سياسة عربية

رئيس حكومة المغرب الأسبق: دعوة الملك للحوار انتصار للجزائر

اليوسفي وصديقه المقرب وزير الخارجية الجزائري الأسبق لخضر الإبراهيمي ـ فيسبوك

دعا رئيس الحكومة المغربية الأسبق، عبد الرحمن اليوسفي، الجزائر إلى التفاعل الإيجابي مع دعوة ملك المغرب لحل الخلاف بين الجانبين، معتبرا التجاوب مع الدعوة "انتصارا جماعيا للمغاربة والجزائريين".


ويعد عبد الرحمن اليوسفي، أحد القادة التاريخيين "جيش تحرير المغرب العربي"، الذي ضم من الجانب المغربي، عبد الكريم الخطيب، حسن صفي الدين وسعيد بونعيلات، فيما ضم في الجانب الجزائري كلا من: أحمد بن بلة (رئيس سابق)، ومحمد بوضياف (رئيس سابق)، محمد خيضر، وحسين آيت أحمد.


جاء ذلك في الرسالة التي وجهها عبد الرحمان اليوسفي إلى قادة الجزائر عقب الخطاب الملكي للمسيرة الخضراء، نشرها الموقع الرسمي قناة "ميدي1 تيفي"، الجمعة 9 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، وقالت القناة إنها حصلت على الرسالة بشكل "حصري".


وقال اليوسفي، إن مقترح ملك المغرب، باب لتحقيق انتصارنا الجماعي كجزائريين ومغاربة، على المستوى ذاته من القيمة والمسؤولية، على كل المعيقات التي تعطل حق شعوبنا في النماء والتكامل والتعاون، وحقها في أن تكون فضاء للأمن والابتكار والمساهمة الإيجابية بشكل مشترك، ضمن أفق للتجاوز بقارتنا الإفريقية، وبكامل غرب عالمنا العربي وغرب المتوسط". 


وزاد: "سعدت بإحالة جلالته على مؤتمر طنجة لأحزابنا المغاربية من الحركات الوطنية ببلداننا الثلاثة تونس والجزائر والمغرب، الذي عقد في نيسان/ أبريل من سنة 1958". 


وأفاد اليوسفي: "أتمنى أن تكون هذه المبادرة، جواب أمل أمام القلق الذي يسكن نخب البلدين من مستقبل المنطقة المجهول". 


وأضاف قائلا، "إنه لا تزال ترن في أذنه كلمات الجزائري، الأخضر الإبراهيمي، القلقة، التي قالها بالرباط، كيف أنه يئسنا كجيل بعد فشلنا في تحقيق حلم المغرب الكبير".


وزاد، أنه "تلقى بغبطة عالية وبارتياح كبير ما جاء في الخطاب الملكي الخاص بدعوة الملك إلى خلق كل الشروط الإيجابية لتحقيق مصالحة تاريخية مع أشقائنا الجزائريين، واقتراحه تكوين لجنة مشتركة لخلق آلية سياسية للحوار، بروح بناءة متوافق عليها بين قيادة البلدين". 


وأوضح "أعدّ، انطلاقا من روح الخطاب، ومن شكله ومبناه، أنه موقف صدق من جلالة الملك، لا مزايدة فيه، ولا غاية منه سوى النظر إلى مشاكلنا العالقة وإيجاد الحلول الناجعة لها، التي نحن جميعا ملزمون بإبداعها، من موقع الأخوة والتاريخ المشترك، بالروح ذاتها التي ميزت التزام بلادنا مع جيل الوطنية والفداء بالجزائر الشقيقة، سواء في الدولة أو في المجتمع".  


وكان العاهل المغربي قد دعا الثلاثاء الماضي في خطاب مباشر، الجزائر إلى حل الخلافات بين الجانبين، وذلك عبر تشكيل لجنة عليا لبحث القضية من مختلف جوانبها.

 

ويعد اليوسفي صديقا لكثير من مؤسسي جبهة التحرير الوطني الجزائرية، التي قادت معركة استقلال الجزائر، ويعد وزير الخارجية الجزائري الأسبق لخضر الإبراهيمي أكثرهم قربا له.