سياسة عربية

تونس.. جدل يناقش تأجيل أو الاعتذار عن استضافة القمة العربية

قال بأن تونس تخشى من فشل القمة العربية المقبلة لذلك تسعى لتأجيلها أو الاعتذار عن استضافتها

كشفت مصادر تونسية مطلعة النقاب عن أن الجهات الرسمية في تونس عاكفة هذه الأيام على دراسة إمكانية الاعتذار عن استضافة القمة العربية أواخر آذار (مارس) المقبل.

وأكد الكاتب والإعلامي التونسي كمال بن يونس في حديث مع "عربي21"، أن مسألة "اعتذار تونس عن استضافة القمة العربية المرتقبة نهاية آذار (مارس) المقبل، أصبحت مطروحة بجدية، ليس فقط بسبب عمق الخلافات العربية ـ العربية، وإنما أيضا بعد مستوى الحضور الضعيف للقمة الاقتصادية العربية في بيروت أمس الأحد".

 

إقرأ أيضا: هل يحضر بشار الأسد القمة العربية المقبلة في تونس؟

وأشار ابن يونس، إلى أن "تونس تدرك حجمها كما تدرك أيضا طبيعة الخلافات التي تعصف بالعلاقات العربية، سواء ما يتصل منها بأزمة حصار قطر، أو بالاختلاف العربي حول الموقف من ثورات الربيع العربي".

وأضاف: "لدي معلومات من مصادر موثوقة أن السلطات التونسية التي بدأت بالفعل في توجيه الدعوات للقادة العرب لحضور القمة، لم تستلم حتى الآن أي ردود رسمية على ذلك".

وأضاف: "وقد زاد من مخاوف السلطات التونسية من فشل انعقاد القمة، الغياب الكبير الذي عرفته القمة الاقتصادية العربية، التي تشهد غير حضور الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس الدولة المضيفة ميشال عون".

ووفق ابن يونس، فإن "النخب السياسية التونسية ذات الصلة بالحكم يميلون إلى الاعتذار عن استضافة القمة العربية للنأي بتونس عن سياسة المحاور التي تقسم الدول العربية، ورغبة في عدم ترسيخ الانقسام العربي، والتشظي الذي يبدو أنه في تزايد بسبب الأزمات الاقتصادية التي تعيشها معظم الدول العربية"، على حد تعبيره.

وكان القادة العرب قد قرروا في ختام دورتهم العادية التاسعة والعشرين "قمة القدس" التي استضافتها مدينة الظهران السعودية العام الماضي، عقد الدورة العادية الثلاثين لمجلس الجامعة على مستوى القمة في تونس فى شهر آذار (مارس) بعد اعتذار البحرين عن استضافتها.

وهذه هي القمة العربية الأولى التي ستستضيفها تونس في حال انعقادها، وهي تحت رئاسة الباجي قايد السبسي والثالثة في تاريخ تونس، حيث كانت الأولى عام 1979 في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، والثانية عام 2004 في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. 

وإذا اعتذرت تونس عن استضافة القمة العربية المقبلة، فستكون هذه هي المرة الرابعة عربيا على مستوى الاعتذار، فقد عقدت الدورة 27 في موريتانيا بدل المغرب التي اعتذرت، ثم عقدت الدورة 28 في الأردن بدل اليمن بسبب ظروفه الأمنية، وعقدت الدورة 29 في السعودية بعد اعتذار الإمارات عن ذلك. 

وتعيش تونس ظروفا سياسية داخلية صعبة بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، حيث يستعد الاتحاد العام التونسي للشغل لشن إضراب عام يومي 21 و22 شباط (فبراير) المقبل، وبسبب الخلافات الحادة بين الرئيس الباجي قائد السبسي ورئيس الحكومة يوسف الشاهد، هذا فضلا عن فتور العلاقات بين الرئيس الباجي قائد السبسي وحركة "النهضة" الشريكة في الحكم.

 

إقرأ أيضا: "نداء تونس" يرحب بعودة الأسد للجامعة العربية وحضوره القمة