نشر موقع "نيوز ري" الروسي تقريرا تحدث فيه عن التزام روسيا بمشاركة دول الخليج في حل النزاع السوري بشروطها الخاصة.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته
"عربي21"، إن "إحياء الممالك العربية لعلاقاتها مع سوريا سوف ينمي من
نفوذ بشار الأسد ويمنح موسكو فرصة للضغط على إيران، على الرغم من أن الضغوط
الأمريكية تصعب على الأسد الخروج من عزلته الدبلوماسية".
ونقل الموقع التصريح الذي أدلى به وزير الخارجية
الروسي سيرغي لافروف، بعد المحادثات التي جمعته مع نظيره القطري محمد بن عبد
الرحمن آل ثاني، الذي أفاد بأنه لا يستبعد توسيع دائرة المراقبين في إطار محادثات
أستانا، وردا على الأسئلة الموجهة إليه من طرف الصحفيين بشأن مناقشة إنشاء مجموعات
عمل لحل النزاع السوري مع وزير الخارجية القطري، نفى لافروف ذلك مشككا في الحاجة
إلى مثل هذه الآلية.
وأورد لافروف أن "محادثات أستانا معترف بها
بشكل عام، وهي تضم كلا من الحكومة والمعارضة المسلحة، بينما تلعب روسيا دور الوسيط،
كما أجرت تركيا وإيران محادثات ناجحة تمخضت عنها نتائج مرئية وملموسة، وقد شارك
فيها مراقبون ممثلون عن الأمم المتحدة والأردن والولايات المتحدة، التي رفضت بعد
ذلك الحضور في اجتماعات ذات صلة بمحادثات أستانا، ومع ذلك، نحن لا نستبعد ظهور
مراقبين جدد في محادثات أستانا".
وذكر الموقع أن وزير الخارجية الروسي سيجري محادثات
مع القيادة السعودية، ومن المتوقع أن تكون الأزمة السورية من النقاط الرئيسية التي
سيتطرق لها، ومن المرجح أن يدرس الجانب الروسي إمكانية ضم دول الخليج العربي، التي
عارضت دمشق منذ فترة طويلة، إلى مفاوضات تحت إشراف النظام السوري، ولكن مشاركة قطر
في مفاوضات تعنى بالشأن السوري، التي من شأنها أن تعطي فرصة جزئية لإضفاء الشرعية
على نظام الأسد، مشكوك فيها نظرا لأن الدوحة تتخذ الموقف الأكثر صرامة تجاه دمشق.
وأوضح الموقع أن "قطر لا تريد استعادة وجودها
الدبلوماسي في سوريا"، على الرغم من أن أكثر من عشر دول عربية فعلت ذلك، وخلال
المؤتمر الصحفي الذي عقده مع لافروف، ذكر وزير الخارجية القطري أن بلاده "تؤيد
التسوية السياسية ولا ترى بديلا عن ذلك، وتشدد على ضرورة مشاركة المعارضة في
المشهد السياسي".
اقرأ أيضا: قادما من قطر.. لافروف يلتقي العاهل السعودي في الرياض
وأفاد الموقع بأن محمد بن عبد الرحمن آل ثاني تطرق مع
نظيره الروسي إلى الوضع في شمال سوريا، وفي الحقيقة، تحاول دول الخليج العربي بما
في ذلك السعودية والإمارات تعزيز حضورها في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الكردية
المسلحة، لا سيما أن الأكراد والقبائل العربية المحلية تسعى إلى مجابهة التأثير
المتزايد لتركيا في المنطقة والتهديد الذي تشكله الميليشيات الموالية لطهران، لكن
لا يمكن لقطر، التي تنتمي إلى نفس الكتلة التكتيكية إلى جانب تركيا، تجاهل التهديد
الذي يشكله تنامي نفوذ كل من الرياض وأبوظبي في شمال سوريا بالنسبة لها.
وأوضح الموقع أن إعادة التأهيل السياسي للنظام
السوري من أهم القضايا التي تواجهها روسيا اليوم في الملف السوري، لذلك من غير
المستبعد أن تدعو موسكو السلطات العربية لاستعادة علاقاتها الدبلوماسية كاملة مع
دمشق، وتهدف سياسة موسكو إلى الحد من التأثير الإيراني على المؤسسات السياسية
والاجتماعية السورية، وتجدر الإشارة إلى أن إعادة فتح الإمارات لسفارتها في دمشق
في نهاية العام الماضي ساهم في تشجيع بعض الدول على النسج على نفس المنوال.
ونقل الموقع عن مدير مركز الدراسات الإسلامية بمعهد
التنمية الابتكارية، كيريل سيمينوف، أن "موسكو تريد من دول الخليج أن تستعيد
العلاقات الدبلوماسية مع دمشق مثلما فعلت أبوظبي، ثم إعادة سوريا إلى جامعة الدول
العربية، وتهتم روسيا بمشاركة دول الخليج العربي في إعادة إعمار سوريا بعد الحرب
رغم وجود العديد من العوائق التي تحول دون ذلك، على غرار الوجود الإيراني ومشاركة
تركيا، وإمكانية التعرض للعقوبات الأمريكية".
وأشار الموقع إلى أن رفض أعضاء جامعة الدول العربية
إعطاء الأسد فرصة قد يكون نتيجة خشيتهم من العقوبات الأمريكية، ووفقا لما صرحت به
مصادر في إدارة الرئيس الأمريكي لصحيفة "واشنطن بوست"، فإن البيت الأبيض
يمارس ضغوطًا على حلفائه في الشرق الأوسط من أجل ضمان عدم اتخاذ قرارات لا تخدم
مصالحه.
موقع روسي: هل تسعى موسكو إلى تلميع صورة حزب الله؟
الغارديان: مؤسسات الإغاثة الدولية تنسحب من إدلب
موقع روسي: هكذا تغيّر إيران مقارها بسوريا بعد ضربات إسرائيل