سياسة عربية

"عربي21" تكشف خفايا استعادة الاحتلال رفات جنديه من سوريا

جثة زكخريا باوميل- الإعلام العبري

كشفت مصادر خاصة لـ"عربي21" عن المكان الذي انتشلت منه جثة الجندي الإسرائيلي زكخريا باوميل، الذي أعلنت روسيا تسليمها للاحتلال الإسرائيلي الخميس، بمساعدة النظام السوري.

وقالت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن النظام السوري وطواقم عسكرية روسية، انتشلت جثة الجندي المذكور من مكان سري بمخيم اليرموك غرب العاصمة السورية دمشق، بعد أن أجرت مؤخرا عمليات بحث وتفتيش واسعة في مقبرة "شهداء اليرموك" في المخيم، بحثا عن ثلاث جثث تعود لجنود إسرائيليين، قتلوا في معركة السلطان يعقوب في لبنان عام 1982، وهم زكخريا باوميل، ويهودا كاتس، وتسفي فلدمان.

 

بحث دقيق

 

وأكدت المصادر أن "النظام السوري أجرى عمليات تفتيش مرات عدة قبل أحداث الثورة السورية، كان آخرها عام 2008 حين نفذ حملة تفتيش واسعة على جثث الجنود الثلاثة في المقبرة المذكورة، دون أن يعثر على أي منها، مشيرا إلى أن تنظيم الدولة فتش عن الجثث أيضا في أثناء سيطرته على المخيم قبل نحو عامين، دون أن يصل إليها".


وأشارت إلى أن المقبرة "كانت تخضع لإشراف جيش التحرير الفلسطيني قبل الثورة السورية، وكان عليها حراسة أمنية، ولكن بعد تهجير أهالي المخيم قبل بضعة سنوات، كثف النظام القصف على منطقة المخيم ومنطقة المقبرة بالذات إلى أن سويت بالأرض، ثم أعلنها النظام منطقة عسكرية خاضعة لسيطرته، وسيطرة الشرطة العسكرية الروسية، وهو ما مهد الأمر لعمليات نبش وبحث دقيق عن جثث الجنود الإسرائيليين القتلى".


اقرأ أيضا: بوتين يتحدث عن دور لنظام الأسد في إعادة رفات جندي إسرائيلي

 
في سياق متصل، قال صحفي فلسطيني مقيم في أوروبا، إن قوات النظام السوري تلقت عام 2008  معلومات تفيد بأنه جرى إخفاء جثث الجنود الثلاثة ومعداتهم في قبور تحت أسماء شهداء فلسطينيين في مقبرة المخيم.

وقال الصحفي فادي خطاب في منشور على حسابه بـ"فيسبوك"، إنه حين فشل النظام السوري في تحديد الأماكن، لجأ لأحد الشخصيات القريبة من جبهة التحرير الفلسطينية، الذي تربطه علاقات وثيقة بحركة فتح، التي يعتقد أنها ضمن الفصائل التي قامت بإخفاء الجثث.

 

وأضاف خطاب: "حين اكتشف النظام أن هذا الشخص ويدعى (أ ب ر)، قد وصل لمعلومات حول المكان دون الإفصاح عنها للجهة الأمنية التي كلفته بالبحث، قام باعتقاله ومارس التعذيب بحقه، ما أدى إلى وفاته بعد نحو شهر من الاعتقال، حيث أجبرت قوات النظام أبناءه على دفن جثته ليلا بمرافقة أمنية، دون أن تقيم بيت عزاء له".

 

نقل الجثث


ويعتقد أن الفصائل الفلسطينية كانت قد نقلت جثث الجنود الإسرائيليين الثلاثة من لبنان إلى سوريا، وأخفتها في مكان سري بمقبرة المخيم، بهدف استخدام جثثهم في عمليات تبادل أسرى مع الاحتلال الإسرائيلي.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال خلال استقباله رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في موسكو الخميس، إن "الجيش الروسي بالتنسيق مع الجيش السوري هو الذي عثر على رفات الجندي الإسرائيلي زكخريا باوميل، الذي قُتل باشتباك مع الجيش السوري عام 1982".

وأضاف الرئيس الروسي أن قواته عثرت على رفات الجندي الإسرائيلي، "حتى يدفن في إسرائيل وتتمكن أسرته من وضع إكليل الزهور على قبره"، وفق تعبيره.

بدورها نقلت وكالة إنترفاكس عن مصدر قوله: "حدد عسكريونا بالتعاون مع العسكريين السوريين مكان دفنه، ويسرنا أنه سيكون بإمكان إسرائيل تكريمه عسكريا، والمعلومات المتوفرة تشير إلى أن كل الفحوص الجينية الضرورية قد أجريت"، مؤكدا: "اليوم وفق التقليد العسكري نرسل هذا الرفات إلى إسرائيل".

 

اقرأ أيضا: وزارة الدفاع الروسية تسلم نتنياهو رفات جندي قتل بلبنان (شاهد)

في المقابل، قال نتنياهو خلال اللقاء، إنه "دعا الرئيس بوتين منذ عامين للمساعدة في البحث عن رفات الجنود الإسرائيليين"، مشيرا إلى أن "بوتين كلف الجيش الروسي بهذا العمل"، لافتا إلى أن "تشييع جنازة باوميل سيجري في إسرائيل مساء الخميس".

كما توجه نتيناهو إلى بوتين بالشكر وقال: "أشكركم سيادة الرئيس لصداقتكم الشخصية وموقفكم، ولدينا القيم المشتركة"، كما عبر عن شكره للجنود الروس الذين قاموا بإخراج رفات الجندي الإسرائيلي.


وتعتبر معركة السلطان يعقوب من أشهر المعارك التي دارت عام 1982 بين الاحتلال الإسرائيلي من جهة والجيش السوري والفصائل الفلسطينية المسلحة من جهة أخرى.

وخسر الجيش الإسرائيلي، إثر المعركة، 30 قتيلا، إضافة إلى أسر 3 جنود، من بينهم الإسرائيلي-الأمريكي زخاري بوميل الذي كان مفقودا، وكذلك الجنديان يهودا كاتس وتسفي فيلدمان.