سياسة عربية

أمن غزة يتسلم معبر كرم أبو سالم بعد انسحاب موظفي السلطة

انسحاب موظفي السلطة من معبر كرم أبو سالم بعد انسحاب موظفيها من معبر رفح قبل شهر ونصف

غادر موظفو السلطة الفلسطينية، معبر كرم أبو سالم، على خلفية ماقالت إنها إجراءات مشددة فرضها الأمن الذي تشرف عليه حركة حماس في غزة.

 

وعلمت "عربي21"، أن الأمن في غزة استلم رسميا معبر كرم أبو سالم المعبر التجاري الوحيد مع غزة.

 

وكانت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، قالت إن "أجهزة أمن حركة حماس تواصل منع موظفي الهيئة من الوصول إلى عملهم في المعبر". 


وأضافت الوكالة أن "عناصر أمن حماس بالزي العسكري والمدني طردوا موظفي الهيئة على حاجز عسكري قريب من المعبر". 

واستكملت قائلة: "أمن غزة يطالب موظفي الهيئة بالتوقيع على استبيان وأخذ بصماتهم، إلا أنهم رفضوا، إضافة إلى وضع عراقيل أمام عملهم ومنعهم من الوصول إلى المعبر".

 

اقرأ أيضا: ضبط أحذية عسكرية بداخلها شرائح تعقب في طريقها إلى غزة
 

ويأتي انسحاب موظفي السلطة من معبر كرم أبو سالم، بعد انسحاب موظفيها في 7 كانون الثاني/ يناير الماضي، من معبر رفح البري، واتهمت السلطة حركة "حماس" بإعاقة عملهم.

 

من جهتها،  قالت وزارة الداخلية والأمن الوطني بغزة، إن موظفي السلطة الوطنية على معبر كرم أبو سالم، رفضوا التعاون مع الإجراءات الأمنية التي تقوم بها الأجهزة، بعد الأحداث التي وقعت مؤخرًا في قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية بغزة إياد البزم في تصريح الأحد، "إن ما تقوم به الأجهزة الأمنية على معبر كرم أبو سالم هو إجراءات تتطلبها الضرورة الأمنية، خاصة بعد الأحداث التي وقعت مؤخراً في القطاع".

وأضاف "رفض موظفو السلطة في المعبر التعاون مع تلك الإجراءات منذ عدة أيام، واليوم تفاجأنا بمغادرة الموظفين للمعبر".

وأشار إلى أنه وحفاظا على المقدرات العامة في المعبر وحرصا على مصالح شعبنا؛ تقوم الأجهزة والجهات المختصة بتوفير الحماية للمعبر الذي لا زال يعمل كالمعتاد.

تصرفات مبررة

 

وفي السياق ذاته، قال الخبير الأمني اسلام شهوان، أن تصرفات الأجهزة الأمنية بغزة مبررة، بعد التسريبات الأمنية التي أكدت أن الاحتلال يستغل معبر كرم أبو سالم لإدخال معدات تستهدف المقاومة الفلسطينية.

 

وأضاف شهوان في حديثه لـ"عربي21"، أن ما ثبت حتى اللحظة تورط أحد موظفي السلطة في المعبر التجاري بإدخال معدات تجسس إلى غزة، مشيرا إلى أن الإجراءات التي قام بها أمن غزة ضرورية للحفاظ على الجبهة الداخلية.

 

في سياق متصل، علمت "عربي21"، أن الحكومة في غزة، قامت بتجهيز 10 دونمات بجانب معبر كرم أبو سالم، لجباية الضريبة من الشاحنات القادمة سواء من معبر كرم أبو سالم أو من معبر رفح البري.

 

وعلى الرغم من عدم وصول موظفي السلطة إلى داخل معبر كرم أبو سالم قبل أيام، إلا أن العمل فيه كان مستمرا من خلال أجهزة الأمن بغزة.

 

المعبر لم يحقق غايات السلطة

 

المحلل الاقتصادي نهاد نشوان، قال إن السلطة الفلسطينية في الوقت الحالي غير مستفيدة كثيرا من معبر كرم أبو سالم.

 

اقرأ أيضا: إجراءات أمنية على معبر "كرم أبو سالم" وموظفو السلطة يغادرون
 

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أنه قبل العقوبات التي فرضها الاحتلال على قطاع غزة، كانت السلطة تحصل أكثر من 1.3 مليار دولار سنويا متمثلة في ضريبة مقاصة على كل الواردات إلى غزة، أما بعد العقوبات فقد تقلصت هذه التحصيلات نتيجة الحصار وحالة الإفلاس في غزة.

 

وأشار إلى أن السلطة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، تسلمت معبر كرم أبو سالم لتفرض واقعا ماليا جديدا يتمثل في ضرائب جديدة تسمى "ضريبة التعليا" وهي ضريبة تفرض على فرق سعر الاستيراد مقارنة بسعر السوق، إلى جانب تحصيل ضريبة المقاصة بنسبة 100 بالمئة من خلال استلام كافة الفواتير من التجار.

 

وأضاف نشوان، أنه بسبب عدم استكمال جهود المصالحة، فقد قامت وزارة المالية بغزة بعمل معبر متحرك بعد كرم أبو سالم لتحصيل الضرائب من التجار مرة أخرى.

 

وأكد المحلل الاقتصادي، أن "معبر كرم أبو سالم لم يحقق غايات السلطة في التحصيلات العالية، وتمكنت وزارة المالية من تعويض تحصيلاتها نوعا ما من خلال المعبر المتحرك" على حد وصفه.