سياسة دولية

سويسرا.. رفض حقوقي لمشاركة الإمارات في ندوة عن السلام

انتقدوا إشراك الإمارات في حلقة نقاش عن السلام في جينيف

أثارت دعوة لمشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة في حلقة نقاش تستضيفها مدينة جينيف السويسرية يوم الإثنين المقبل، بعنوان "التعليم من أجل السلام في عالم متعدد الأديان"، بالشراكة بين مركز جينيف الدولي للحوار، ومجلس الكنائس العالمي، موجة من الانتقادات الحقوقية على خلفية علاقة السلطات الإماراتية بانتهاكات حقوق الإنسان في عدد من الدول العربية.
 
فقد دعت منظمات حقوقية سويسرية، مجلس الكنائس العالمي، إلى العدول عن المشاركة في رعاية ندوة دولية عن التعايش والتسامح بين الأديان، تشارك فيها دولة الإمارات العربية المتحدة، واعتبرت ذلك نوعا من المشاركة في تبييض صورة الإمارات في المجتمع الدولي.

 

سمعة سيئة

وأوضح رئيس جمعية ضحايا التعذيب في تونس عبد الناصر نايت لمام في حديث مع "عربي21"، أن "خمس منظمات حقوقية راسلت مجمع الكنائس العالمي وطلبت منه التراجع عن المساهمة في ندوة من بين أهدافها الدفاع عن الإمارات وتبييض صورتها في العالم".

وأشار نايت لمام، إلى أن الرسالة ذكّرت مجلس الكنائس العالمي، بأن "دولة الإمارات العربية المتحدة تشتهر بسمعتها السيئة من حيث الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تؤثر على المواطنين الإماراتيين، وكذلك العمالة الأجنبية المقيمة في البلاد. بالإضافة إلى قيامها بنشر جميع مواردها السياسية والدبلوماسية والعسكرية والمالية لعرقلة مسيرة الشعوب العربية والأفريقية نحو الديمقراطية والتحرر السياسي، من شمال أفريقيا إلى اليمن، بما في ذلك القرن الأفريقي".

وأعرب نايت لمام عن أسفه الشديد إلى أن مجلس الكنائس أطلع مركز جينيف الدولي للحوار الشريك في تنظيم هذه الندوة، والذي قال بأنه مقرب من الإمارات، على فحوى الرسالى، ومكنهم من هاتفه للتواصل معه.

وقال: "لقد تلقيت أمس الأربعاء اتصالا من مدير مركز جينيف الدولي للحوار السفير الجزائري السابق ادريس الجزائري، دعاني فيه لزيارته ولحضور الندوة، ودافع فيه عن استقلاليته، وهذا خطأ كبير ارتكبته إدارة مجلس الكنائس، ولذلك راسلتهم وحملتهم مسؤولية أي مكروه أتعرض له، وأعلمتهم بأنني سأضع السلطات السويسرية في الصورة عبر محام خاص".

وذكر نايت لمام إلى أن المنظمات التي وقعت على الرسالة الموجهة لمجلس الكنائس العالمي، هي: جمعية ضحايا التعذيب في تونس، جنيف، عدالة، منظمة حقوق الإنسان لضحايا الحرب، ليبيا، منظمة التنمية الاجتماعي ، تونس، الطريق السريع، فرنسا، والتحالف الدولي لحقوق الإنسان والتنمية، جنيف.

 

نرفض مشاركة الإمارات


من جهته أكد رئيس جمعية ضحايا التعذيب في الإمارات، ناجي حمدان في حديث مع "عربي21"، أن المنظمات الحقوقية التي راسلت مجلس الكنائس العالمي، كان هدفها وضعه في الصورة حتى لا يكون أداة لتبييض صورة الإمارات في الغرب".

وقال حمدان، وهو واحد من ضحايا التعذيب في الإمارات: "ليست لدينا أي مشكلة مع أي من المنظمات العاملة لحقوق الإنسان في سويسرا، ولكن مشكلتنا هي في إشراك الإمارات في ندوة دولية حقوقية، بينما هي (الإمارات) من أكبر الدول المنتهكة لحقوق الإنسان"، على حد تعبيره.

 

الدليل على من ادعى

وقد اعتبر مدير مركز جينيف الدولي للحوار، السفير الجزائري السابق، ادريس الجزائري، أن "هذه الحملة التي تشنها بعض المنظمات الحقوقية منافية لحرية التعبير، وأنها تسييس لحقوق الإنسان لا غير".

ونفى الجزائري في حديث مع "عربي21"، أي صلة لمركزه بدولة الإمارات العربية المتحدة، وقال: "نحن منظمة اكتسبت الصفة الاستشارية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولم يكن لها أن تحصل على ذلك لولا أنها منظمة محايدة".

وذكر الجزائري، أنه "الندوة ليس فيها ما يشير إلى تبييض صورة الإمارات ولا الدفاع عنها، وأنه وجه الدعوة للإمارات للمشاركة في الندوة، لكن عندما تأخرت في الرد تم اعتماد الندوة من دون مشاركة إماراتية".

وأضاف: "لقد وجهت الدعوة للسفير الإماراتي أيضا للحضور، لكن جوابه تأخر أيضا".

وأشار الجزائري إلى أن "تأسيس مركز الحوار الدولي من طرف مسؤول إماراتي سابق لا يعني تبعيته لدولة الإمارات"، مشيرا إلى أن مسؤولين أمميين كثيرين كانوا يتحملون مسؤوليات حكومية قبل ذلك، ولم يخدش هذا من تلك المنظمات".

وأضاف: "أنا ديبلوماسي جزائري لسنوات طويلة، وقبلها شاركت في حرب التحرير، ولن أقبل بأن أكون مرتزقا لأي دولة تحت أي ظرف"، على حد تعبيره.