سياسة عربية

منظمة: الرواية السعودية "كاذبة" وهدفها حماية ولي العهد

استهجنت تواصل واشنطن بولي العهد السعودي على الرغم من أنه المشتبه الرئيس في قتل خاشقجي- (الأناضول)

رفضت "المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا" الرواية السعودية لمقتل الكاتب والإعلامي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول قبل ثمانية عشر يوما، ووصفتها بأنها "رواية هزلية".

وأشارت المنظمة في بيان لها اليوم السبت، أرسلت نسخة منه لـ"عربي21"، إلى أن إقرار السعودية الرسمي بمقتل خاشقجي داخل قنصليتها في إسطنبول بعد شجار جرى بينه وبين بعض موظفي البعثة الدبلوماسية، جاء بعد مكالمة هاتفية بين الرئيس أردوغان والملك سلمان تبعها أوامر ملكية بإقالة عدد من الضباط وتكليف المشتبه به الرئيس في عملية القتل محمد بن سلمان بتشكيل لجنة وزارية لإعادة هيكلة جهاز المخابرات.

 

لا يمكن قبولها


وقالت المنظمة: "إن هذه الرواية لا يمكن القبول بها لأن كل الأدلة تشير إلى أن عملية القتل تمت عن سابق إصرار وترصد، وأن المشتبه بهم مقربون من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وأن عملية بهذا الحجم لا يمكن أن تتم بدون علم وتوجيه من محمد بن سلمان.".

وأكد بيان المنظمة، أن "كذب الرواية السعودية يظهر من خلال تضاربها مع سير التحقيقات التركية التي أفادت بشكل غير رسمي بأن الأشخاص الخمسة عشر هم عبارة عن فرقة اغتيال مجهزة ومعهم طبيب أجهزوا على خاشقجي خلال دقائق وقاموا بإخفاء جثته".

ورأى بيان المنظمة "أن ما تؤكده الرواية السعودية هي وفاة الصحفي خاشقجي لكنها أخرجت بشكل كاذب لحماية ولي العهد السعودي".


وقال البيان: "هذا يبرز أن حياة البشر وحريتهم لا قيمة لها لدى حكام السعودية وإنما المهم حماية هذا الفرد من الأسرة المالكة حتى لو اقتضى الأمر التضحية بأكبر عدد من الناس".

 

العالم ينتظر الرواية التركية

ودعت المنظمة المدعي العام التركي إلى إعلان نتائج التحقيقات التي توصلوا لها بشكل مهني وبعيدا عن أي تجاذبات سياسية، مؤكدة أن العالم أجمع ينتظر كشف الحقيقة كاملة.

وطالبت المنظمة مدعي عام الجمهورية التركية بتعميم مذكرة قبض دولية بحق المشتبه بهم والشروع في إجراءات طلب استردادهم من الحكومة السعودية للتحقيق معهم بعيدا عن أي ضغوطات يتعرضون لها في المملكه العربية السعودية.

واستهجنت المنظمة الاتصالات التي تجريها الإدارة الأمريكية مع ولي العهد السعودي حول القضية على الرغم من تراكم الأدلة على أنه المشتبه الرئيس في قتل خاشقجي.


وأدانت المنظمة موقف الرئيس الأمريكي، وقالت إنه "يصر على تقديم صفقات السلاح والمصالح المادية على القيم والعدالة على الرغم من كافة الأدلة التي تشير إلى تورط رأس الهرم في النظام السعودي في هذه الجريمة".

وأكدت المنظمة أنها تعتبر كل من يحاول تبرئة الفاعلين الرئيسيين من هذه الجريمة شريكا في هذه الجريمة، داعية المجتمع الدولي إلى أن يقف بحزم في مواجهة أي محاولة لتعطيل سير التحقيقات والعدالة، وفق البيان.

واعترفت السلطات السعودية في ساعة متأخرة من ليل أمس الجمعة بشكل رسمي، بمقتل الكاتب والإعلامي السعودي جمال خاشقجي إثر "شجار" داخل قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول، وذلك بعد 18 يوما على واقعة اختفائه.

وعلى خلفية الواقعة، أعفى العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، مسؤولين بارزين بينهم نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي سعود بن عبدالله القحطاني، وتشكيل لجنة برئاسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة.