حقوق وحريات

أسرة صحفي سوداني تسأل عن مصيره في السعودية

السودان صحفي

ناشدت أسرة الصحفي السوداني، أحمد مدير، وزارة الخارجية السودانية وجهاز الأمن والمخابرات، للتدخل لمعرفة مصير الصحفي الذي جرى توقيفه في مطار الرياض، ولم توجه إليه أي تهمة، ولم يعرف حتى الآن مكان احتجازه.


ويُثير مصير الصحفي أحمد مدير قلقا وسط الصحفيين والحقوقيين في السودان، بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي، والاتهامات الأخيرة الموجهة للسعودية بشأن أوضاع حقوق الإنسان، كما ينتقد تجاهل القضية من قبل الحكومة السودانية، لأسباب سياسية متعلقة بالعلاقة مع المملكة فضلا عن سجل الخرطوم نفسها في انتهاكات الحريات الصحفية.

وأوقف الصحفي السوداني مدير في مطار الرياض، وهو في طريقه إلى الخرطوم، الجمعة 23 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، بعد أن أنهى عمله مع شبكة قنوات المجد السعودية.

وأوضح "التجاني مدير في حديث لـ "عربي21" أن شقيقه تم توقيفه في المطار من قبل أشخاص غير معروفين لديه، ونقل إلى مكان غير معروف، وأشار إلى أن أحد موفدي الأسرة قام بعد أيام بمقابلة مسؤولين في السفارة السودانية، وأبلغهم بالحادثة، ووعدوه "بمتابعة القضية ولم يحدث شيء".

وأضاف: "بعد تأخر الرد قمت بكتابة مذكرة إلى وزارة الخارجية السودانية، وسلمت إلى مدير إدارة القنصلية الذي رد بأن سفارة السودان في الرياض تتابع القضية، ولكن لا يوجد "شيء رسمي"، كما قمنا بتسليم خطاب إلى جهاز الأمن والمخابرات الوطني ولكن دون رد حتى الآن".

وذكر أن شقيقه وصلت أمتعته بالفعل إلى الخرطوم، حيث كان قد أنهى سنوات عديدة في المملكة العربية السعودية، وأنه قبل عودته أقيم له احتفال من قبل العاملين في شبكة المجد بعد اختياره أفضل موظف للعام 2017م.

ووصف تجاني شقيقه، بأنه صاحب مبادرات ومعروف بأعمال الخير، وأن جهده ووقته يبذله لرعاية أسرته وتربية أبنائه. 

والصحفي أحمد مدير تخرج من كلية الإعلام بجامعة أم درمان الإسلامية، وهاجر إلى السعودية والتحق بشبكة قنوات المجد، وقبل أيام من اختفائه كتب على صفحته الشخصية على "فيسبوك" عن إنهاء خدمته في القناة، وودع زملاءه في الشبكة.

وقال شقيقه لـ"عربي 12": "أناشد جهاز الأمن والمخابرات في السودان للمساعدة ولحسم الموضوع، وأناشد الخارجية السودانية للاهتمام وتسريع جهودها لمعرفة مصيره".

من جهتها، وصفت الصحفية السودانية أمل هباني في حديث لـ"عربي 21"، اعتقال أحمد مدير بأنه انتهاك جديد لحقوق مواطن سوداني مقيم في السعودية، واعتبرت بأنه يجئ بعد (اعتقال هشام علي والدفينة وقسم الله ووليد وغيرهم من نشطاء العمل العام المقيمين في السعودية)، مشيرة في هذا الصدد إلى حادثة مشابهة للسلطات المصرية، التي قامت بتسليم الناشط السياسي السوداني المعارض وطالب اللجوء محمد بوشي.

ودعت هباني، الحائزة قبل وقت قصير على جائزة حرية الصحافة الدولية التي تقدمها لجنة حماية الصحفيين بنيويورك، إلى ضرورة أن يقف العالم وبصرامة في مواجهة هذه التحالفات الأمنية الإقليمية المنتهكة والمهددة لسلامة الإنسان وأمنه.

وقالت، "إن هذا الوضع يدخل المنطقة كلها تحت الدائرة الحمراء لانتهاكات حقوق الإنسان وحرية التعبير عبر الصفقات الأمنية التي تقيمها الأجهزة الأمنية فيما بينها"، وذكرت هباني أن "مثل هذه الإجراءات ترفع سقف الانتهاكات في المنطقة وتجعل الحياة الآمنة فيها مستحيلة".

لكن الصحفي السوداني محمد حامد جمعة يستبعد في حديثه لـ"عربي 21" توقيف الصحفي أحمد مدير، بغرض التسليم للسلطات السودانية أو وجود مخالفة في أنظمة الهجرة، واعتبر أن طول مدة الاعتقال تُسقط هذين الاحتمالين.

وانتقد موقف وزارة الخارجية السودانية واتحاد الصحفيين، وأشار إلى أنه في مقابل البيانين الصادرين عن الجهتين بخصوص مقتل خاشقجي، فإن "أدنى مرعيات الأخلاق والذوق تقول إن أحمد المدير أحق ببيان".

وعندما طلبت "عربي 21" تعليقا من اتحاد الصحفيين السودانيين حول قضية أحمد المدير، لم تتلق ردّا حتى اللحظة.

وكان صحفيون وناشطون سودانيون أطلقوا حملات تضامن ومناشدة على صفحات التواصل الاجتماعي باسم الصحفي السوداني أحمد مدير، وأعربوا عن خشيتهم على مصيره.

وفي برنامج شهير على فضائية "سودانية 24"، وجه مقدم الحلقة الطاهر حسن التوم مناشدة إلى السلطات السعودية طمأنة أسرة أحمد مدير، وكشف أسباب الاعتقال ومكانه.