ملفات وتقارير

على خطى الجيش والداخلية.. هل تستغل الأحزاب حاجة المصريين؟

أسعار البطاطا والطماطم ارتفعت بشكل كبير في مصر- جيتي

على خطى الجيش والداخلية المصرية في إقامة شوادر لبيع الخضروات والفاكهة، ومنافذ ثابتة ومتحركة للمواد الغذائية بسعر مخفض للمواطنين، أقامت بعض الأحزاب السياسية منافذ وشوادر مماثلة، كان آخرها حزب النور السلفي.
 
وتعد هذه المرة الأولى التي تقوم فيها أحزاب سياسية في مصر بإقامة منافذ لبيع الخضروات والفواكه، وبعض أنواع الأجبان ومنتجات الألبان والبيض والبقوليات والمكرونة والأرز، وكانت تقتصر فيما مضى على توزيع بعض اللحوم والسلع التموينية على الناخبين قبيل الانتخابات البرلمانية الماضية.

وتشهد الأسواق المصرية ارتفاعات كبيرة في السلع والمواد الغذائية تارة، واختفائها تارة أخرى، منذ قرار تعويم الجنيه في تشرين أول/ نوفمبر 2016، وتراجع قيمة الجنيه، والتسبب في خسائر حادة، وزيادة معاناة المواطنين بشكل مستمر.
 
واتهم سياسيون ومواطنون، في تصريحات لـ"عربي21"، الأحزاب بالتخلي عن دورها الحقيقي في تقديم الوعي السياسي، وتسليط الضوء على مشاكل الناس ودفع الأجهزة التنفيذية للتعامل معها وحلها، لا القيام بإقامة (بقالات وشوادر) للناس.

 

 
وأكدوا أن أفعال الأحزاب لا تخلو من الدعاية السياسية، واستغلال حاجة البسطاء، من أجل ذود غضب المواطنين وسخطهم من واقع الغلاء عن النظام الحاكم في مصر، وتقديم مسكنات للأزمات لا حلول ناجعة يمكن الاعتماد عليها.
 
مجاراة النظام

 

وقطع السياسي المصري، نائب رئيس حزب غد الثورة السابق، محمد محيي الدين، بأن مثل هذه الأعمال ليست من أعمال الأحزاب واختصاصها، وتشوبها الدعاية الانتخابية وغير دائمة، قائلا: "قطعا ليس دور الأحزاب حل أزمات الأسواق، وارتفاع ثمن السلع؛ لأنه دور أصيل للدولة وأجهزتها التنفيذية".

وأضاف لـ"عربي21" أن "دور الأحزاب هنا هو تسليط الدور سياسيا على هذه المشاكل، واقتراح حلول على الدولة؛ لدفعها لحل أي تأزم من شأنه زيادة معاناة الناس، وحمايتهم من الغلاء أو الاستغلال بكافة صوره وأسبابه".
 
وأكد أن "ما قام به بعض الأحزاب مثل مستقبل وطن والنور من عمل سرادقات، أو تسيير مركبات لتبيع البطاطس، وغيرها من الخضر والفواكه، هو ذاته ما يقوم به البعض من تدليل لأبنائهم بدلا من تقويمهم وتوجيههم، فهي أعمال غير دائمة أو مستمرة".

ورأى محي الدين أن ما يحدث "هو عند عموم المواطنين بات مصنفا بأنه ركوب على موجة القيادة السياسية، ولم يعد يصنف كرغبة في حل أزمة. وأخيرا أتساءل: ما الفارق بين ما يتم وما كان يتم اتهام (جماعة) الإخوان به من قبل، وكان أحد أسباب خلعهم من السلطة؟".


 
مساعدة الدولة والمواطن

 

من ناحيته، نفى النائب بالبرلمان عن حزب النور بمحافظة البحيرة، خالد عبدالمولى، إقامة الحزب لمثل تلك المنافذ من أجل الدعاية، وأكد أنها تأتي لمساعدة الناس في وقت الأزمات التي نظهر من وقت لآخر، وعمل لا بأس به.
 
وقال لـ"عربي21": "ليس من المنصف تسييس الأمر؛ لأن أبعاده اجتماعية وليست سياسية، وتتمثل في الوقوف مع الدولة في برامجها الاجتماعية في مساعدة الفقراء، وذوي الاحتياجات الخاصة، والأرامل واليتامى، والتخفيف عنهم"، مضيفا أن "مما لا شك فيه أن ما نقوم به يحض عليه القانون والدستور والشرع، وليس له أي أهداف سياسية مطلقا".

وأكد أن "ردود فعل الناس كانت إيجابية، فأي شخص يتدخل للتخفيف عن المواطنين، سواء كان مجتمعا مدنيا أو أحزابا، فهو شيء محمود، خاصة عندما يتم عرض السلع بسعر التكلفة، ولا يتحمل المواطن أي أسعار زيادة، أو غلاء".
 
وعند سؤاله إذا كانت هي كذلك لمساعدة الناس، لماذا يقوم الحزب بتعليق اللافتات الخاصة به، سواء شعار الحزب، أو أسماء نواب المنطقة المشاركين، ما يشوب الأمر شبه رياء دينيا ورشوة سياسيا؟ أجاب النائب عن حزب النور أنه "متفق مع هذه الملحوظة، ولكن هي السياسة، وكل ما نسعى له أن تعمل الأحزاب على خدمة المواطنين، وفي نهاية المطاف فإن ذلك يصب في مصلحة الوطن".
 
حلول مؤقتة

واعترض صاحب شادر لبيع الخضروات والفاكهة، في أحد أحياء محافظة الجيزة، يدعى أبو عبدالله، على ممارسات تلك الأحزاب، قائلا: "إذا كانت تلك الشوادر لبيع نوع أو صنف واحد به نقص لا مانع، ولكن ما يحدث أنها تبيع كل شيء، وبسعر أقل، ويتسبب لنا في خسائر كبيرة، خاصة إذا كانت إلى جانب بعض الشوادر الخاصة بالبائعين".

 

اقرأ أيضا: هكذا تبدلت أحوال المصريين بعد عامين من "تعويم الجنيه"