة القبلية، حيث يكون هدفنا الأسمى هو التوحد من خلال القيم المشتركة والحب لهذا البلد العظيم". 

 

ويضيف الكاتب: "لم يعد السيناتور ماكين بيننا.. لكنه سيبقى قدوة لنا، وهو النجم الهادئ لإعادة الشرف للحياة العامة ولحوارنا الوطني، قد يخشى ترامب مثل هؤلاء الرجال الشرفاء، لكن علينا أن نحترمهم".

 

ويختم المسؤول مقاله بالقول: "هناك مقاومة صامتة داخل الإدارة من أناس وضعوا البلد أولا، لكن التغيير الحقيقي يمكن أن يحققه المواطنون العاديون بالتعالي عن السياسة، ومد الأيدي من الجانبين، والسعي للتخلي عن التسميات لصالح تسمية واحدة: أمريكيون". 

 

لقراءة النص الأصلي اضغط هنا