علوم وتكنولوجيا

هذا ما اكتشفته "ناسا" على سطح كوكب سيريس

يتكون كوكب سيريس من الصخور والجليد وقد تشكل بجوار الكواكب التابعة لنظام الشمسي قبل نحو 4.5 مليار سنة- جيتي

نشرت مجلة "الأتلانتيك" الأمريكية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على اكتشاف الناسا لبركان جليدي يبلغ ارتفاعه 13 ألف متر ويقدر عمره بنحو 200 مليون سنة، يقع على سطح الكوكب القزم "سيريس".

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن البراكين الجليدية قد تبدو مألوفة في أفلام الخيال العلمي، التي تصور مزيجا من الجليد والصخور والأملاح التي تنفجر عبر الشقوق المتواجدة على السطح، وتجمد كل ما يعترض طريقها.

 

لكن هذه الظاهرة في الحقيقة ظاهرة طبيعية ويعتقد العلماء أنها تحدث في مختلف كواكب نظامنا الشمسي.

وذكرت المجلة أن العلماء كانوا خلال السنوات الماضية حائرين بشأن حقيقة تواجد أحد هذه البراكين على كوكب سيريس.

 

ويدور هذا الكوكب على بعد أكثر من 200 مليون ميل من الشمس بين كوكبي المريخ والمشتري، ويعد أكبر كتلة في حزام الكويكبات.

 

ويتكون كوكب سيريس من الصخور والجليد وقد تشكل بجوار الكواكب التابعة لنظام الشمسي قبل نحو 4.5 مليارات سنة.

ولسنوات عديدة، توقع العلماء أنه من الممكن أن تنفجر في الكوكب القزم براكين جليدية أو براكين باردة.

 

وفي تفسيرها لهذه الظاهرة، قالت العالمة في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا، روزالي لوبيز، إنه "إذا كان جبل فيزوف جبلا بركانيا باردا، لكانت حممه قد جمدت سكان مدينة بومبي".

وأوردت المجلة أن ناسا أطلقت مهمة سنة 2007 استمرت لسنوات من أجل استكشاف حزام الكويكبات. وسنة 2015، عندما وصل المسبار الفضائي داون إلى كوكب سيريس، قام بالتقاط صور عالية الدقة للكوكب القزم، وقد كشفت الصور عن سطح مغطى بالفوهات.

 

اقرا أيضا : نفايات فضائية تتسبب بثقب في محطة الفضاء الدولية

 

وبالقرب من خط الإستواء، اكتشف العلماء وجود قمة جبلية واحدة يبلغ ارتفاعها حوالي 13 ألف قدم. وتمثل هذه الخطوة أول اكتشافاتهم للبراكين الجليدية على هذا الكوكب، الذي أطلقوا عليه اسم "أهونا مونس" ويقدر عمره بحوالي 200 مليون سنة، وهو قديم بما فيه الكفاية ليتوقف عن الثوران.

وأشارت المجلة إلى أن مايكل سوري، وهو عالم في مختبر الأقمار والكواكب التابع لجامعة أريزونا، يشك في وجود براكين جليدية أخرى على كوكب سيريس، ويعتقد أنها قد اندثرت بسبب عملية طبيعية.

 

وتعرف هذه العملية بفترة الخمود، وهي ظاهرة جديدة مختلفة عن بقية الظواهر الجيولوجية، وهي في الأساس عبارة عن كتلة من مادة معينة يمكن أن تتداعى بسبب وزنها وتحيط بها من الخارج رواسب طينية.

وفي بيان صحفي، أوضح سوري أن الصخور لا تفعل ذلك تحت تأثير درجات الحرارة العادية أو في أطر زمنية معينة على عكس الجليد.

 

وفي نهاية المطاف، يعمل الجليد الذي يلفظه البركان على تسوية التضاريس المحيطة به مع الأرض، كما تساعد هذه التأثيرات النيزكية على تحطيم القمم.

وذكرت المجلة أن سوري وزملاءه استعانوا بنماذج حاسوبية لمحاكاة تضاريس كوكب سيريس على مدار مئات الملايين من السنين، وقد قاموا بإدراج البراكين الجليدية ضمن هذه التضاريس.

 

وتجدر الإشارة إلى أن هذه البراكين المتواجدة على قطبي هذا الكوكب القزم تظل متجمدة عندما تكون درجات الحرارة منخفضة.

 

أما بالقرب من خط الاستواء، حيث يكون الجو دافئا، تفرغ البراكين حممها وتصبح أكثر استدارة حتى تستوي مع الأرض.

 

اقرأ أيضا :  منازل "ثلاثية الأبعاد" للعيش على سطح المريخ (صور)


ولتعزيز فرضياتهم، احتاج الباحثون إلى بيانات حقيقية واتجهوا إلى مسبار وكالة ناسا "داون". واستخدم سوري وفريقه الملاحظات الطبوغرافية من المسبار للبحث عن التضاريس المتواجدة على الأسطح التي تطابق نماذجهم. وقد وجد العلماء 22 جبلا بما في ذلك "أهونا مونس"، وهو ما يتوافق مع تنبؤات المحاكاة الخاصة بهم.

 

وقد تنبأ العلماء بأن التضاريس تعود إلى مئات الملايين من السنين، وأن سيريس ينتج بركانا جليديا جديدا مرة كل 50 مليون سنة تقريبا.

وأفادت المجلة بأن الآلية التي تعمل على تحفيز البراكين الجليدية على كوكب سيريس لا تزال لغزا. ومن جهته، قال حنا سيزمور، وهو عالم في معهد علوم الكواكب وأحد مؤلفي هذه الدراسة، إن الأدلة على وجود البراكين الباردة على كوكب سيريس وغيرها من الأجسام الحاملة للجليد في النظام الشمسي متواجدة بكثرة.

وقد لاحظ العلماء في السابق وجود أدلة تثبت أن البراكين الجليدية موجودة على قمر المشتري أوروبا، وأقمار زحل إنسيلادوس وتيتان، وقمر نبتون ترايتون، وحتى بلوتو.

 

وفي حالة القمرين أوروبا وإنسيلادوس، تشير الملاحظات إلى أن هذه الأقمار تخفي محيطات ضخمة تحت سطحها الخارجي الجليدي، الذي من الممكن أن يكون قادرا على الحفاظ على الحياة الميكروبية.

وفي الختام، نقلت المجلة أن سيزمور أكد وجود العديد من المناقشات حول وجود براكين على الكواكب الجليدية.

 

وعلى الرغم من عدم وجود تشابه واضح بين ما يحدث للبراكين على كل من سطح سيريس والأرض، إلا أن سيزمور أكد أن هناك العديد من الحالات التي تشبه إلى حد ما البراكين الباردة.