سياسة عربية

"الثوري المصري": نشجع أي حراك لإسقاط نظام السيسي.. ولكن

الثوري قال إن قطاعا بالمعارضة يرفض العودة إلى مسار 2012 الذي أنتجته ثورة يناير المجيدة- عربي21

أعلنت رئيسة المجلس الثوري المصري، مها عزام، تشجيعها وترحيبها بأي حراك يساهم في إسقاط سلطة الانقلاب في مصر، لافتة إلى أن هناك مجموعة من الضوابط والمعايير الوطنية التي ينبغي توفرها لدعم وتأييد أي حراك بشكل كامل.

وقالت، في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، إن "‏المجلس الثوري يكافح من أجل ترسيخ حق ‏الشعب المصري في تمثيل نفسه وحريته ‏في التعبير عن آرائه ‏وتوجهاته، وعليه ‏فإن المجلس يساند وينمي ‏ويشجع أي ‏تحرك سياسي، لأنه دلالة على تلك القيم التي يؤمن بها".

ولفتت عزام إلى ‏أن "المجلس الثوري ‏يشجع أي حراك يقرب الشارع والمجتمع مما سماه البعض اللحظة الثورية ‏التي يمكن أن تُستغل، إذا كان هناك كادر واع ‏وشعب ‏مهيأ ‏للانتقال إلى مرحلة تغيير نوعية".

واستدركت قائلة: "تقبل وتشجيع الحراك لا يمكن أن يخفي الاختلاف الجذري في الأهداف بين المجلس وبين بعض (وليس جميع) ‏ممن ‏يدعو إليه، ‏ولا يخفف من أهمية الحذر ‏والترقب ‏للحفاظ على الطريق الصحيح لاستكمال الثورة".

وأكدت أن "إزالة ‏السيسي كهدف ‏بحد ذاته لن يؤدي بالضرورة إلى اللحظة الثورية ‏أو إلى استكمال الثورة"، منوهة إلى أن "استكمال الثورة تعني نقل مصر إلى دولة مدنية يحكم ‏فيها الشعب نفسه عبر ‏انتخابات حرة ضمن هيكلة مؤسسية ‏خالية من الفساد‏، ترسخ العدالة الاجتماعية التي توفر ‏السكن والتعليم والدواء ‏لمواطنيها".‏

وأردفت:" مع أن المجلس قد يتفق مع الجميع على أن إزالة السيسي قد تكون بداية جيدة‏، إلا أن هدف البعض ممن يدعو للحراك في واقع الأمر يختلف تماما عن مفهوم المجلس لاستكمال الثورة ‏بل ويناقضه، ‏إذ أنهم ‏يرفضون العودة إلى مسار 2012 الذي انتجته ثورة يناير المجيدة ".

 

اقر أ أيضا :  "صافرات إنت مش لوحدك" تكسر حاجز الخوف في مصر (شاهد)


وتابعت:" كما أن هناك اختلاف في الهدف بين المجلس وبين البعض (وليس الأغلبية) من الحركات الإسلامية وغيرها من الكيانات السياسية الذين ‏يعتقدون صدقا أن دخول الحركات الإسلامية في الساحة السياسية كان خطأ، وأن الحركة الإسلامية حركة دعوية مكانتها تكمن في المساحة الخاصة في حياة الفرد والمجتمع وليس في المساحة العامة.

 

‏ولذلك هدفهم الآن هو إخلاء سراح ‏المساجين وحلحلة الوضع حيث يسمح لهم بالتعايش مع المنظومة الفاسدة والاستمرار في الدعوة".

وأضافت أن "المجلس يختلف أيضا مع هدف كثير من المعارضين ‏الشرفاء الذين ‏يشفقون على مستقبل مصر، ويخافون من تقويض ‏هيكلها ‏ومؤسساتها، ويحزنون ‏لاندثار ‏مكانتها الإقليمية، وإن كان المجلس يشاركهم تماما في هذه الغيرة على الوطن، ويودون أن يقتلعوا ‏السيسي لكي يحدثوا بعض الإصلاح من أجل ‏إنقاذ الوطن. ‏

ومن هنا نسمع دعوتهم للوحدة الوطنية ومناشدتهم لإعلاء ‏المصلحة القومية، ولكنهم أيضا في واقع الأمر لا يريدون إحداث تغيير جوهري ‏في الهيكل السياسي في مصر الانقلاب".

وأكدت أن بعض من وصفتهم أنهم بالمعارضين ‏الشرفاء "مستعدون لتقبل رؤية من تظاهر في 30 حزيران/ يونيو ضد انتخابات 2012 لمستقبل مصر، بل وأكثر من ذلك فهم في السعي وراء حل ما، مستعدون أن يسلموا زمام الأمور ليس إلى الشعب (حتى وإن تقبلوا عودة الرئيس بشكل رمزي)، بل إلى القوى التي تحالفت مع العسكر ومكنت انقلابهم على الإرادة الشعبية".

واستطردت عزام قائلة: "هذا اختلاف جذري، فالانقلاب في نظرنا جريمة ارتكبت ضد الشعب المصري وكل من ساهم في تمهيد وتمكين الانقلاب شريك في هذه الجريمة، ولا يمكن أبدا أن نتقبل أن يرسم مستقبل مصر من شارك في خيانة شعب مصر ومهد للجرائم ضده".

وأكملت: "من المهم تشجيع الحراك وتشجيع تطور اللحظة الثورية، ومن المهم أيضا التحذير من الحقيقة الجلية ‏أن كثيرا من القوى الأخرى التي تناشد الانضمام إلى هذا الحراك لها أهداف لا تتوافق مع، بل وتناقض، أهداف المجلس في استكمال ثورة يناير حسب مفهومنا نحن".

‏وقالت: "لذلك، على الكوادر الثورية أن تحرص على حماية المسار الثوري ‏في هذه الفترة الحرجة والحفاظ عليها من الانحراف نحو تغييره إلى حراك لمعارضة سياسية بدل أن يكون حراكا لحركة ثورية، ‏فإذا سمحنا له أن يصبح مجرد معارضة سياسية لمنظومة الانقلاب، وهو ما يريده البعض في داخل وخارج مصر وإقليميا ودوليا، ‏نكون قد خنا ‏ثورة 25 يناير وشهدائها ‏وجرحاها ومعتقليها أبطالها الثابتين وراء القضبان".

وشدّدت على أن "الرئيس محمد مرسي يمثل أكبر مكتسب لثورة 25 يناير، ‏وهذا بغض النظر عن شخصه ‏أو توجهه ‏السياسي، وعلى أي مؤمن بثورة يناير وأي مؤمن ‏في تحرير مصر من قيود العسكر لتحقيق دولة العدالة والمساواة أن يكون على حذر أن يعلم أن هناك من يهدف لإطاحة السيسي ولكن ليس لاستكمال الثورة، بل للتوصل إلى تفاهم سياسي مع الدولة العميقة وتهميش الإرادة الشعبية".

وتابعت: "أما نحن، فلا نريد أن تكون نتيجة تضحية أبطال الثورة أن تسلم القيادة في المرحلة القادمة لمن خان الثورة أو هجر قيادتها في المرحلة العصيبة قبل الانقلاب، أو من هو مستعد لتهميش الشعب. لن نسمح أبدا لمن وقف ضد الشعب والثورة أو تخلى عن مكتسباتها أن يرسم مستقبل أجيال الغد".

وأضافت رئيسة المجلس الثوري:" ما نطمح له في المرحلة القادمة من تاريخ مصر هو أن نُسلم قيادتها إلى قيادة شريفة تعمل لخدمة عامة الشعب وتفني نفسها لمصلحته واستكمال ثورته والحفاظ على استقلال إرادته وحريته".

واختتمت بقولها إن "رسالتنا ونداءنا الدائم إلى قائد الثورة الصامد الرئيس مرسي وإلى إخوتنا الأبطال الصامدين خلف القضبان، وإلى الشعب المصري العظيم أيها الثابتون في كل مكان اطمئنوا لستم وحدكم، وقريبا ستردد مصر كلها الله أكبر ولا غالب إلا الله".