صحافة دولية

بلومبيرغ: من يحمون ابن سلمان لن يوقفوا التكهنات حول مصيره

ابن سلمان يتعرض لضغوطات دولية بسبب دوره بقضية خاشقجي وحرب اليمن- جيتي

تناولت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، في تقرير لها، الأحد، الشخصيات والجهات التي تقوم بحماية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لا سيما بعد أزمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وتوغل السعودية في الحرب في اليمن.

وأوردت في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أن ابن سلمان مدعوم من والده الملك إلى جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولكن ما قد ينتظر ولي العهد السعودي لا يزال حديث الساعة في الرياض، وفق قولها.

 

وبحسب "بلومبيرغ"، فإن ذهاب ابن سلمان للقمة العشرين سيكون مؤشر ثقة الأمير ابن سلمان حول مصيره.

وأكدت أن الحكام الذين لا يشعرون بالأمان في بلادهم، يتجنبون السفر إلى الخارج. وذكرت قناة العربية السعودية أن الأمير كان في طريقه إلى القمة.


ولفتت الصحيفة إلى أن ابن سلمان يقضي وقتا طويلا بشكل ملحوظ مع والده، أمام الملأ، منذ الإدانة الدولية لقتل خاشقجي في الشهر الماضي. 

في هذه الأثناء ، يقوم ترامب بحماية الأمير. ويتجنب مرارا وتكرارا إلقاء اللائمة عليه بمقتل خاشقجي في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، مشيدا بالمملكة العربية السعودية، بسبب انخفاض حاد في أسعار النفط.

وبوجود هؤلاء الأشخاص الأقوياء في الواجهة، قد يكون من الحكمة القول إن الأمير محمد سيبقى سليما من التداعيات الناجمة عن النقد الوحشي له. 

ومن المؤشرات على ذلك، توجهه بجولة بدأها للإمارات العربية المتحدة، لإجراء محادثات مع حليفه الرئيس، ويبدو أنه من المرجح بشكل متزايد حضور ابن سلمان قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين. لكن لا يزال هناك الكثير من الأمور غير الواضحة، ومصير القائد الشاب لا يزال مجهولا.

وأوردت أنه "من الصعب تحديد كيف ينظر كبار أفراد العائلة المالكة وزعماء القبائل والأجهزة الأمنية إلى الأمير بعد سلسلة من الأفعال الخبيثة في الخارج، وقمعه الناقدين والمعارضين في الداخل".

وقالت: "يمكن أن تكون هناك تداعيات مثل تهميشه من الأمراء المتنافسين، لأنه عزز قبضته على السلطة". 

وأضافت أن "الحكم بالإعدام على خمسة من بين 11 شخصا متهما بقتل خاشقجي قد يقوض الثقة في أجهزة الأمن السعودية، وهي حصن رئيسي ضد المعارضة، بالنسبة للأمير".

 

اقرأ أيضا: نيويوركر: هل يغامر ترامب بدعمه لابن سلمان بمنصبه الرئاسي؟


وتابعت بأنه "قد يكون لدى تركيا أدلة على تورط الأمير بشكل مباشر في قتل خاشقجي، في القنصلية السعودية في إسطنبول، الأمر الذي من شأنه أن يلهب العلاقة مع خصومه في الولايات المتحدة وأوروبا".

ووفقا لكامران بخاري، وهو متخصص في الأمن القومي والسياسة الخارجية في واشنطن، ومعهد التنمية المهنية التابع لجامعة أوتاوا، فإن "القتل، بغض النظر عما إذا كان الأمير محمد أمر به أم لا، كان مغيرا للعبة".

وقال بخاري: "لقد انقلبت حياة ابن سلمان رأسا على عقب"، مضيفا: "بات غير معروف مستقبل ولي العهد، وأصبحت إلى عدم يقين، ما إذا كان سيتمكن من الحكم أم لا. فما حصل سيظل وصمة تلاحقه وتقييده من فعل الكثير".

وكان ولي العهد قام بتسويق نفسه للغرب بصفته ملكا شابا مغرورا كان يسعى إلى تحديث المملكة ومواجهة "التطرف الإسلامي"، وهو الرجل المعروف باسم "MBS" الذي جسّد المملكة العربية السعودية الجديدة.

وجعلته خطته لبيع حصة في شركة النفط العربية السعودية، محبوبا من المصرفيين الدوليين. وفي خضم مجموعة من كبار رجال العائلة المالكة السعوديين، كان من المتوقع أن يقود ولي العهد أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم منذ عقود. لكن الآن، مستقبله أقل أمانا بكثير، وفق تقرير الوكالة.

وعلى الصعيد المحلي، هناك أحاديث حول التذمر الملكي والتكهنات بأن شقيق الملك الأمير أحمد، الذي عاد من لندن قبل بضعة أسابيع، يمكن أن يحل محله.

وتم تجنُّب كبار أفراد العائلة المالكة الآخرين عندما استولى الأمير محمد على الجيش وأمن الدولة ومعظم المؤسسات الاقتصادية في البلاد. وألغي نظام التوافق الذي كان قائما منذ عقود، وهي الخطوة التي من المحتمل أن تسبب استياء بين الأمراء الكبار.

 

اقرأ أيضا: الغارديان: هل يقبض الإنتربول على ابن سلمان بقمة العشرين؟


وقال بخاري: "يجب أن يشعر بالقلق بشأن مستقبله، على الرغم من أنه قام بسجن خصوم محتملين، وقام برشوة أشخاص آخرين، وأكرهوا أفراد الأسرة، فكيف يمكن أن يكون واثقا من أنه عندما تسنح الفرصة ، لن يتواجد آخرون ممن يخططون له خلف الكواليس؟".