ملفات وتقارير

سلامة يشدد من شرم الشيخ على حكومة ليبية واحدة.. لمن رسالته؟

سلامة قال إن المشكلة في ليبيا تكمن في توزيع العائدات النفطية- جيتي

طرحت تصريحات المبعوث الأممي، غسان سلامة حول وجود صراع ثروات في ليبيا وليس صراع "أيدلوجيات"، تساؤلات حول رسالته ودلالة المكان كون كلامه صدر خلال مشاركته في مؤتمر الشباب المنعقد في مدينة شرم الشيخ، وفي حضور السيسي.

وأكد "سلامة" أن "المشكلة في ليبيا تكمن في توزيع العائدات النفطية، وأن المعركة هناك أصبحت معركة على الثروات وليس "الإيدلوجيات"، مشددا على ضرورة إيجاد حكومة شرعية واحدة في ليبيا للتعامل مع الجميع بأسرع وقت ممكن".

انتخابات في أقرب فرصة

والتقى سلامة خلال تواجده في مؤتمر "شرم الشيخ" بوزير الخارجية المصري، سامح شكري لمناقشة المستجدات على الساحة الليبية، وبحث سبل التوصل لحل دائم ومستدام للأزمة.

من جانبه، شدد "شكري" على ضرورة التوصل إلى صيغة شاملة من صنع الليبيين أنفسهم تحقق الاستقرار السياسي والأمني والإنساني في ليبيا، وإجراء الانتخابات في أقرب فرصة، وفق المتحدث باسم الخارجية المصرية.

 

اقرأ أيضا: هل طالبت "الوفاق" بسحب ملف توحيد الجيش الليبي من القاهرة؟

وأثارت تصريحات "سلامة" من شرم الشيخ، عدة تساؤلات، من قبيل: ما دلالة تأكيده على حكومة شرعية واحدة في ليبيا؟ وهل الأمر يحمل رسالة للنظام المصري بالانفتاح على الجميع وليس دعم طرف وحيد؟.

"ثورة مضادة" وليست ثروات

من جهته، قال المدون والناشط الليبي، عبدالقادر القنين إن "تصريحات "سلامة" غير دقيقة، فالصراع في ليبيا ينحصر بين ثورة "فبراير" وبين الثورة والمؤامرة المضادة بقيادة دول اقليمية، ومع شراسة المؤامرة وضراوتها وتحكمها المؤقت في بعض المناطق والمناصب، إلا أن ثورة ليبيا لا زالت تقاوم".

وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "السيسي الذي قال "ٍلامة" أمامه هذا الكلام، هو من أكبر المعرقلين للعملية السياسية في ليبيا والسبب الرئيسي في عدم استقرارها، ولهذا استمرار العملية السياسية يعتبر انتصار للثورة الليبية التي يريدون إجهاضها"، حسب تعبيره.

قوة "مصر"

ورأى عضو حزب "العدالة والبناء" الليبي، إبراهيم الأصيفر أن "البعثة الأممية أصبحت قلقة جدا من تردي الوضع الاقتصادي في ليبيا نتيجة النهب والجشع، لذا تسعى إلى تحقيق الاستقرار عبر توحيد المؤسسات ومنها حكومة واحدة يمكنها ضبط الأداء".

وأوضح لـ"عربي21" أن "دلالة هذه التصريحات في القاهرة هي رسالة من "سلامة" للسلطات المصرية بأن المجتمع الدولي عازم على حل سياسي للأزمة الليبية بعيدا عن الحل العسكري، كما يدل ذلك على أن القيادة السياسية في مصر لها دور كبير ومحوري في الملف الليبي، كونها تميل لطرف واحد"، وفق رأيه.

صراع "ثروات" فعلا


وأشار المحلل السياسي الليبي، خالد الغول إلى أن "كلام "سلامة" عن معركة الثروات هو كلام صحيح وهام، وهذه معركة واضحة كون التشريعات هنا تصدر لمصلحة طائفة من رجال الأعمال، وربما يريد المبعوث الأممي التأكيد على ضرورة توزيع عادل للدخل الناتج عن بيع النفط الليبي".

 

اقرأ أيضا: "الأعلى الليبي" يرفض تصريح سلامة.. لا نعرقل الاتفاق السياسي

وبخصوص دلالة التصريحات الآن ومن القاهرة، قال الغول: "هي رسالة لمصر وغيرها بأهمية تطبيق الاتفاق السياسي كما هو، كون مصر تريد تثبيت طرف واحد من جهتها، وكلام "سلامة" وإن لم يكن صريح اللفظ، إلا أنه يقول "لا لوجود حكومتين فهذا مخالف للإتفاق السياسي، كما قال لـ"عربي21".

وقال الصحفي الليبي، عبدالله الكبير إن "الصراع هو حول من يحكم، وصحيح أن الصراع الإيديولوجي تراجع كثيرا، وكلام "سلامة" حمل عدة رسائل لعدة أطراف إقليمية منخرطة في الصراع الليبي من بينها مصر بالطبع".

وتابع في تصريحه لـ"عربي21": "ولهذا شدد المبعوث الأممي أنه لا حل إلا بتشكيل حكومة واحدة تضم كل أطراف الصراع، وأن محاولة دعم طرف واحد والسعي لتمكينه لن تساعد على الحل"، حسب كلامه.