ملفات وتقارير

تقرير خارجية أمريكا عن الإرهاب يهاجم الأزمة الخليجية مع قطر

أورد التقرير أن هجمات الجماعات المسلحة المتطرفة ترجعت خلال 2017- أ ف ب

نشرت وزارة الخارجية الأمريكية تقريرها السنوي عن الإرهاب لعام 2017، متحدثة عن تراجع في الهجمات الإرهابية، وتراجع تنظيمي الدولة والقاعدة، مشيرة إلى تأثير الأزمة الخليجية على مكافحة الإرهاب.

وأشار تقرير الوزارة التي ترجمت "عربي21" أهم ما جاء فيها، إلى أن الأزمة الخليجية كان لها تأثير سلبي على التعاون في مكافحة الإرهاب.

ولفتت الوزارة إلى دور قطر في مكافحة الإرهاب، وأن أمريكا كانت قد وقعت مع الدوحة مذكرة تفاهم لمكافحة الإرهاب، وزيادة التعاون الثنائي بهذا الخصوص في تموز/ يوليو 2017.

وأوضحت أنه في مذكرة التفاهم، وضعت قطر والولايات المتحدة وسائل مقبولة للطرفين لزيادة تبادل المعلومات، وتعطيل تدفق تمويل الإرهاب، وتكثيف أنشطة مكافحة الإرهاب. 

وفي 8 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، كان هناك حوار بين الولايات المتحدة وقطر لمكافحة الإرهاب، أكدت فيه الدولتان التقدم الكبير في تنفيذ مذكرة التفاهم، والالتزام بتوسيع التعاون الثنائي لمكافحة الإرهاب. 

ووصف تقرير الوزارة الخارجية الأمريكية قطر بأنها "دولة مشاركة نشيطة في التحالف العالمي لهزيمة تنيظم الدولة، وأنها تنشط في جميع مجموعات العمل التابعة للتحالف الدولي ضد داعش". 

وأكد تقريرها أيضا "الدعم الكبير الذي قدمته قطر في تسهيل العمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة". 

وأشارت إلى أن قطر تستضيف ما يقرب من 10 آلاف من الجنود الأمريكيين في منشأتين عسكريتين مهمتين لجهود التحالف. 


ووصف تقرير الوزارة اتهامات دول المقاطعة لقطر بما يتصل بتمويل الإرهاب، بأنها "مزاعم". وقالت الوزارة إن الأمر تم بشكل غير متوقع من قطع للعلاقات الدبلوماسية للسعودية والإمارات والبحرين مع قطر.

ولفت إلى التشريعات والقوانين وما يتصل بأمن الحدود القطرية، وكيف أنها عدلتها بما يتناسب مع مكافحة الإرهاب.

وأشار إلى أن قطر تحتفظ بلجنة وطنية لمكافحة الإرهاب (NATC) تضم ممثلين من أكثر من 10 وكالات حكومية. 

ويكلف المجلس الوطني للإحصاء بصياغة سياسة مكافحة الإرهاب في قطر، وضمان التنسيق بين الوكالات، والوفاء بالتزامات قطر بمكافحة الإرهاب بموجب الاتفاقيات الدولية، والمشاركة في المؤتمرات متعددة الأطراف بشأن الإرهاب، وفق تقرير الخارجية الأمريكية. 

وقال إن المسؤولين الأمريكيين التقوا بانتظام مع رئيس لجنة الاتصالات الوطنية القطرية لمناقشة تنفيذ مذكرة التفاهم لمكافحة الإرهاب والتعاون الشامل لمكافحة الإرهاب.

ونتيجة لمذكرة التفاهم الخاصة بمكافحة الإرهاب، زادت الولايات المتحدة وقطر بشكل كبير من تبادل المعلومات، بما في ذلك هويات الإرهابيين المعروفين والمشتبه بهم. كما أنه ازداد تبادل المعلومات بما يتصل بأمن الطيران مع الموافقة على البروتوكولات الجديدة وإقرارها. 

وأشار تقرير وزارة الخارجية الأمريكية إلى أنه في حزيران/ يونيو من العام ذاته، "طردت قطر ستة أعضاء من حماس، من ضمنهم صالح العاروري، أحد مؤسسي كتائب عز الدين القسام، الذي اتهمته إسرائيل في الماضي بـ التآمر لشن هجمات في الضفة الغربية".

وذكرت الوزارة أمثلة كثيرة على مجهودات قطر في وقف تمويل الإرهاب في الرابط التالي:

 

اضغط هنا

وأشارت إلى أن قطر تشارك بشكل نشط في الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، بما يخص أنشطة مكافحة الإرهاب. وقطر هي أيضاً عضو مؤسس في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب. وكانت قطر نشطة في أنشطة دول مجلس التعاون الخليجي، لكن النزاع الخليجي الذي اندلع جمد معظم التعاقدات على نطاق دول مجلس التعاون الخليجي. 

وفي كانون الأول/ ديسمبر، شاركت قطر في رعاية قرار مجلس الأمن رقم 2396 بشأن إعادة المقاتلين الإرهابيين الأجانب، وإعادة توطينهم.


إيران والإرهاب

وذكر التقرير أن إيران ظلت "أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم" في 2017، إذ استخدمت قوات الحرس الثوري وجماعة حزب الله اللبنانية للقيام "بأنشطة مرتبطة بالإرهاب ومزعزعة للاستقرار".

وقال: "استمرت مجموعات إرهابية عدة في العمل طوال العام في لبنان، وعلى الأخص حزب الله. ظلت المجموعة الإرهابية هي المنظمة الإرهابية الأكثر قدرة في لبنان، حيث تسيطر على المناطق في جميع أنحاء البلاد".

وأضاف التقرير: "ظل وجود حزب الله في لبنان وسوريا يشكل تهديدا لإسرائيل طوال العام". 

وأورد: "بقيت إيران الدولة الراعية للإرهاب في جميع أنحاء العالم، من خلال قوات الحرس الثوري- فيلق القدس، ووزارة الاستخبارات والأمن التابعين لها، وحزب الله بالوكالة عن طهران، التي ظلت تشكل تهديدا كبيرا لاستقرار لبنان والمنطقة بشكل أوسع".

 

السعودية وابن سلمان

وفيما يخص السعودية، ودورها في مكافحة الإرهاب، قالت الخارجية الأمريكية، إن المملكة واصلت الحفاظ على جهود قوية مع أمريكا لمكافحة الإرهاب، ودعمت تعزيز التعاون الثنائي لضمان سلامة كل من المواطنين الأمريكيين والسعوديين داخل الأراضي السعودية وخارجها. 

وامتدح التقرير ولي العهد السعودي ووزير الدفاع محمد بن سلمان، قائلة إنه قد قام في 24 تشرين الأول/ أكتوبر بإعادة المملكة العربية السعودية إلى دائرة بلدان "الإسلام المعتدل". 

وقالت: "ظلت المملكة العربية السعودية عضوا رئيسا ومشاركا نشطا في جهود التحالف الدولي لهزيمة داعش".

وامتدحت الخارجية الأمريكية الاعتقالات المثيرة للانتقادات الحقوقية بحق النشطاء والعلماء في السعودية، وقال: "حافظت المملكة العربية السعودية على مستوى عالٍ من عمليات مكافحة الإرهاب، وقامت بعدد من عمليات الاعتقال التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة" بحق من أسمتهم "المشتبه بأنهم إرهابيون"، وعطلت الخلايا الإرهابية النشطة في جميع أنحاء المملكة.

وامتدحت كذلك توجه حكومة المملكة العربية السعودية والسلطات المحلية لفرض عقوبات مالية على الأفراد والكيانات التي تقدم الدعم أو التصرف نيابة عن حزب الله. 

ولقيت زيارات السعودية والفاتيكان فرحة لدى الخارجية الأمريكية، فقط أشارت إلى أن تواصل كبار المسؤولين السعوديين مع الفاتيكان ولقاء البابا فرنسيس في 20 أيلول/ سبتمبر، كان محاولة لزرع صورة تسامح أكبر مع أتباع الديانات الأخرى. 

وامتدحت أيضا مواصلة الحكومة السعودية تحديث المناهج التعليمية، بما في ذلك مراجعة الكتب المدرسية للقضاء على ما وصفته "التعاليم التي قد تشجع عدم التسامح مع الشعوب والأديان الأخرى". 

ولكنها قالت: "في حين تقول الحكومة السعودية إن هناك تقدم في تغيير المناهج الدراسية، إلا أن بعض الكتب المدرسية لا تزال تحوي التعاليم التي تعزز التعصب"، وفق قولها. 

واحتفت الخارجية الأمريكية بتقييد السلطات السعودية لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتشديد الرقابة على المؤسسات الخيرية الإسلامية، وتقييد قدرة رجال الدين السعوديين على السفر إلى الخارج من أجل الدعوة، دون الحصول أولا على إذن من الحكومة السعودية. 

وكررت الحكومة السعودية القيود القائمة على محتوى خطب الأئمة السعوديين، والأنشطة الخيرية، والمظاهر الإعلامية في الوطن، بحسب تقرير الوزارة.

 

تراجع الهجمات

وحذرت وزارة الخارجية الأمريكية من أن تنظيمي الدولة والقاعدة وأتباعهما تمكنوا من التأقلم مع خسائرهم، بانتهاج أسلوب التفرق الأمر الذي جعل التحرك العسكري ضدهم أكثر صعوبة بعد أن قطعت الولايات المتحدة وشركاؤها شوطا كبيرا ضد ما أسمتها بـ"الجماعات الإسلامية المسلحة" العام الماضي.

وأكدت الخارجية الأمريكية أن "هجمات المتشددين تراجعت على مستوى العالم بنسبة 23 في المئة خلال 2017 مقارنة بعام 2016 بينما تراجعت نسبة القتلى بنحو 27 في المئة".

وقال ناثان سيلز منسق الولايات المتحدة لشؤون مكافحة الإرهاب، الذي أصدر مكتبه التقرير بتفويض من الكونغرس، إن الانخفاض سببه بشكل أساسي تراجع هجمات المتطرفين في العراق بشكل جذري.

وذكر التقرير أن الولايات المتحدة وشركاءها زادوا الضغط على تنظيم القاعدة لمنع صعوده مرة أخرى.

وأضاف التقرير أن تلك الجماعات "أصبحت أكثر تشرذما وسرية واستخدمت الإنترنت لإلهام أتباعها لتنفيذ هجمات، ونتيجة لذلك فقد أصبحت أقل عرضة لتحرك عسكري تقليدي".

 

دول أخرى 

والدول الأخرى التي تتهمها واشنطن بدعم الإرهاب هي أيضا سوريا والسودان ومنذ العام الماضي كوريا الشمالية.

وقالت إنه في مصر، "واصل تنظيم داعش حملته الإرهابية في سيناء من خلال منتسبيه. وفي 24 تشرين الثاني/ نوفمبر، قام إرهابيون مشتبه بهم من داعش بتنفيذ أكثر الهجمات الإرهابية فتكاً في تاريخ مصر عندما هاجموا مسجداً في قرية الروضة في شمال سيناء، ما أسفر عن مقتل 312 شخصاً".

وتم تخفيض وجود تنظيم الدولة وقدراته في المغرب بشكل كبير في عام 2017، من قبل الولايات المتحدة. 

وفي اليمن، استمر النزاع المستمر بين الحكومة اليمنية والقوات الحوثية في خلق فراغ أمني لـ"القاعدة في شبه الجزيرة العربية" وفرع تنظيم الدولة في اليمن. 

واستخدم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية روابطه القبلية للاستمرار في التجنيد، والقيام بالهجمات، والعمل في مناطق في جنوب ووسط اليمن مع إفلات نسبي من العقاب، على الرغم من أن عمليات مكافحة الإرهاب قضت على القادة الرئيسين، وفق تقرير الخارجية الأمريكية. 

وفي بلاد المشرق، ظل كل من الأردن ولبنان ملتزمين بالتحالف الدولي لهزيمة تنظيم الدولة. وأحبطت قوات الأمن الأردنية عدة مؤامرات واعتقلت العديد من الإرهابيين في عام 2017؛ وقامت القوات المسلحة اللبنانية بطرد مقاتلي داعش على طول الحدود اللبنانية السورية قرب عرسال.