ملفات وتقارير

ما علاقة تفجيرات الجيزة والقاهرة وسيناء بالتعديلات الدستورية؟

سيد أمين:التجارب تقول إن المستفيد الأول من التفجيرات وما شابهها هو النظام
لا حديث يعلو فوق الحديث عن التعديلات الدستورية التي أقرها البرلمان المصري، وتمنح رأس النظام العسكري الحاكم صلاحيات واسعة، إلا صوت التفجيرات المتتابعة من أمام مسجد بغرب القاهرة، وفي منطقة الأزهر بالعاصمة المصرية، وحتى شمال سيناء (شمال شرق).

وخلال 4 أيام، شهدت مصر عدة تفجيرات، سقط على إثرها ضحايا من الشرطة ومدنيون وآخرون تتهمهم السلطات بأنهم عناصر إرهابية؛ حيث وقع تفجير محدود بالجيزة، الجمعة الماضية، تلاه استهداف لحاجز أمني بسيناء أسفر عن إصابة ومقتل 15 عسكريا.

والجمعة، قالت الداخلية إنها أحبطت محاولة لاستهداف قوة أمنية بعبوة بدائية الصنع، غرب القاهرة. والسبت، أعلن الجيش مقتل وإصابة 15 عسكريا بينهم ضابط، والقضاء على 7 مسلحين، إثر تبادل لإطلاق النار عقب هجوم استهدف حاجزا أمنيا شمال سيناء.

وتأتي الحوادث المتتالية بعد أيام من انطلاق برلمان مصر في مناقشات تعديلات بالدستور المصري، تتيح مد فترة الرئاسة من 4 سنوات إلى 6، ووضع مادة انتقالية لرئيس سلطة الانقلاب عبد الفتاح السيسي.

المثير أن الإعلامي عمرو أديب كان قد تنبأ ببرنامجه عبر فضائية "إم بي سي مصر"، هذا الأسبوع، بوقوع عمليات تفجير لمدة 3 أشهر حتى تنتهي التعديلات الدستورية.


"ثلاث رسائل"

وفي رده على التساؤل "هل هناك علاقة بين تفجيرات الجيزة والقاهرة وسيناء وبين التعديلات الدستورية؟"، قال رئيس حزب الأصالة المهندس إيهاب شيحة: "للأسف، لا أستطيع منع نفسي من اتهام النظام في ظل التفجيرات التي تستدعي مواكبة لأحداث معينة فقط، وكأنها صارت مواسم للتفجير".

شيحة، أضاف لـ"عربي21": "للأسف رئيس السلطة (السيسي) جن جنونه، وصار يطيح يمينا ويسارا بكل من يحاول أن يبدي اعتراضا من داخل إطار الاعتراف بالمنظومة الانقلابية".

وأكد السياسي المصري أنه "بعد عرض التعديلات على برلمان السيسي، صار واجب وقتهم هو تمرير التعديلات التي تواجه معارضة شعبية كبيرة من عموم الشعب"، موضحا أن "هذا ما ظهر واضحا على وسائل التواصل واللقاءات المختلفة، وحتى بالبرلمان المصنوع على أعينهم".

وجزم شيحة بأن النظام يسعى لتقديم ثلاث رسائل عبر تلك الأحداث، قائلا: "هو الآن من خلال التفجيرات واعتقال كل من يتكلم عن رئيس السلطة يسعى لتمرير رسالة الحرب على الإرهاب، ورسالة لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، ورسالة الاستقرار؛ لئلا يكون هناك سبيل إلا الموافقة على التعديلات الدستورية".

"ماذا تقول التجارب السابقة؟"

وفي إجابته، قال الكاتب والباحث السياسي سيد أمين، إنه "للإجابة عن هذا السؤال يجب أن نعود للتجارب السابقة، ومن خلالها نعرف مَن المستفيد من تلك التفجيرات"، متسائلا: "فهل منعت التفجيرات والأحداث الدموية والعنيفة من قبل مثلا إجراء انتخابات البرلمان أو الرئاسة أو الدستور؟ أم تم استغلالها إعلاميا لتبرير تلجيم أفواه الناس حول ما شابها من تزوير؟".

أمين أكد لـ"عربي21"، أن "التجارب تقول إن المستفيد الأول من التفجيرات وما شابهها هو النظام، وهي تمثل رسائل خارجية قوية بأنه يحارب (الإرهاب الإسلامي)، ويجب على الغرب الصمت عن انتهاكاته للديمقراطية، وتأييد خطواته لتأبيد السلطة له، حيث إن ذلك سيعني مكافحته للتيار الإسلامي طالما بقي في السلطة".

وأضاف الكاتب الصحفي، أن هناك أيضا "الرسائل الداخلية وهي: التهديد، وإثارة الفزع بين الشعب، وتخيير الناس بينه وبين استمرار تلك التفجيرات".

"فنكوش العصابة"

من جهتها، قالت الناشطة عزة أحمد زكي، إن الربط بين التعديلات الدستورية والعمليات الإرهابية هو فنكوش العصابة العسكرية مبسوطة بتصديره للناس"، مضيفة عبر صفحتها بـ"فيسبوك"، التعديلات نفسها بتوقيتها الحالي هي غطاء لبلاو تتم على قدم وساق؛ لتنفيذ خطة العدو وعلى رأسها (صفقة القرن)، وبيع أراضينا، وتهريب آثارنا، وهدم مبان تاريخية بخطة ممنهجة؛ لمحو جزء أصيل من حضارتنا، وسد النهضة، والغاز، والخضوع التام بمقدراتنا للعدو وأذنابه".

وأكدت أن هذا "هو المقصد الحقيقي"، مضيفة: "ويبقى سيف الإرهاب هو العامل المشترك بين كل ما سبق"، خاتمة بقولها: "إحنا بتحكمنا عصابة مندوبي العدو، وهي دي الحكاية".

 

وفي السياق ذاته، أثار إعلان وزارة الداخلية في حكومة الانقلاب عن مقتل 16 إرهابيا ببؤرتين بالعريش بشمال سيناء، الثلاثاء، التساؤلات التي جاءت على لسان الأكاديمي المتخصص بشؤون الجماعات الإسلامية الدكتور كمال حبيب.

وتساءل حبيب: "لماذا يتم اكتشاف البؤر الإرهابية وقتل من فيها جميعا بأعداد كبيرة بعد كل عملية تتعرض لها أكمنة الجيش للهجوم؟"، موضحا عبر صفحته بـ"فيسبوك": "المفروض أن الخلايا الإرهابية لا تتجمع بمثل هذه الأعداد الكبيرة بمكان واحد، كما أنها تعمل على الكمون والاختفاء والانتشار الصامت عقب عمليات المواجهة مع قوات الأمن والجيش".

وعاود التساؤل: "لماذا يتكرر هذا السيناريو أن تكون هناك عملية ضد الجيش أو الشرطة بسيناء أو القاهرة أو المحافظات، ثم يجري بعدها قتل أعداد كبيرة من الإرهابيين؟"، معلقا بقوله: "المفروض أن لديهم أماكن للتخفي بعيدا عن الأماكن المكتظة بالسكان".

وقال حبيب إن "المخاوف كلها أن يكون هناك منطق للثأر والانتقام، حيث إن هناك احتمالا لأن يتعرض للقتل من لا يكون إرهابيا، وهو ما يجعل الدولة تخسر بالمواجهة، حيث تنعش وتمد قوى الغلو والتطرف والإرهاب بمبررات؛ للاستمرار في المواجهة ومزيد من الاستنزاف لأبنائنا وجنودنا".

وفي تدوينة أخرى، أشار إلى مسؤولية النظام في هذه الأحداث متسائلا: "هل التوتر السياسي وعدم احترام قواعد اللعبة السياسية ينعكس على سلوك الشباب المجازف ليخوض معاركه بطريقة مختلفة؟".

 

 

اقرأ أيضا: أسبوع دام في مصر (إنفوغراف)