حول العالم

إعصار مدمر يتجه ببطء نحو سواحل أمريكا.. الخطر لا يزال قائما

وفقا لتوقعات المركز الوطني للأعاصير، يمكن لهذا الإعصار أن يغرق الجزر الحاجزة منخفضة الارتفاع- موقع "بزنس إنسايدر"

نشر موقع "بزنس إنسايدر" الأمريكي تقريرا، سلط من خلاله الضوء على إعصار فلورنس المدمر الذي يتقدم تدريجيا نحو الولايات المتحدة الأمريكية، وقد نشر المركز الوطني للأعاصير تقريرا عن آخر تحركات هذا الإعصار وخط تقدمه نحو سواحل ولاية كارولاينا الشمالية وكارولاينا الجنوبية.


وأشار الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن قوة هذا الإعصار قد تراجعت نسبيا الأربعاء، وستصل قوة الرياح إلى 110 ميلات في الساعة، لافتة إلى أنه في هذه الأثناء تتجه العاصفة إلى ولايتي كارولاينا الشمالية والجنوبية، ما يزيد من خطر هبوب عواصف وأمطار قد تهدد حياة السكان هناك، ووفقا للمركز الوطني للأعاصير سيصل إعصار فلورنس بالقرب من هاتين الولايتين صباح السبت وستشتد حدة العاصفة الخميس.


وذكر الموقع أن "المركز الوطني للأعاصير قد أصدر تحذيرات بشأن الأعاصير والعواصف التي ستضرب ولايتي كارولاينا الشمالية والجنوبية، ومن المتوقع أن تتدفق الأمواج القوية والمياه إلى اليابسة عند وصول العاصفة مما سيتسبب في حدوث فيضانات كارثية، وقد أكد المركز بعد ظهر الأربعاء أن إعصار فلورنس سيكون خطيرا للغاية عند اقترابه من الساحل الأمريكي يومي الخميس والجمعة".


وفي هذا السياق، قال مدير الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ بروك لونغ، خلال مؤتمر صحفي انعقد ظهر الثلاثاء، إنه "في حال طُلب منك مغادرة المكان فلا تتردد في فعل ذلك"، ومن جهته، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى ضرورة الاستماع إلى توجيهات السلطات المحلية ومغادرة المكان، لأنه بمجرد أن تضرب العاصفة ستكون عواقبها سيئة وسيكون من المستحيل تلقي أي مساعدات من قبل السلطات.


وأكد الموقع أن إعصار فلورنس قد تحرك متجها إلى الشمال الغربي بسرعة تقدر بحوالي 17 ميلا في الساعة، ووفقا لتوقعات المركز الوطني للأعاصير، يمكن لهذا الإعصار أن يغرق الجزر الحاجزة منخفضة الارتفاع الموجودة قبالة سواحل ولاية كارولاينا الشمالية، على غرار سلسلة "أوتر بانكس" وغيرها من الجزر الأخرى، وقد تمتد الأمطار الغزيرة، التي قد يصل ارتفاعها إلى 10 بوصات، إلى المدن الداخلية البعيدة عن السواحل على غرار مدينة تشارلوت، أكبر مدن ولاية كارولاينا الشمالية، وعاصمتها رالي.

 

اقرأ أيضا: إعصار يعد "الأكبر منذ عقود" يتجه لسواحل أمريكا.. وترامب يحذر


وأضاف الموقع أن صحيفة ذا أوبزرفر قد أكدت أن الأوامر فيما يتعلق بإجلاء الرعايا قد أُصدرت في مقاطعة دير من ولاية كارولاينا الشمالية بما في ذلك أوتر بانكس فضلا عن الأقاليم الساحلية الأخرى، وقد أجلي حوالي 250 ألف ساكن من هذه المناطق التي شملتها الأوامر.


وفي هذا السياق، قالت إدارة الطوارئ بالمقاطعة الاثنين الماضي، إن "الجميع في مقاطعة دير وقع حثهم على مغادرة المكان بأسرع ما يمكن بغض النظر عن الإطار الزمني الذي تم تحديده".


وفي مؤتمر صحفي انعقد الأربعاء، حذر حاكم ولاية كارولاينا الشمالية، روي كوبر، السكان قائلا: "إن الكارثة على الأبواب، إذا كنتم في المناطق الساحلية لا يزال لديكم الوقت للمغادرة بأمان".


ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز، يمكن أن يتسبب هذا الإعصار في إغراق الآلاف من المباني، وقد أكدت شركة "ديوك إنيرجي"، المورد الرئيسي للطاقة في ولايتي كارولاينا، أن حوالي ثلاثة ملايين عميل قد يبقون بلا كهرباء لأسابيع.


ونوه الموقع إلى أن خمس ولايات أمريكية قد أعلنت حالة الطوارئ قبل العاصفة بما في ذلك، ولاية جورجيا وكارولاينا الشمالية وكارولاينا الجنوبية، فضلا عن ولاية فيرجينيا وماريلاند إلى جانب واشنطن العاصمة، وقد تم إصدار أوامر الإخلاء في إحدى المقاطعات الساحلية الأربع في ولاية كارولاينا الجنوبية، كما أصدر حاكم ولاية فيرجينيا أمرا إلزاميا بإخلاء السكان من المناطق الساحلية منخفضة الارتفاع.


وقال الموقع إن إعصار فلورنس يعتبر إعصارا من الفئة الثانية مما يعني أن سرعة الرياح القصوى ستتراوح بين 96 و110 ميلات في الساعة، وقد أكد المركز الوطني للأعاصير يوم الأربعاء أن المياه ستغمر المناطق وستعرض حياة السكان للخطر، خاصة وأنها ستتجه من السواحل إلى المناطق الداخلية خلال 36 ساعة المقبلة.

 

اقرأ أيضا: 75 قتيلا في اليابان جراء الأمطار الغزيرة والسيول


وأردف الموقع أنه من المتوقع أن تتباطأ سرعة إعصار فلورنس فوق كل من ولايتي كارولاينا وفيرجينيا، وهذا ما سينتج عنه وصول مجموع مياه الأمطار إلى 40 بوصة، ومن المتوقع أن يكون هذا النوع من الأعاصير البطيئة، على غرار إعصار هارفي الذي أغرق مساحات كبيرة من مدينة هيوستن وتكساس وساحل الخليج الأمريكي السنة الماضية، أكثر خطورة عند استمراره لفترة طويلة، خاصة عندما يكون مصحوبا بالأمطار، وقد أصبح هذا النوع من الأعاصير متواترا بكثرة.


والجدير بالذكر أن أبحاثا حديثة أجرتها الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، كشفت أن العواصف قد تباطأت بمعدل 10 بالمئة بين سنة 1949 وسنة 2016.


وذكر الموقع وجود ثلاثة أعاصير أخرى تتحرك في المحيط الأطلسي، وحسب الأرقام التي تحيل إلى تحركاتهم صباح اليوم، تراجعت قوة العاصفة الاستوائية "إسحاق" في الساعات الأولى من الصباح، حيث كانت تقدر سرعتها بحوالي 170 ميلا شرق جزيرة دومينيكا في الساعة الثانية صباحا مع سرعة رياح متواصلة تبلغ حوالي 45 ميلا في الساعة، وقد بلغت سرعة إعصار هيلين 80 ميلا في الساعة، بينما قدرت سرعة رياح العاصفة شبه الاستوائية جويس بنحو 45 ميلا.


وفي الختام، أشار الموقع إلى أن العاصفة الاستوائية أوليفيا تتجه نحو جزيرة لاناي الواقعة في مدينة هاواي، وتتحرك نحو الغرب بسرعة رياح تصل إلى 45 ميلا في الساعة، وقد أكد المركز الوطني للأعاصير أن ارتفاع الأمواج سيستمر بشكل خطير خلال الليل في جزر هاواي الرئيسية.