صحافة دولية

ذا أتلانتك: عندما يقيم دم خاشقجي بالدولار الأمريكي

أتلانتك: ضاعف ترامب صفقاته مع السعودية حتى بعد اتهام اين سلمان بقتل خاشقجي- جيتي

في سلسلة من 50 مقالا تنشرها مجلة "ذا أتلانتك"، بمناسبة مرور عامين على رئاسة دونالد ترامب، كتبت كبيرة مراسلي "بي بي سي" الدوليين ليز دوسيت، مقالا في المجلة، تحت عنوان "وضع علامة الدولار على حياة جمال خاشقجي".

وتقول دوسيت في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، إن إدارة الرئيس ترامب ضاعفت من عقود بمليارات الدولارات حتى بعد اتهام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالأمر بقتل الصحافي جمال خاشقجي.

وتقول الكاتبة: "كانت أكثر جرائم العام بشاعة، من قتل وقطع الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول شهر تشرين الأول/ أكتوبر؟ وتوصلت المخابرات الأمريكية (سي آي إيه) إلى أن الجريمة لم تكن لتتم دون أمر من ولي العهد، محمد بن سلمان، ونفى (أم بي أس)، كما يعرف، بشدة أي دور في جريمة إسكات صوت مهم، كان مقيما في الولايات المتحدة وكاتب عمود في صحيفة (واشنطن بوست)، التي قرئت مقالاته حول العالم".

وتستدرك دوسيت بأن "الرئيس دونالد ترامب لم يكن (متأكدا) على الأقل في تصريحاته العامة، (ربما كان يعرف أو لا يعرف)، كما كتب في بيانه العام، الذي ضمنه عبارات التعجب، وحتى في مقابلاته فقد كان واضحا، فقال: (أريد في الحقيقة تصديق) ما قاله ولي العهد من إنكار، وبعد هذا كله هناك الكثير مما يمكن للرئيس خسارته 110 مليارات دولار على شكل صفقات أسلحة، مع أن تقديرات الرئيس مبالغ فيها كما يقول نقاده".

وتتساءل الكاتبة عما إذا كانت قيمة أمريكا قد خفضت إلى قيمة صفقات السلاح، مجيبة أن هذا صحيح في طريقة تعامل ترامب التعاقدية. 

وتشير دوسيت إلى أن "طلاب التاريخ يتدافعون للبحث عن سوابق في خط طويل من الرؤساء الأمريكيين الذين زخرفوا السياسة الخارجية بالقيم العظمى، وهناك كلام منسوب إلى فرانكلين روزفلت (سواء قاله أم لم يقله) عن الديكتاتور النيكاراغوي أنستاسيو ساموزا غارسيا، عندما وصفه روزفلت بالقول (ربما كان ابن حرام فهو في النهاية ابننا)، ولا يتحدث رؤساء أمريكا بهذه الطريقة، على الأقل ليس في تصريحاتهم العامة، أو أنهم لا يستخدمون هذه اللغة". 

وتتساءل الكاتبة قائلة: "ماذا سيقوله الرؤساء الآخرون لو قتل خاشقجي في عهدهم؟ طرحت السؤال على بعض مستشاري الرئيس باراك أوباما، ووجدت أنهم يطرحون السؤال ذاته، فمن الصعب أن يقوم أوباما بمناقضة كلام مسؤولي الاستخبارات وبشكل علني، وكان يمكن أن يتحدث بكلام شديد، ليس في الأحاديث الخاصة، بل حتى التصريحات العامة، ولتم استخدام الوسائل الدبلوماسية كلها".

وتقول دوسيت: "السؤال هو هل كان أوباما أو بيل كلينتون أو جورج دبليو بوش أو جورج هيربرت بوش، سيقومون بخرق العلاقات الأمريكية السعودية؟ إن أيا من الرؤساء الأمريكيين لم يفكر في قطع العلاقة القائمة بين البلدين منذ 75 عاما، التي تسيطر على إنتاج النفط، وفي الحقيقة، فقد عمل كل منهم على المحافظة عليها، خذ مثلا الحرب التي تقودها السعودية في اليمن منذ 2015 ضد المتمردين الحوثيين، فبعد أربعة أعوام عليها، والدمار والمجاعة اللتين يعاني منهما اليمنيون فلم ينتبه العالم للمعاناة إلا بعد مقتل خاشقجي، ودعم أوباما الحرب منذ بدايتها من أجل الحصول على دعم الرياض، بعدما منح الأولوية للاتفاقية النووية مع إيران". 

وتختم الكاتبة مقالها بالقول: "أصبحت السعودية اليوم، وبالتحديد ولي العهد، العماد الرئيسي لاستراتيجية ترامب في الشرق الأوسط، فالعلاقة مع السعودية مهمة، كما يرى ترامب من ناحية توفير الوظائف للأمريكيين، والضغط على إيران، وفي الوقت الذي حاول فيه سلفه تقديم رؤية وقيم بشأن العلاقة الخارجية، إلا أن ترامب كان واضحا في التأكيد على طبيعة العلاقة وأنها تجارية".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)