صحافة إسرائيلية

كاتب إسرائيلي: ترامب ونتنياهو متفقان على تبرئة ابن سلمان

برئيل قال إن ترامب ونتنياهو يتبادلان الأدوار ولا يمكن التمييز في مواقفهما- جيتي

قال الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي تسفي برئيل، إن تصريحات ترامب الأخيرة بشأن السعودية ومقتل خاشقجي، كشفت حجم تطابق المواقف بين ترامب وإسرائيل.


وكان ترامب قال في تصريحات له الثلاثاء، إن حفاظه على الحلف القائم مع السعودية يهدف لضمان مصالح أمريكا وإسرائيل والشركاء الإقليميين، وأن إلغاء أمريكا العقود الدفاعية مع السعودية سيفيد روسيا والصين.


ولفت برئيل في مقال له في صحيفة هآرتس ترجمته "عربي21" أن تصريحات ترامب هذه كانت يجب أن تحرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولكنهما (ترامب ونتنياهو)، اعتادا أن يشكل كل منهما دعامة للآخر.


وأضاف: "إسرائيل هي التي استدعت هذا التصريح، وعدم نفيها يؤكد أن نتنياهو هو من طلب من ترامب الاهتمام باستقرار السعودية رغم عملية القتل الفظيعة (..)، وفي كل ما يتعلق بالشرق الأوسط، لا يمكن التمييز بين مواقف إسرائيل والرئيس الأمريكي".
 
وأشار إلى أن أمريكا وإسرائيل ما زالتا تحافظان على علاقات ممتازة مع دول كثيرة متهمة بعمليات قتل وملاحقة حرية الرأي، وفي هذه الصدد قال: "إن ترامب ونتنياهو يتبادلان الأدوار، فمرة نتنياهو يستخدم ترامب كدعامة لسياسته، وفي أخرى ترامب يستخدم نتنياهو لتبرير مواقفه، وهذه المرة جاء دور إسرائيل كي توفر لواشنطن الملجأ من معضلة التصادم مع السعودية".


ولفت الكاتب الإسرائيلي إلى أن ما وصل إليه الـ "سي.آي.إيه" يكشف أن ولي العهد السعودي محمد ابن سلمان ليس على علم فقط بما حصل لخاشقجي، بل هو من أمر بالقتل، وهو الأمر الذي وضع أمام ترامب عبوة ناسفة شديدة، فإن تبني استنتاجات الـ سي.آي.إيه يمكنه تخريب صفقة الـ 110 مليارات دولار المتعلقة بشراء الوسائل القتالية من قبل السعودية، والإضرار بسياسة العقوبات على إيران. وهو ما جعل ترامب يسلم بأن هذا يشكل ثمن باهظ يصعب تحمله مقابل قتل خاشقجي، ولذلك عمد إلى فرض عقوبات على 17 من المسؤولين السعوديين الذي اختارهم بعناية، دون المساس بولي العهد.

وشدد برئيل على أن ترامب يشكك بوكالة الاستخبارات لديه لصالح من أمر بعملية القتل وتساءل: "ماذا لو تم نشر دليل قاطع على أن إبن سلمان هو الذي أمر بالقتل؟ هل ترامب سيتمسك بموقفه قبل الأخير الذي يقول إن من كان متورطا يجب أن يعاقب، بدون صلة بمكانته ووظيفته، أو أنه سيخترع تبرير جديد؟.

ومضى الكاتب يقول: "لا يمكن الفصل بين المملكة السعودية وابن سلمان. فالسعودية هي ابن سلمان. وعندما يعترف ترامب بأنه ربما يكون ابن سلمان علم وربما لا، ولكن لـ سي.آي.إيه ليس لديها معلومات قاطعة، فهو بذلك يرتدي درع إسرائيل الواقي من أجل الدفاع عن نفسه من الانتقاد العالمي، والحفاظ على زبون هام لصناعة السلاح الأمريكية".

وختم برئيل  بقوله، إن إسرائيل تظهر كأنها مستشارة لترامب، فهو انسحب من الاتفاق النووي مع إيران استنادا إلى "مصالح إسرائيل". واعترف بالقدس كعاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها من أجل تحقيق مصالح إسرائيل. وها هو الآن يبرئ ولي العهد السعودي تحت ذريعة الحفاظ على "مصالح إسرائيل".